دراسة أمريكيّة: الفستق الحلبي مفيد
في دراسة هي الأولى من نوعها، وجد الباحثون أنّ تناول “الفستق الحلبي” بشكل يومي يقدّم فوائد صحيّة هامّة إلى الجهاز الهضمي، إذ أنّه يقوم بتعديل مستويات الخلايا البكتيريّة المفيدة والتي تقوم بوظائف هضميّة
هامّة في أمعاء الإنسان، وقد قدّم الباحثون خلاصة أبحاثهم هذه في مؤتمر علم الأحياء التجريبي في أمريكا.
فبحسب الدراسة، يحوي الفستق الحلبي على مكوّنات غير قابلة للهضم والتفكيك، لذا فإنّها تصل للأمعاء وتتفاعل مع البكتيريا الموجودة فيها، أهمّها الألياف الغذائيّة التي تستخدمها البكتيريا المفيدة كغذاء لها، إضافة إلى مواد كيميائيّة أخرى في الفستق الحلبي تقوم بإدخال تعديلات على تركيب الخلايا البكتيريّة وتجعلها أكثر فائدة للإنسان.
يقول مؤلّف الدراسة: "إنّ البكتيريا الموجودة في الجهاز الهضمي تقدّم وظائف هامّة إلى الإنسان، ويبدو أنّ الفستق الحلبي يلعب دوراً في إدخال تعديلات على هذه البكتيريا ليجعلها أكثر فائدة، وهو اكتشاف واعد قد يساعد في تطوير أدوات تحسّن من صحّة الأمعاء"
قام الباحثون في هذه التجربة بدفع ستّة عشرة شخصاً على تناول أيّ من الفستق الحلبي أو اللوز بشكل يومي لمدّة عشرين يوماً، وذلك بكميّات مختلفة تفاوتت بين المشاركين، ثم قام الباحثون بأخذ عيّنات من البراز وباشروا بتحليلها وفحص المستعمرات البكتيريّة التي تحويها.
من الملاحظات التي خرج بها الباحثون، أنّ نتائج العيّنات كانت أفضل لدى الأشخاص الذين تناولوا الكميّة الأكبر من الفستق الحلبي (حوالي مائة وخمسين حبّة في اليوم) ، إذ حصلت فيها تغيّرات في مستويات البكتيريا المعويّة المفيدة وتعديلات في تركيبها، بالإضافة إلى ازدياد في أنواع محدّدة تقدّم فوائد كثيرة وخصوصاً تلك التي يرتبط وجودها بصحّة الكولون، وكان كلّ ذلك أكثر وضوحاً بين الأشخاص الذين تناولوا الفستق الحلبي مقارنة بأولئك الذين تناولوا اللوز.
يقول مؤلّف الدراسة: "إنّ الألياف الموجودة في بعض أنواع المكسّرات والتي لا يستطيع جسد الإنسان هضمها، تقدّم فوائد ضروريّة للحفاظ على الأنواع المفيدة من البكتيريا"
ويضيف: "تقدّم هذه الدراسة دليلاً على أنّ زيادة استهلاك الفستق الحلبي يمكن أن يؤدي إلى تغييرات هامّة في عدد البكتيريا الصحيّة وتركيبها في الأمعاء وهو ما يعني فوائد صحيّة عديدة للجهاز الهضمي"
يذكر أنّ "الفستق الحلبي" هو نوع من المكسّرات التي تشتهر به البلاد العربيّة بشكل خاص، خصوصاً والعراق وسوريا ولبنان وتونس، إضافة إلى الولايات المتّحدة وخصوصاً ولاية كاليفورنيا.