«يختبؤن تحت السرير خوفاً من المسلحين».. عنف اليوم وأطفالنا غداً؟
ناروتو, سيف النار, جونكر مسلسلات كرتونية لم نكن نسمح لأطفالنا بمشاهدتها لما تحتويه من مشاهد عنيفة وأفكار بعيدة عن طبيعتنا ومجتمعنا, فماذا نستطيع اليوم أن نفعل بعد أن أصبح
العنف على أبواب كل بيت وحارة ومدرسة, وأصبح الطفل يشاهد ويسمع أقسى مايمكن أنى يتصوره العقل, فأطفالنا يجلسون معنا عند كل نشرة أخبار يسمعون ويرون ما يجري حولهم, عيونهم المليئة بالبراءة ملتصقة بالتلفاز يرون مشاهد تؤثر حتى في الحجر, لا ندري أي صورة من الصور زرعت في ذهنهم أكثر من الأخرى, العنف المحيط بنا ماذا فعل بأطفالنا, وما هي نتائجه المستقبلية؟
الملفت في هذا الموضوع رؤية طفل بدأ بالبكاء والصراخ لدى سماعه صوت مفرقعات ظنا منه أن مجرمين يتواجدون في مكان قريب، وأخذت أمه بتهدئته والقول أن هذه مفرقعات يلعب بها مجموعة من الأطفال.
أم عمار "ربة منزل" تعلق على الموضوع بالقول: "تحول يوم الجمعة من يوم تخرج فيه كل العائلة للتنزه إلى يوم رعب وخوف, وتقول خرجنا كعادتنا يوم الجمعة إلى عين الفيجة وفي طريقنا ظهر أمامنا أشخاص ملثمين مرتدين لباس الجيش العربي السوري وبدأ أطفالي بالصراخ "ماما مين هدول الجيش تبعنا ولا إرهابيين" شعرت بالصدمة, وبدأ أطفالي بالبكاء والصراخ والرجاء أن ارفع نوافذ السيارة وأنهم يريدون الجيش العربي السوري", وتكمل قولها "إن أطفالي في ذلك اليوم لم يستطيعوا النوم في فراشهم".
عائلة أخرى تركت بيتها في منطقة زملكا واستقرت في منطقة المزة, تقول أم ياسر "ربة منزل": أطفالي يركضون ويختبؤن تحت السرير لمجرد سماع كلمة مسلحين ولا يريدون الخروج من المنزل لأنهم خائفين.
وفي رأي الاخصائية في علم النفس جميلة بيطار أن هذا العنف له شقين من ناحية التأثير على الأطفال, الأول أنه من الممكن أن يصبح الطفل خائف من أي صوت مرتفع أو أي شيء يذكره بالحادثة التي يخاف منها, وبالتالي يمكن أن ينعزل على نفسه ولا يتقبل أحد غير والديه.
أما الشق الثاني فيمكن أن يحدث للطفل رد فعل عكسي ويزداد عنفاً ويقوم بضرب أصدقائه و يفضل رؤية البرامج التي تحتوي على العنف والقتال.
وأكملت الأخصائية قولها أن العنف يولد العنف "مقولة مخيفة" ولها الكثير من المؤيدين فدراسة حياة أعتى المجرمين في العالم أظهرت تعرضهم للعنف الاجتماعي في صغرهم. إلا أن تأثير العنف على الصغار في كثير من الحالات أوجد رجالا مسالمين إلى أقصى الحدود. حيث أن لكل طفل خصوصيته وصفاته النفسية الخاصة والتي يختلف بها عن غيره من الأطفال.
وكنتيجة حتمية للأوضاع الراهنة وانتشار العنف, تأثر أطفالنا بشكل مباشر أو غير مباشر, وواجبنا جميعاً حمايتهم وتقليل احتمال تأثرهم إلى أدنى الدرجات لأنهم المستقبل وبناة الوطن.
في الثمانينات تعرضنا لنفس الحالة وكنا صغارا ولا زالت هذه هي عقدتنا الى اليوم نسال الله العافية