فضيلة الشيخ القرضاوي …… اختلفت مع الامة واتفقت مع الإخوان المسلمين .. فنحن لسنا بقوم لوط
فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي الذي يشغل رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين وهو الملم بأصول الدين والعالم بالشرائع السماوية وهو المكلف للإفتاء للمسلمين في أمور دينهم وتنوير حياتهم وإرشادهم في دينهم ودنياهم وتبيان الحق من الباطل ،
علماء المسلمين هم الأكثر حرصا على الإسلام وتعاليمه وهم خير الناصحين والمرشدين لأبناء أمتهم لمواجهة ومحاربة الفساد والطغيان والوقوف في وجه الحاكم الظالم دون أن يكون هذا العالم المسلم من مفتي السلاطين ينافقون للسلطان ليس إلا ويتحزبون لفئة دون الأخرى ، تصريحات الشيخ القرضاوي لبعض الأحداث والوقائع التي تحدث في مجتمعنا عبر ثورات الربيع العربي التي يؤيدها فضيلة الشيخ القرضاوي هي في واقعها وحقيقتها قد تكون مستغربه ومستهجنه من قبل قطاع عريض من ألامه الاسلاميه ، بين الفينة والأخرى يخرج الشيخ القرضاوي على ألامه الاسلاميه بأفكار وبآراء جميعها تجعلنا في حيرة من أمرنا ، حين يشرع فضيلة الشيخ القرضاوي للتدخل الأجنبي في الشؤون الاسلاميه ويشرعن تدخل حلف الناتو بالشؤون الاسلاميه حيث الشروط لصالح الغير مسلم على المسلم لقلب نظام الحكم كما حصل في ليبيا وما أصبحت تعانيه ليبيا ويعانيه الشعب الليبي بنتيجة هذا التدخل الأجنبي بالشأن الليبي ،وحين أجاز القتل من اجل التغيير ويحض على شرعنة التدخل لحلف الناتو في الشأن السوري مع أن غالبية علماء امة المسلمين يعارضون فضيلة الشيخ القرضاوي فيما ذهب إليه من تحريض للمسلمين بعضهم على بعض واعتبروا تلك المواقف مخالفة لشريعة الإسلام ولدين الإسلام ، ها هو فضيلة الشيخ القرضاوي يخرج بتصريحات أثارت جدلا واسعا في صفوف امة الإسلام حين وصف معارضي الإخوان المسلمين بالقاهرة بأنهم يستخدمون أسلوب قوم لوط ، إن هذا الوصف من قبل فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي الذي هو في موقع تحسب عليه أقواله وتصريحاته ولا يجوز له شرعا أن يصف من يعارض الإخوان المسلمين اوغيرهم بأوصاف لا تليق بهذه ألامه الاسلاميه السمحاء وتمس بفئة كبيره من هذه ألامه التي قد تتعارض مع حركة الإخوان المسلمين ، قد يتفق البعض مع نهج وفكر الإخوان المسلمين وهناك من لا يتفق مع فكرهم ونهجهم وليس شرطا على الجميع لان يتفق مع حركة الإخوان ليصبح عضوا أو مؤيدا لهذا الفكر والنهج لان الإخوان المسلمين هم جزء من النسيج السياسي للمجتمع وهم بفكرهم السياسي المعاصر مقرون بما هو عليه حال المسلمين ويعترفون بالدولة المدنية العلمانية وهذا بواقعه وحقيقته يتعارض ويتخالف مع مفهوم دولة الإسلام بحسب رأي أهل الحل والعقد من المسلمين أو بحسب غالبية علماء المسلمين ، هؤلاء بوجهة نظرهم أن الإسلام في واقعه وحقيقته عقيدة ونظام ، الإخوان المسلمين في مشاركتهم للحياة السياسية ونزولهم وقبولهم لمبدأ المشاركة في الحياة السياسية بغير المنهج الذي عليه دولة الإسلام هم بهذا يتساوون أمام القانون وقرون في الدستور المعمول به سواء بسواء وهذا إقرار بمدنية ألدوله ، مفهوم مدنية ألدوله يتعارض ومفهوم ألدوله في الإسلام ، إن فكرة المجتمع المدني والدولة المدنية هما بحقيقتيهما مصطلحان غربيان ولم يسبق للمسلمين أن استعملوا مثل هذه المصطلحات في حياتهم ، وما يدعوا له فضيلة الشيخ القرضاوي بدعوته لتأييد حركة الإخوان المسلمين والسير في فلكهم وركابهم ويعتبر من يخالفهم كقوم لوط هو تأييد للدولة المدنية وهذه هي مخالفه صريحة مع ما نصت عليه النصوص والآيات ألقرانيه التي جاء فيها " ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون " هذه الآية صريحة وغيرها من الآيات التي تحدد الحكم في الإسلام فكيف الدعوة والتنظير للسير في ركاب ألدوله المدنية بتأييد حكم الإخوان المسلمين ، ، هل يجهل الشيخ القرضاوي تعريف الإسلام للدولة هو غير ذلك لماذا لا يجاهر بقوله أن تلك الممالك والمشيخات ألقائمه تتعارض ومفهوم ألدوله في الإسلام ، وعليه فإن ألدوله في الإسلام كيان تنفيذي لمجموعه من القناعات والمفاهيم والمقاييس التي يحملها المسلمون وبمعنى آخر هي كيان سياسي