برهان إبراهيم كريم كتب لزهرة سورية : موقف الصين السياسي كما يراه ويفسره البعض
هل من زعيم أو مسؤول أو إعلامي أو سياسي أو إنسان عادي, لا يعرف حقيقة ومنطلقات مواقف الصين؟ أم أن محاولات البعض خلط الأمور ببعضها البعض بقصد أو بدون قصد إنما هدفهم منه الاساءة للصين.
وهناك من يقول بأن مواقف الصين السياسية هي من أكثر المواقف وضوحاً ولا تحتاج لكل هذا التدقيق والتمحيص. لأن كل عاقل على سطح هذه البسيطة يدرك أمور كثيرة عن الصين .وأن رجال العلم والقلم من مفكرين و ساسة وإعلام حددوا الأسس التي تقوم عليها مواقف الصين السياسية. وهذا بعض مما ذكروه:
· فالصين تتحرك على طريق التقدم كمن يتسلق جبل عال بثقة وثبات ,بينما تهوي الولايات المتحدة الأمريكية من قمة المجد الذي وصلت إليه بفعل سلوك إدارتها الاجرامي والارهابي واللاأخلاقي. و فارق المسافة بينها سيكون أكثر تقارباً في المكان الذي ستصلَ كل منهما إلى مستواه . ومن ثم أكثر تباعداً وأكبر مسافة في كافة المجالات بين لحظة ولحظة, ويوم وآخر, وعام و عام آخر.
· والصين تملك أرثاُ وحضارةً وتاريخاً موغل في القدم. وسور الصين من عجائب الدنيا السبع. والصين هي أول من عرفت البارود والورق. وهذا الأرت الحضاري هو بمثابة الشمعة التي تنير طريق الصين.
· والصين بمساحتها الجغرافية تعتبر من الدول الكبرى القلائل التي تتمتع بهذه الميزة الجغرافية. وهذه المساحة تمنحها أحد وأهم مقومات الدولة العظمى على سطح هذه البسيطة.
· والصين بتعداد سكانها تمثل ربع العالم. وربما لو أهتمت الأسر بموضوع الانجاب لكانت الآن تمثل بتعداد سكانها ما يعادل نصف العالم إن لم يكن أكثر. وهذا التعداد من السكان يمنحها ثاني مقومات الدولة العظمى. ولذلك فهي تعتبر أن ما تعانيه الشعوب من معوقات و أمراض وفقر وويلات نتيجة السياسات الاستعمارية والامبريالية سيكون للصين حصة الربع فيه على أقل تقدير.
· والصين تعتبر بأن الحروب هي غاية وهدف الاستعمار و الامبريالية. وحين يهزمون في الحروب يسارعون لدفع العالم إلى حافة الهاوية, أو إيصاله لمرحلة الخطر. و وهدفهم الحقيقي من ذلك كسب الوقت فقط, أو تجميل الفساد ومصالحهم الاستعمارية القبيحة في العالم, و تغيير المسلمات وتبديل الأوليات. وخداع الشعوب بذرائع كاذبة كنشر قيم الحرية والديمقراطية وتحقيق الاصلاح.
· والصين تدرك بأن امتلاكها السلاح النووي إنما هو ضرورة لابد منها. فالصين ليست بحاجة لهذا السلاح. ولكن حماية امن ووحدة الصين, ودعمها لقوى التحرر العالمي وحق تقرير المصير, سيدخلها في صراع مرير مع العنجهية العدوانية الأميركية وقوى الاستعمار. وهؤلاء بلا قيم أو أخلاق فقد يستخدمون سلاحهم النووي ضد الصين كما استخدم ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية. وخاصة أن الأمن القومي الاميركي مطاط ليس له من حدود أو ضوابط ,وقد تكون بعض حدوده في الصين. فالسلاح النووي الصيني رادع كي لا تتكرر جريمتي هيروشيما و ناغازاكي في الصين.
· والصين ليس لها نوايا عدوانية ضد أحد. بينما النوايا العدوانية الأمريكية ضد دول العالم واضحة. والنوايا العدوانية تجاه الصين تؤشر عليها القواعد العسكرية الأميركية المنتشرة في اليابان والفليبين وكوريا الجنوبية والعديد من الجزر والدول في المحيط الهندي وبحر الصين و جزيرة فورموزا, وكذلك الاسطول السابع المستوطن في المحيطين الهندي والهادي لأكثر من نصف قرن من الزمن.
