كاظم فاضل كتب لزهرة سورية طبول … الحريّة !؟
بالتهديد والوعيد والسباب والشتائم .. علّق أحدهم على مقال بعنوان / دردشات من صميم الأزمة / نشر على أحد المواقع الإلكترونية … ؟؟؟
لا لشيء إلّا لأن كاتبه عبّر عن رأيه !؟ لا أكثر ولا أقل …
لا أتفق مع / كاتب المقال / في كل ما يذهب إليه …
و على المستوى الشخصي لا أعرفه لا من قريب ولا من بعيد …
ما لفتني .. هو التناقض الكبير بين الفعل وردة الفعل .. وكيف جاء التهديد من تحت عباءة الحرية " الفضفاضة " ..!!!
قبل أن تدخل سورية خلال العام المنصرم في دوامة الأزمة وآلامها ودروبها المعقدة .. ما كان يخطر ببال أحد أن تصل الحال إلى ما وصلت إليه !؟
ولن أتحدث عن الأسباب .. ما خفي منها وما ظهر ..
فالبعض يعتقد أنه يمتلك معرفة كل ذلك .. وأعترف أنني لست من بينهم .
لكن إشارة استفهام كبيرة يمكن وضعها وراء كل حرف ونقطة وفاصلة ,
ولا أدري كيف لنا ألا نشعر بالحزن والقلق .. ونحن نشاهد ونسمع العدو قبل الصديق وهو يحشر أنفه بكل شاردة وواردة !
فعلى سبيل المثال لا الحصر … صارت حرية السوريين شغل المفدى
" قبضاي الدوحة " وشاغلته !؟ هكذا ولوجه الله تعالى !؟
وبات على السوريين .. أن يناموا على تهديد هيلاري كلينتون … ويصحوا على انفجار قنبلة أو سيارة مفخخة !!
.. هي لعبة الأمم .. والعرب عبر التاريخ تفننوا بشرب الكأس المرّة .. مرةً تلو مرة .. وإن تحت شعارات كبيرة و رنانة .. زاهية الألوان .. أو تصفية لحسابات يحركها الحقد والضغينة .. و الحكاية وفي كلتا الحالتين بقيت .. مجرد كلام حقٍ .. يراد به باطل .
والمؤلم أن الأثمان كانت على الدوام .. تدفع من دماء الناس وأرزاقهم وطمأنينتهم ..
ما من عاقل يمكنه القول أن البلد وأعني سورية .. شأنها شأن الدول العربية.. ليست بأمس الحاجة لثورة شاملة .. تبدأ بالحرية بجوانبها المتعددة .. ولا تنتهي بالإصلاح ونشر ثقافة قبول الآخر المختلف ……
لكن مشكلة السياسة أنها ابنة الواقع بحلوه ومرّه .. سواءً أعجبنا ذلك أم لا
فالبيئة الحاضنة لكل حراك سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي … هي الأساس دون أدنى شك .
وهذه مهمة الجميع .. المدرسة , رجال الدين , البيت , الجامعة , الأحزاب وقبل كل شيء الإعلام ثم الإعلام .. فقادة الرأي يلعبون دوراً محورياً هاماً لا يمكن تناسيه أو تجاوزه أو الاستغناء عنه …
ضمن هذا التصور لا بد من تقاسم الشراكة والمسؤولية عن الماضي والحاضر و المستقبل .. !؟؟؟
المهم أن الجميع يريد الحرية والإصلاح .. لكن على قاعدة ذهاب المريض إلى عيادة الطبيب .. وليس قتله أو ذبحه أو دفنه حياً ؟؟
فالبلد .. تمر بلحظة تكاد تلامس حدود الولادة .. وذئاب العتمة تنهش بلا رحمة أو شفقة .. ولم يبق مكان في الظهر لمزيدٍ من طعنات الكراهية ..
وصار من الضروري .. والضروري جداً بلسمة الجراح .. وزرع أشجارٍ للمحبة في كل زاوية وشارع وحي وبيت …
ليغدو كل جرح و قطرة دم .. هو جرح و دم الجميع .. والقصاص من كل مرتكب بسلطة القانون هدف وغاية الجميع …
و شطآن الحوار الآمنة .. هي الملجأ والمنارة في بحرٍ أمواجه تتصاعد من كل اتجاه …
و من يريد نقيضاً لهذا الطريق … فليُسأل قبلاً إلى أين يريد الوصول ؟ وبالتحديد ؟
الشمس تبدأ رحلتها اليومية من .. الشرق …
والحريّة … كذلك !؟
إلا إذا كانت تريد دخول البيوت … من أبوابها الخلفية .. أو بهدمها على رؤوس أصحابها … على طريقة السيدة أميركا وعبدها
" سفّاح الأناضول " .. المتعطش للخراب والدماء ..!!… المؤكد أن الناس الطيبون الأنقياء … يدركون جيداً لمن يسلّمون مفاتيح
عقولهم و قلوبهم ..؟؟ ويناموا في أمان ….. قبل أن تقرع طبول الحريّة … وبعدها …؟؟؟
.. // .. عندما تستمع إلى كلام الزعيم المحنَّك ميشيل عون .. عن قَدَر الشرق وحريته ماضيه وحاضره … يغادرك اليأس قليلاً ..
فالسياسة هي الأخرى … لا بد لها من منارات …
وإلا كانت الطريق مُقفرة .. مُظلمة .. ومُوحشة ..// ..