“أيام سوداء” بانتظار إسرائيل إذا وصل موسى لرئاسة مصر!!
نشرت صحيفة معاريف تحقيقا سياسيا مطولا عبر موقعها الإلكتروني تتحدث فيه عن المرشح الرئاسي عمرو موسى، مشيرة إلى أن مستقبل العلاقات مع مصر سيكون
مظلما وينتظر السلام بين مصر وإسرائيل أيام سوداء حالة انتخاب موسى رئيسا، خاصة وأنه سيستخدم ضد إسرائيل الكثير من الوسائل التي لم تعرفها بعد. وعرضت الصحيفة آراء من أسمتهم بأصدقاء موسى ومن تعاملوا معه في إسرائيل، وعلى رأسهم البروفيسور يورام ميتال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بن جوريون والذي كان أحد من تعاملوا مع موسى، وأشار ميتال إلى أن إسرائيل ستواجه مشكلة إن بات موسى رئيسا، ومن المتوقع أن يستخدم الكثير من وسائل الضغط السياسية ضد إسرائيل، وسيلتزم بنهج الرئيس مبارك في تجميد العلاقات السياسية معها، واقتصار العلاقات وقوتها في المسار التعاون الأمني أو العسكري فقط. ويقول ميتال إن موسى ذكي، ووهو أذكى مرشح في الانتخابات الرئاسية حتى الآن، وعرف كيف يجذب المصريين من حوله، حيث توجه للشباب والليبراليين وعديمي الانتماء الحزبي وللإسلاميين الذين لا يؤيدون أحزابا إسلامية وأقنعهم بدعمه بعد الثورة، ومن هنا اكتسب شعبية كبيرة للغاية بينهم.
ويضيف إنه نجح بفضل هذه السياسات في جذب العشرات من المصريين حوله، خاصة وأن برنامجه السياسي أيضا متميز، فهو يشدد على مكافحة الفقر وعلى إلغاء جهاز الأمن الداخلي وإعادة الأمن المفقود في الشارع المصري من جديد، زاعما أن موسى هو المرشح الوحيد الذي يمتلك برنامجا رئاسيا واضحا بين بقية المرشحين للرئاسة. وتنتقل الصحيفة للحديث عن علاقة موسى بإسرائيل مشيرة إلى أنه ذم الحكومات الإسرائيلية أكثر من مرة من قبل، حتى أنه وصف موظفي وزارة الخارجية الإسرائيلية بأنهم مرضى نفسيين مشيرا في الوقت ذاته إلى أن رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو هو شخص لا يمكن الثقة به، وسخر أيضا من الرئيس شمعون بيريس ودعا إلى مقاطعة رئيس الوزراء الأسبق إرئيل شارون.
غير أن أخطر نقطة اعتبرتها الصحيفة تمثل خطرا على إسرائيل هي دعوته إلى تغيير بنود اتفاقية كامب ديفيد، واصفا إياها بالمعاهدة السياسية التي من الممكن تغييرها إن أمكن، خاصة وأن قواعد اللعبة السياسية في المنطقة تغيرت، ومن المفترض أن تتغير معها بنود معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. من جانبه يقول ايتمار رابينوفتش، السفير الإسرائيلي السابق، في الولايات المتحدة وأحد أبرز من تعاملوا مع موسى عندما كان الأخير مندوب مصر في الأمم المتحدة أنه جاد وحازم بصورة غريبة، مشيرا إلى أن التعامل مع موسى لن يجعل الإنسان الذي أمامه يشعر باللطف على الإطلاق، خاصة وأنه يعرف متى يتحدث ومتى يصمت والأهم من هذا متى ينتقد التوجهات السياسية لدولة أو شخص ما. من جانبه يقول دافيد سلطان، السفير الإسرائيلي السابق في القاهرة، إنه كان دائم الاتصال بموسى، وهو يتمتع بسرعة بداهة غريبة ولغة سياسية متميزة، موضحا أنه لاحظ من خلال تعامله معه أنه السبب في تعميق الهوة السياسية بين إسرائيل ومصر أكثر من مرة، حتى أن رؤساء وزراء إسرائيل تقدموا بشكاوى أكثر من مرة ضده في السابق، ووعد الرئيس مبارك بحلها آنذاك.
أما السفير الإسرائيلي الأسبق في القاهرة شمعون شامير، فقال إن موسى لا يحب إسرائيل ولا يفضل أن يتعامل معها، وهذا هو نفس الرأي الذي ذهب إليه تسفي مزئيل السفير الإسرائيلي الأسبق في القاهرة أيضا والذي أكد أن شعبية موسى بين المصريين نبعت من مواقفه السياسية المتشددة والكارهة لإسرائيل، موضحا أن معلوماته تؤكد أنه كان أبرز أدوات الرئيس المصري السابق لجعل السلام مع إسرائيل باردا إلى درجة الجمود. وأعربت الصحيفة عن توجسها الشديد من قوة موسى في استطلاعات الرأي المتعلقة بالرئاسة، موضحة أن الإطاحة بكلا من نائب الرئيس عمر سليمان وخيرت الشاطر مرشح الإخوان المسلمين وحازم أبوإسماعيل مرشح التيار السلفي بالتأكيد صبت في صالح موسى الرجل الذي يعرف كيف يتعامل سياسيا الآن في مصر بخلاف بقية المرشحين.
وتنتقد الصحيفة موسى صراحة في نقطة معينة وهي رفضة في أغسطس عام 1994 زيارة متحف جرائم النازية عندما زار إسرائيل، بدعوى أن برنامج الزيارة الذي وضعته إسرائيل آنذاك لا يروقه، الأمر الذي مثل صفعة لإسرائيل التي تضع هذا المتحف على رأس الزيارات التي يقوم بها أي مسئول أجنبي إليها.
غير أنه وافق على زيارة جزء صغير من المتحف والخاص بالقتلى الأطفال ممن ماتوا في المعسكرات النازية فقط، غير أنه رفض تماما وضع أكاليل من الزهور عند هذا المتحف أو حتى اعتمار الطاقية اليهودية، وزعمت الصحيفة أن هذا الرفض أراح موسى الآن، وبالتأكيد كانت صورته وهو يرتدي هذه الطاقية ستدمر أي فرصة لنجاحه بالانتخابات. واختتم التحقيق الإسرائيلي حديثه بالحديث مع الوزير الأسبق يوسي بيلين، الذي قال إن أهم صفة لاحظها في موسى بجانب ذكائه أن لديه قدرة كبيرة على السخرية والتهكم، ويستطيع تحويل أصعب المواقف إلى مزحة ولكن لصالح قضية بلاده في النهاية، وحذر بيلين من خطورة موسى زاعما أن لديه فهما عميقا وإيمانا بالوحدة العربية واتحاد العالم العربي، غير أن بيلين قال إن موسى ورغم كل هذا من الممكن الحوار معه والحديث وهو مؤمن بوحدة العرب والسلام مع إسرائيل في آن واحد، ويؤمن أيضا بأن للسلام حدودا لا يمكن تخطيها مع إسرائيل.