· والصين دولة مسالمة ( وهي والهند لم يعرف عن أي منهما أنها غزت أحد. مع فارق أن الأمة الهندية أمة نباتية عموماً بينما الصين أمة ليست نباتية ,والنكتة المعروفة عنها أن الصيني يأكل كل ما يمشي على أربع)ولذلك فهي في سياساتها تركز على الأمن والسلام العالمي , ولا تتدخل بشؤون أحد. وتعتبر أن من واجبها لجم عدوانية الدول العدوانية والقوى الاستعمارية كالولايات المتحدة الأميركية. وتشذيب مطامح ومطامع والشهوات المتوحشة للأنظمة العدوانية في بعض الدول.
· والصين في سياساتها وخططها وبرامجها ومنطقها تعتمد الاتقان والمهارة ,وتريد أن تكون هذه الأمور مبنية بحرفية بناء سور الصين العظيم. تدهش بحرفيّتها ونقشها أصدقائها وأعدائها على السواء.
· والصين تحترم تاريخها وتراثها وثورتها. ولذلك تسعى القيادة الصينية أن لا تسيء لهذا التراث ولهذه الثورة, ولا أن تشوه او تنقلب على قيم الثورة الصينية وتضحيات شعب الصين العظيم. كما شوهت الحكومات الفرنسية صورة الثورة الفرنسية حين انقلبت على مفاهيمها وأفكارها في مرحلة الاستعمار الفرنسي. وكذلك حين شوهت الادارات الأمريكية قيم الثورة الأمريكية , وانتهجت نفس سلوك المستعمر البريطاني حتى أنها تحالفت معه بتحالف وثيق لا يمكن ان لأحد أن يفصم عراه. حتى أن الصحفي الفرنسي بيير مارولاز انتقد مواقف الحكومة الفرنسية حيث قال: من العار على بلد كفرنسا التي كانت في وقت مضى صوتاً محترماً في العالم العربي أن يكون أقصى طموحها الآن أن تصبح أفضل تلميذ لحلف الناتو. وتوجه إلى سفير فرنسا في مجلس الأمن قائلاً له: أليس من المعيب أن تخفي وتزييف أهدافك الجيوستراتيجية بذريعة الدفاع عن حقوق الانسان وعن الديمقراطية !!فأنت تتحدث وتفكر بالطريقة الأميركية ,وعلينا في كل مرة ترجمة كلامك إلى الفرنسية.
· والصين على دراية بأن الاصولية وكل من اليمين المتطرف والعنصري بات هو من يتحكم بالسياسات في الولايات المتحدة الأمريكية ومعظم الدول الأوربية. وهو من يتحكم بمجرى العملية الانتخابية. ولذلك فعلى هذه الدول تقع مسؤولية إصلاح بنية أنظمتها بدل ان تعطي دروس الاصلاح لغيرها.
· والتجربة الصينية في بناء الاقتصاد والمجتمع والتطور الصناعي باتت فريدة ومثلاً يحتذى من قبل باقي دول العالم. نظراً لثرائها وغناها ,فهي تجربة ممتازة وفريدة من نوعها. والصين لم تنجزها بمعونة من أحد كما هو حال مشروع مارشال في أوروبا. ولا هي اختلستها من أحد. ولا هي قبلت أن تكون متممات أو ديكورات لتجارب سابقة أو حالية. وإنما أنجزتها بجهود أبناء الصين . فالمواطن الصيني بقي صامداً في مجابهة قوى الاستعمار , يدافع بيد ويبني بلده باليد الأخرى. لتكون الصين في مصاف باقي الدول, وحتى الأولى على باقي الدول, رغم ما كابده من ضغوط , وشظف عيش , وحرمانه حتى من أبسط العدة والأدوات اللازمة من قبل قوى الاستعمار. مع عداء أميركي واستعماري مستمر له ولبلده, وحتى تجاهل لبلاده في المحافل الدولية. وهذه التجربة جعلت من الصين حالياً ومستقبلاً المزاحم للدول الصناعية. ووفرت فائضاً في الميزانية الصينية لا يتوفر في أي بلد آخر. وحتى أن الصين تقدم القروض المالية الكبيرة لدول كثيرة من ضمنها الولايات المتحدة الأميركية.
