الشباب السوري: آمال وطموحات للدور التشريعي المرتقب
ضمن الحراك الواسع الذي تشهده سورية من خلال انتخابات مجلس الشعب المقبلة يتطلع الشباب السوري الى الدور التشريعي المرتقب لأعضاء مجلس الشعب من الشباب بعين الاهتمام حاملين معهم
الأماني والآمال التي تلبي طموحاتهم بما يخدم المجتمع السوري من جهة ويخدم شريحة الشباب في المجالات كافة من جهة ثانية ما ينعكس اولا واخيرا على ازدهار وتقدم سورية.
وللوقوف أكثر عند تطلعات الشباب السوري من مثقفين وأدباء وفنانين وجامعيين التقت نشرة سانا الشبابية العديد منهم في معظم المحافظات السورية حيث أنتقد الفنان التشكيلي ربيع سلوم عمل اعضاء مجلس الشعب في المرحلة السابقة فيما يخدم شريحة المثقفين وعلى وجه الخصوص الفنان التشكيلي داعيا أعضاء مجلس الشعب العمل على انجاز تشريعات وقوانين تمكن المثقفين الشباب من لعب دور فعال في خدمة المجتمع السوري باعتبارهم جزءا مهما في هذا المجتمع.
وأكد سلوم أن أهم ما هو مطلوب للفنان التشكيلي هو أن تخصص له النقابة راتبا حتى ولو كان رمزيا وبسيطا ليساهم في تشجيعه على الرسم وذلك على غرار الصحفيين والكتاب.
أما الشاعرة حلا غريبي فقالت: أنا قمت بطباعة ديواني الأول فتافت سكرعلى نفقة والدي بالمقابل لم أسمع عن أي عضو من أعضاء مجلس الشعب عمل على تشجيع ومساعدة الشعراء والأدباء الشباب علما أن هناك كثيرا من الترهات تطبع وتؤخذ مكافأتها بقدر راتب موظف سنويا متسالة عن امكانية مطالبة اعضاء مجلس الشعب باحترام عادل ومساواة شبه عادلة على الأقل في هذا المجال وهل سيعمل الأعضاء الجدد على تسليط الضوء على هموم الشعراء والأدباء ومشاكلهم.
والفنان التشكيلي إياد ططري أوضح ان تكلفة لوحات الفن التشكيلي عبء على الفنانين الشباب لافتا الى ضرورة طرح هذه القضية على مجلس الشعب في محاولة للحفاظ على كرامة الفنان ومساعدته على الابداع في مجاله الفني.
ولفت ططري إلى ضرورة أن يذكر مجلس الشعب وزارة الثقافة أن المديريات بعد أن استأثرت بالرصيد المالي وأخذته من البلديات تراجع اقتناء اللوحات بنسبة 95بالمئة ونحن كمثقفين وفنانين نتمنى أن يعمل مجلس الشعب على توزيع الأرصدة الثقافية إلى كل المراكز والأخذ بعين الاعتبار أن المركز الثقافي ينجح باختيار الرئيس المثقف والذي ينتقى من الوسط الثقافي لأنه يتمكن من حل كثير من مشاكل المثقفين .
بدوره طالب الشاعر حسن الراعي مجلس الشعب بتفعيل اللجنة الثقافية في المجلس مشيرا إلى أن تفعيل هذه اللجنة يقتضي أن يكون من الأدباء والفنانين والمثقفين وأهمية تفعيل دور هذه اللجنة كما يقتضي النظام والدستور لتقوم بإقامة حالة عادلة تحقق لكل صاحب موهبة شيء مما يستحقه .
وأكد ضرورة أن تعطى صلاحيات لعضو مجلس الشعب في تأدية دوره كمراقب ينقل مطالب الشعب لتترجم الى فعل مباشر في المجلس وأن لا يكون دوره كمعقب المعاملات.
مكافحة المحسوبيات أهم مطلب لنا
أما الفنان التشكيلي محمد سليمان فقال: نحن لا نطالب مجلس الشعب إلا بشيء واحد أن يعمل على مكافحة المحسوبيات موضحا أن على مجلس الشعب أن يلفت عناية المعنيين إلى محاولة إعطاء كل ذي حق حقه والعمل على إلغاء الرصيد المخصص للثقافة عند بعض المنظمات وبعض الدوائر ووضعه تحت تصرف نقابة الفنانين أو مديرية الفنون الجميلة على أن يصرف في مكانه الصحيح.
بدوره أشار القاص هاني دقة إلى أنه نشر ثلاث مجموعات على نفقته الخاصة وإحدى هذه المجموعات كتب مقدمتها أحد اعضاء مجلس الشعب في المرحلة السابقة لافتا الى أنه كان يتمنى من هذا العضو لو كان قد ساله فيما إذا كان يعاني من شيء أم لا مشيرا إلى أن أي دائرة يعمل فيها أديب أو فنان أو مثقف عليها احترام وجوده ووضعه في مكان يتلاءم مع كينونته الثقافية ليقدم ما يمكن أن يقدمه في خدمة المجتمع والدولة.