تنفيذي لتطبيق أحكام الإسلام وتنفيذها إن الفهم الحقيقي للإسلام هو أن الإسلام دين ومنه ألدوله والأحكام التي جاء بها هي معالجات لجميع نواحي الحياة فهي لا تقتصر على علاقة العبد بربه وإنما تتجاوز ذلك إلى كل جزئيه من جزئيات الحياة تعالجها علاجا صحيحا ، إن السيادة في ألدوله الاسلاميه هي للشرع وليس للإنسان والنظام يؤخذ من الشرع ولا يضع الإنسان نظامه مطلقا وطبيعة الإنسان تقضي بأنه لا يستطيع أن يضع نظامه لأنه عقله عاجز وناقص ومحتاج وفهمه لتنظيم وإشباع حاجاته وغرائزه عرضة للتفاوت والاختلاف والتناقض وهذا ما أدى إلى شقاء الإنسان ولأجل هذا وبإقرار علماء ألامه من المسلمين الذين هم على علم بأصول الدين وبفهم الإسلام والدولة الاسلاميه لا بد وان يكون النظام من الله تعالى ولا يكون النظام من الله تعالى إلا إذا كانت السيادة للشرع وليس للإنسان ولذلك كانت السيادة في ألدوله الاسلاميه للشرع وليس للإنسان وهذه بالمفهوم العام هي دوله سياسيه وليست لها قداسه وهذا ما دفع أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يقول للناس من رأى في اعوجاجا فليقومه فيجيبه احدهم لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بحد سيوفنا فلا يزيد سيدنا عمر إلا أن يقول الحمد الله الذي جعل في امة محمد من يقوم اعوجاج عمر بحد السيف ، وعليه فان أسلوب الترغيب والترهيب والتهديد بتلك التصريحات وغيرها تعيدنا إلى القرون الوسطى وسياسة الحرمان وهذا ليس من الدين الإسلامي ولنا يا فضيلة الشيخ العبرة في رسولنا الكريم حين وصفه رب العالمين بالقول " لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ، رسول الله دعى الناس للإسلام وهم كفار بالحسنى والإقناع ولتكن لنا هذه الآية الكريمة منارا في كيفية التعامل في الدين "{قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ..}[ إن فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي وهو يتعصب لفكر أو لحزب كما هو الحال مع حركة الإخوان المسلمين مع انه العالم بكل صغيرة وكبيره بما جاء في القران الكريم وهو جامع لكل صغيرة وكبيره قي قوله تعالى وما فرطنا في الكتاب من شئ " وهذا ما يدعونا القول للتمعن في الآية الكريمة بقوله تعالى " ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين..}[يونس:99] فإذا كان التعدد الديني واقع بمشيئة رب العالمين وان الله هو الذي يفصل فيه يوم ألقيامه فكيف لك أن تصف امة المسلمين المتخالفين مع فكرك ونهجك الذي هو فكر ونهج الإخوان المسلمين بقوم لوط ، إن القران الكريم بنصوصه وآياته لا توجد فيه آية تحمل على العنف ، إن الإسلام دعانا لتجنب الفتن لان الفتنه اشد من القتل والفتنه اكبر من القتل لان في القتل اعتداء على جسد الإنسان والفتنه والاضطهاد اعتداء على روح الإنسان وعلى ضميره وعليه لا بد وان يترك للناس الحرية لتلمس طريقهم وهدايتهم إن هم ضلوا الطريق وليس تعنيفهم ونعتهم بأبشع النعوت ، فإذا كان التسامح بين المتخالفين في العقيدة بين المسلمين والنصارى فكيف لنا نحن المسلمين لا نسامح بعضنا بعضا ونعمل لنحرض بعضنا على الأخر من خلال فتاوى وتصريحات تصدر من علماء الدين وهي في واقعها وحقيقتها قد تكون متعارضة مع تعاليم الدين ، لا يجوز لأحد أن يلغي كل من يخالفه ، ومهما يكن اتفق البعض أو اختلف البعض الآخر مع ما تدعوا إليه أو يدعو إليه غيرك فلا بد من أن يحترم البعض الآخر ولا يجوز إطلاق النعوت التي نهى عنها الإسلام وحاربها لتستعمل في محاربة البعض للآخر فلا بد للتسامح أن يسود وللغة العقل والحوار أن تنتصر ولا بد لعلماء المسلمين أن ينتصروا للمسلمين انتصارهم للحق والعدل الذي دعاء إليه رب العالمين ومهما يكن من أمر فان المطلوب من علماء ألامه أن يكونوا علماء لله وان لا يكونوا أداة بيد هذا الحاكم وذاك لان الإسلام للجميع وليس لفئة دون غيرها وعلينا جميعا أن ننتصر لديننا دين الحق والتسامح لان الله تعالى قال " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " .ونسال الله العلي القدير التوفيق لعلماء ألامه في هداية امة المسلمين وفق ما يدعوا إليه ديننا الحنيف وليس وفق ما يراه هؤلاء وفق هم ما يرونه لصالح فئة دون الأخرى