· والصين تجاهلتها القوى الاستعمارية, وجيرت موقعها لحكومة فرموزا التي انفصلت عن الصين بدعم الولايات المتحدة الأميركية والقوى الاستعمارية. واستمرت هذه القوى في حصارها وعزلها للصين. ومع ذلك لم تتسول الصين رضاء هذه القوى الاستعمارية .وبقيت على ثباتها في مواقفها. وحتى أنها وجدت في منظومة دول عدم الانحياز الساحة التي تمنحها القوة والقدرة على مجابهة هذه القوى الاستعمارية, دون ان تهمل بناء الصين وتحقيق ثورتها الصناعية ودعم قدراتها العسكرية. والتي أجبرت هذه القوى الاستعمارية أن تتزلف هي إلى الصين وتعيد لها كافة حقوقها في المنظمات الدولية ومنظمة الأمم المتحدة. وحتى عضويتها الدائمة في مجلس الأمن. لأن الاستمرار في تجاهل الصين بات يضر ويؤذي القوى الاستعمارية والولايات المتحدة الأميركية ولا يضر و لا يؤذي الصين.
· والصين أحبطت الحصار الظالم الذي فرضته الادارات الأميركية وقوى الاستعمار عليها, وهزمت الأنظمة التي زرعتها القوى الاستعمارية على حدودها , وهزمت كل من تورط في دعمهم وحمايتهم.
· والصين أحبطت مساعي وجهود الادارات الأمريكية والقوى الاستعمارية في جرها لحروب مع الاتحاد السوفييتي والهند. وباتت الآن تشكل مع الهند وروسيا وجنوب افريقيا والبرازيل منظومة دول البريكس والأكثر قدرة والأكثر فعالية والأكبر حجماً ووزناً وقوة من باقي المنظمات والتكتلات الأخرى.
· والصين لم تتورط بنزاعات وحروب عدوانية وعبثية كما تورطت وتتورط حالياً الولايات المتحدة الأمريكية والقوى الاستعمارية الأخرى. ولذلك فإن علاقاتها تتوسع وتتطور مع باقي دول العالم.
· وزعماء الصين أهملوا الادارات الأميركية والقوى الاستعمارية .ولم يسعوا أو يوسطوا احد لفتح قنوات اتصال مع هؤلاء, وقابلوا العداء للصين بإهمال كل هؤلاء. وانصرفوا لبناء الصين على كافة الأصعدة. وهذا ما أجبر أعداء الصين إلى التزلف لفتح قنوات اتصال سرية وعلنية مع قادة الصين. و الاعلان عن رغباتهم في زيارة الصين والشروع ببناء علاقات متوازنة معها, كي ترضى عنهم الصين. حتى أن زعماء القوى الاستعمارية يعتبرون أن زيارتهم لبكين شرف كبير لهم. وفي كل زيارة يختارون أعذب الكلمات والألفاظ في خطاباتهم وتصريحاتهم لمغازلة الصين و شعب الصين. بينما يرد زعماء الصين هذه الزيارات بالقطارة. وفي كل زيارة لا ينسوا من توبيخ وتأنيب ضيفهم أو مضيفهم على تاريخ بلاده الاستعماري والاجرامي والارهابي بكل هدوء وبرودة أعصاب وثقة بالنفس. والدول المجاورة للصين ودول الشرق الأقصى باتت أمام خيارين أثنين لا ثالث لهما: فإما أنها دول تحتفظ بعلاقات حسن جوار وعلاقات إيجابية مع الصين, ولذلك فهي تعيش في سلام أمن واستقرار وتطور ونماء .أو دول حليفة للولايات المتحدة الأميركية, أو تكتظ بالقواعد العسكرية الأميركية, ولذلك تصبح هذه الدول طريحة الفراش حين تلفح الولايات المتحدة الأمريكية نسمة هواء.
· ومصالح الصين في أمن و وأمان وطمأنينة واستقرار. بينما تتخبط الولايات المتحدة الأميركية في مواقفها . والدليل تصريح هيلاري كلينتون في استراليا. حين قالت: بلادها ستندفع نحو آسيا لأنه هناك توجد مصالح بلادها الاستراتيجية. بينما الناطق الرسمي لوزارتها قال: لا حرب باردة في آسيا.