ولفت النحات محمد جلال إلى أن العملية الفنية في النحت تكلف جهدا ومالا فلماذا لا يعمل مجلس الشعب على لفت نظر المعنيين إلى أن هؤلاء الفنانين قادرون على المساهمة في تطوير الفن السوري موضحا انه إذا تمكن مجلس الشعب أن يذكر مؤسسات الدولة باحترام ما ننجزه يكون قد وفر علينا حرجا كبيرا من عرض منتجاتنا على بعض التجار الغير مقدرين لاهمية العمل الفني .
ممارسة الدور الرقابي بكل أمانة
من جهة ثانية يرى الشباب المثقف والجامعي أن المرحلة المقبلة تتطلب من أعضاء مجلس الشعب الشباب تحمل مسؤولياتهم تجاه أبناء وطنهم ومعايشة معاناتهم ومشاكلهم وممارستهم لدورهم الرقابي بكل أمانة ومصداقية منطلقين من قاعدة الجميع تحت سقف الوطن والقانون.
ويقول الشاب المدرس غسان الطويل من محافظة السويداء: إن الفترة الحالية تستوجب على من يحالفه الحظ وينجح بانتخابات مجلس الشعب التواصل المباشر مع القاعدة الشعبية لنقل همومها وشرح واقعها المعيشي بكل تفاصيله والعمل على تحقيق التنمية المتكاملة للمجتمع والنهوض به ثقافيا ومحاربة الفساد بكافة أشكاله والاهتمام بواقع الريف ودعم المزارع والقطاع الزراعي الذي يعد أهم مرتكزات الأمن الغذائي.
ويعلق الشاب وسام زكي آملا كبيرا على ممثله في مجلس الشعب ليكون حاميا لحقوق الشباب ومواكبا لتطلعاتهم وقادرا على تنفيذ مهمته بالشكل المطلوب بما يحقق الانتقال إلى سورية متجددة ديمقراطية.
ويطلب الشاب مناف البربور من الأعضاء الفائزين بانتخابات مجلس الشعب ألا يكون صوتهم ضعيفا كبرامجهم الانتخابية غير المرضية لنا كشباب والتي تجعلنا نشكك في مصداقية ترشحهم ورغبتهم في العمل فالمجلس ليس امتيازا يضعونه في سيرتهم الشخصية.
قضاء دورتهم لخدمة المواطن
وتتوجه الشابة ميادة جنود إلى أعضاء المجلس القادم بعدم التعالي على من انتخبوهم فهم خرجوا من بين الناس وعليهم قضاء دورتهم لخدمة المواطن داعية المرشحين لإبراز برنامجهم الانتخابي بجانب صورهم المعلقة في العديد من الساحات.
وترجو الشابة إيمان أبو لطيف ألا يغيب عن أذهان المنتخب لمجلس الشعب قضايا الشباب كونهم أساس البناء وتحقيق أمنياتهم ومطالبهم ورفد طموحاتهم بمشاريع شبابية عامل ضروري لتقدم المجتمع.
ويتوقع الشاب ميلاد هنيدي أن يكون لهذا المجلس أهمية منفردة عن المجالس السابقة نظرا لخصوصية المرحلة داعيا إلى تخصيص مقعد في المستقبل للشباب دون 25 عاما لنقل واقعهم وهمومهم وتطلعاتهم.
وتلفت الشابة ريم الملحم إلى أن كل صوت في مجلس الشعب يغرد خارج سرب هموم المواطن ويتجاهل معاناته اليومية هو صوت نشاز أخطأ من اختاره وروج له وأعطاه صوتا لا يستحق.
ويتمنى الشابان أشرف الصحناوي وثناء الخطيب من ممثلهما في مجلس الشعب أن يكون داعما حقيقيا لصوت الشباب ويعمل على إيصاله بشكل جيد مع تنفيذه للمهمة الملقاة على عاتقه بدعم عملية الإصلاح الشامل.
ويأمل الشاب عمر الجباعي ممثلا عن اتحاد الطلبة في محافظة السويداء أن يمثل المجلس بعدد كبير من جيل الشباب خاصة أنه في هذه الفترة التي مرت بها سورية كان لهم دورا كبيرا في الوقوف ضد الموءامرة التي تستهدف بلدنا داعيا مجلس الشعب القادم لنقل مشاكل المواطنين خاصة تأمين فرص عمل لخريجي الجامعات والمعاهد وإيجاد آلية مناسبة لربط مخرجات التعليم بسوق العمل وتعزيز الثقة بدور القطاع الخاص والاهتمام بالسكن الشبابي وقروض الزواج طويلة الأجل وإعادة النظر بمنظومة التعليم العالي عبر إيجاد آلية أفضل للقبول الجامعي.