· والصين في مواقفها وتصريحات زعمائها تريح أصحاب العقول والألباب وتحير أرباع و أنصاف وأشباه الرجال والنساء ممن يمارسون السياسة أو المسؤولية في بعض الدول و المنظمات والحكومات. وخاصة حين يعتبرون أن الموقف الصيني لا يثبت ويهتز ويتبدل ويتغير باستمرار . والمسؤولين الصينيين يسخرون من سوء فهم هؤلاء لمواقف الصين لجهلهم بالسياسة والقيم والأخلاق. وقد قال ممثل الصيني لمحاوره الفرنسي في باريس: إن الفرق بين موقفي بلدينا ,هو فرق ثقافي. فأنتم تعتمدون على الجراحة القطعية بكل أمر, بينما بلدي الصين تعتمد طريقة علاج الوخز بالإبر.
· والصين لا تسمح بأن يمارس عليها ضغط نفطي. ولذلك أعلنت بكل وضوح أنه في حال محاولة أية دولة نفطية ممارسة ضغوط على الصين فإن الصين ستعمل حينها على خلق وإيجاد معادلات عالمية ضد احتكار دول نفطية لعملية توزيع النفط العالمي. وهذا الموقف الصيني أرعب دول النفط.
· والصين حريصة على تعزيز وتوثيق علاقاتها الاستراتيجية بالولايات المتحدة الأميركية. ولكن هذا الحرص لا يعني أن يكون على حساب دول أخرى أو على حساب شعوب أخرى. فالصين لا تقبل أن تكون شريكاً في جرائم وانحرافات ومزالق وانزلاقات السياسات الأميركية, أو أن تكون شاهد زور.
· والصين تعتبر أن موقع سوريا الاستراتيجي والمتمركز في قلب العالم العربي, أعطى سوريا أهمية كبيرة في المنطقة والعالم. بحيث باتت مفتاح الأمن والسلام والاستقرار والاضطراب في الشرق الأوسط.
· والصين تعتبر أن سبب التغييرات الجديدة في الشرق الأوسط (مصطلح ما يطلق عليه الربيع العربي) هو سعي الجماهير إلى تحقيق الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية. إلا أن الصين تسجل ملاحظات تقف وراء انحراف الربيع العربي عن مساره. ومن هذه الملاحظات : التدخل الدولي السياسي المكثف, والتدخل العسكري الغربي, الذي حول التغييرات في الشرق الأوسط إلى فوضى, وحولها من حالة ربيع عربي إلى حالة خريف عربي. وأنه في ظل الربيع الغربي بلغت الخسائر الاقتصادية للدول العربية 55مليار دولار خلال عام واحد هو عام 2011م.وأن سقوط رجال السياسة الأقوياء في البلدان العربية أدى إلى حدوث فراغ كبير في المنطقة. وأن هذا الربيع العربي أيقظ بدرجات متفاوتة الوعي القبلي و الوعي الطائفي في الوطن العربي. وأدى إلى كسر التوازن الهش في المنطقة, وزيادة خطر نشوب حرب جديدة بين القوى الاقليمية في منطقة الشرق الأوسط.
· والاستقرار في الشرق الأوسط أمر حيوي للأمن القومي الصيني وللاقتصاد الصيني, الذي يعتمد بنسبة كبيرة على نفط الشرق الأوسط. وأن المدخل للحفاظ على هذا الاستقرار في هذه في هذه المرحلة, هو في الحفاظ على الاستقرار في سوريا. والتغيير بنظر الصين يتم تدريجياً من الأعلى إلى الأسفل.
· والصين تحبذ رؤية روسيا تتقدم في حضورها على حدود الصراع العربي الاسرائيلي ,وعلى مقربة من آبار النفط. لأنه يتيح إمكان توسيع تفاهمها مع روسيا لاحقاً لرسم ضمانات لمصالحها في المنطقة.
· والصين ترغب وتسعى في أن يتبلور نظاماً دولياً متعدد الاقطاب يجد له اعترافاً به من القوى العظمى الأخرى, تكسر فيه الاحادية القطبية الأمريكية, وتستعيد الشعوب حقوقها وتمارس دورها الحقيقي.
· والصين تخشى من تنظيم القاعدة والحركات الأصولية والسلفية واليمين الأوروبي المتطرف.
· والصين لا تستسيغ العدالة الانتقائية الاميركية والتي تسعى لطي صفحات الماضي لدول, بينما تسعى لفتحها في دول أخرى .كي تطمس الدور العدواني والاجرامي لإداراتها وباقي القوى الاستعمارية.
· والصين تعلم علم اليقين أن الادارات الأمريكية والحكومات الأوروبية لا يهمهم تطبيق معايير الحرية والديمقراطية, ولا فحوى الحزب أو التيار او تجمع الاحزاب التي تحكم بلد ما. طالما منحت هذه الأحزاب ضمانات للولايات المتحدة الأمريكية بحماية مصالحها ,أو بعدم تعكير العلاقات القائمة, أو اقترابهم من تهديد مصالحها. و محافظتهم على العلاقات الدبلوماسية بين بلادهم وإسرائيل .أو تعهدهم بتوطيد هذه العلاقات نحو الأفضل ,أو الحفاظ على مسافة أمان مع إسرائيل على الأقل.
· والصين على دراية بأن هدف الادارات الأمريكية أن يكون العرب وغيرهم واقفون على قارعة الطريق.
· والصين على قناعة بأن حلم الولايات المتحدة الأميركية في السيطرة على كامل منطقة الشرق الأوسط عملية مستحيلة. وحتى الولايات المتحدة الأمريكية باتت يائسة من تحقيق هذا الحلم. ولذلك قررت تجزئة دول ,ودعم وتقوية دول حليفة لها لإحداث توازنات استراتيجية وعقائدية.
· والصين على دراية بأن الولايات المتحدة الأمريكية تمارس ازدواجية المعايير. وتتناقض بمواقفها حيال الربيع العربي. فهي مع المعارضة في دولة, ومع النظام في دولة أخرى, وليس لها من موقف واضح في دولة أخرى فلا هي مع المعارضة ولا مع النظام. ودعمها في معظمه عبارة عن تصريحات فارغة فقط.
· والصين تعلم بأن رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان يخلط بين لغة مصالحه ولغة مطامحه. وأنه أستعاض عن مصالح تركيا بطموحاته الشخصية .فهو يفاخر بعثمانيته بينما لاوجود لأي أثر من هذه العثمانية على سلوكه وتصرفاته وسياساته. ويدعي الدفاع عن الاسلام والحركات الاسلامية ,بينما كل همه هو الحفاظ على علاقاته المميزة والوطيدة مع كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
· والصين على علم ودراية بأن الولايات المتحدة الأميركية تحاول التغطية على سجلها الارهابي والعدواني وتمويه هزائمها وخسائرها المالية وحتى تجميل صورتها بنشرها لسياسة الفوضى الخلاقة.
· والصين على قناعة بأن الولايات المتحدة الأمريكية التي تختار أعدائها بمزاجية, والتي اختارت العروبة ومن بعدها الاسلام أعداء ألداء لها ,ستختار الصين عدواً لها في مرحلة لاحقة. وهذا الخيار إذا ما قررته الادارة الأمريكية فإنه سيكون بمثابة انتحار للولايات المتحدة الأمريكية والنهاية المؤكدة لها.
· والصين لم ولن تتنكر لكل من حافظ على صداقته لها في السراء والضراء لأكثر من 60 عام.
· والصين دولة كانت أم حكومة سيدة أمرها وتتخذ قراراتها وفق هذه الحقائق والمعطيات. ولذلك ستجد كل دولة وكل حكومة عميلة أو تابعة للإدارات الأمريكية أو قوى الاستعمار صعوبة في التعامل مع الصين. لأن الصين أولاً لا ترتاح في تعاونها مع مثل هؤلاء. وثانياً لأن الصين لا تحب وتهوى التعامل مع مثل هؤلاء. وثالثاً فإن الصين التي اشتهرت بأنها بلاد الحكمة والأساطير لا مكان فيها لمثل هؤلاء العبيد أو العملاء. والغريب أن الادارات الامريكية وقوى الاستعمار استوعبت هذه الحقائق, ولكن حتى الآن لم يستوعبها بعد مثل هؤلاء ومنهم حكام دول ورؤساء وزراء ووزراء.
كم هو غريب وعجيب أمر عميان البصيرة من بعض الساسة والزعماء في بعض الدول والحكومات ومعهم عملاء وعبيد للإدارات الأميركية وقوى الاستعمار تجاهلهم لهزائم قوى الاستعمار والولايات المتحدة أمام الصين .وأن الصين حالياً هي من تلعب وتعبث بهم كدمى أيضا في أكثر من مكان. وأن مجتمعات هذه القوى الاستعمارية ومعهم المجتمع الأميركي مازالوا حتى يومنا هذا يعانون من ويلات ومصائب ومآسي بسبب الحروب العدوانية والاجرامية لحكوماتهم في كوريا وبعض دول الهند الصينية كفيتنام وكمبوديا.