التوسع في إحداث الجامعات
وتدعو الشابة ربى أبو صعب طالبة فنون جميلة المواطن السوري للتحلي بدرجة عالية من المسؤولية في اختيار ممثله لمجلس الشعب الجديد الذي يتوجب على أعضائه محاربة الفساد ومحاسبة المقصرين والاهتمام بقضايا الشباب وحل المشكلات التي تواجههم وتدفعهم أحيانا للتخلي عن أحلامهم المشروعة وإيجاد برلمان خاص بهم والتوسع في إحداث الجامعات العامة والخاصة وإيلاء البحث العلمي والتعليم المتوسط الاهتمام اللازم.
ويشير الشاب عمر خويص طالب معهد مصرفي إلى ضرورة تطبيق المرشحين برامجهم الانتخابية عقب وصولهم إلى البرلمان ومحاسبتهم عند تقصيرهم عبر تقييم المجلس في نصف مرحلته وحجب الثقة عن أعضائه غير الفاعلين من قبل محافظاتهم.
وتبين الشابة يارا عامر ضرورة ان تكون الكفاءة والنزاهة المعيار الاساسية في اختيار اعضاء مجلس الشعب دون النظر الى الانتماءات الضيقة والعشائرية والعائلية .
ويريد الشباب أدهم البراضعي ورأفت عريج ومعتز غانم من مجلس الشعب القادم أن يكون ملبيا لطموحات الشباب ويؤمن لهم متطلبات التطور في كافة المجالات ويعمل على محاربة البطالة.
وعن الأحزاب الشبابية ومشاركتها في انتخابات مجلس الشعب قالت رنا الجباعي مدرسة لغة فرنسي: إنه من الطبيعي ان ينتج في البيئة السياسية السورية أحزاب متنوعة تتلاقى بحب الوطن والعمل لاجله ولكن يجب على هذه الأحزاب أن تكون مهيئة بمناخ يعنى بالحوارات البناءة والنقاشات المثمرة لأن المرحلة القادمة في سورية تستوجب العمل بالفكرة والكلمة والفعل لبناء بلد متماسك بشعبه.
حماية البلد والحفاظ عليه حرا كريما
وأوضحت أن الشباب بحاجة لأطر سياسية تحتويهم وخاصة بعد الأزمة التي تعرضت لها سورية والاتجاهات السياسية الوطنية التي ظهرت فيها والتي كلها تهدف في النهاية الى حماية هذا البلد والحفاظ عليه حرا وكريما لكن بطرق وأساليب مختلفة تطبق على الأرض وأنا متاكدة أن الفترة القادمة ستشهد تنوعا وزخما سياسيا شبابيا يحظى باحترام الجميع وخاصة بعد أن اثبت الشباب وجودهم على الأرض وامتلاكهم لطاقات خلاقة تساهم بصناعة سورية الغد.
وبرأي حسان غانم اعلامي إن الاحزاب الجديدة التي دخلت مضمار السياسة في سورية سيكون لها دور في حل الأزمة وذلك من خلال الديمقراطية و شريحة الشباب تحديدا قادرة على خوص الحراك السياسي بالشكل المطلوب ورغم عدم خبرتهم الكبيرة في ذلك لكنها قادرة أن تقدم شيئا ما وهذا ما شهدت عليه الاحداث حيث كان الجيل الجديد على قدر المسؤولية التي حملته راية الدفاع عن الوطن وكان خير من حملها.
وتابع غانم إن هذه الأحزاب ستشارك في ممارسة دورها الديمقراطي الهام في قيادة البلد نحو بر الأمان وصنع مجلس شعب جديد يمثل الشعب تمثيلا حقيقيا ويشكل حكومة على أساس ذلك وبقدر ما ستكون هذه الانتخابات نزيهة ومراقبة من قبل لجان محايدة وقضائية اقسمت اليمين الدستوري بقدر ما يبتعد المواطن عن العائلة والقرية في ممارسة هذا الدور ويلتزم الديمقراطية بقدر ما سيكون الرجل المناسب في المكان المناسب.
بدوره أشار علي محمد خريج معهد تقانة المحاسبة والتمويل الى ضرورة أن تكلل الاحزاب الجديدة عملها بالديمقراطية وعليها أن تنخرط بالعمل الشعبي و تدخل الى المدارس والاحياء بهدف التوعية الاجتماعية والثقافية وليس بهدف فرض فكر الحزب وهي ستحتاج الى مدة من الزمن كي تثبت نفسها على الأرض.