برهان إبراهيم كريم كتب لزهرة سورية :قراءة موجزة في نتائج الانتخابات الفرنسية
لم يتفاجأ أحد بهزيمة ساركوزي في الانتخابات الفرنسية, وسقوطه لم يفاجئ حتى من سارع ليصوت له.
ربما سيتعرض الرئيس الفرنسي الجديد لضغوط كبيرة لدفعه إلى التحقيق بمجمل سياسات وتصرفات سلفه. وقد يكون مصير نيقولا ساركوزي السجن بتهم تورطه بفضائح فساد وإرهاب وتقصير وتجاوزات وأخطاء. والمخابرات الفرنسية كشفت عن دعم القذافي لحملة ساركوزي الانتخابية بخمسون مليون يورو, نتيجة جهود موسى كوسا احد اعمدة نظام القذافي. وكذلك تمويل حملته أيضاً من قبل ليليان بيتنا كور, والتي تعد أغنى أثرياء فرنسا والمالكة لمؤسسة لوريال. وساركوزي أقر بمسؤوليته عن الهزيمة أولاً, وعن التقصير ثانياً . وخاصة أن سياساته الخارجية والداخلية والاقتصادية والاجتماعية كانت فاشلة. واضرت بالفرنسي وفرنسا. وأستثمرها اليمين المحافظ لصالحه. والفارق بسيط بين ساركوزي وهولاند وبنسبة 5% من عدد الأصوات. وهذا النسبة كانت سمة الانتخابات الفرنسية خلال حقبة الجمهورية الرابعة الفرنسية. ولم يخرقها سوى شارل ديغول وجاك شيراك حيث كانت تفوق 80%. رغم أن ساركوزي لعب كل أوراقه. ومنها إرهاب الفرنسيين من خطر وصول الاشتراكيين إلى الحكم. إلا أن تصدي أحزاب الوسط وغالبية الناخبين المترددين لمناورات ساركوزي أحبطت خططه. حتى أن وزير خارجية ساركوزي ألان جوبية سخر من العملية الانتخابية ومن الديمقراطية الفرنسية برمتها. حين قال قبل بدء العملية الانتخابية بأيام: لماذا نذهب إلى الاقتراع بعدما قرر الاعلام انتصار هولاند بالرئاسة وسيغولين رويال برئاسة الجمعية العمومية ولوران فابيوس تسلم مكتبي في الخارجية؟
يقال بأن السياسة الفرنسية تقوم على ثلاثة ركائز. هي: الدبلوماسية والاقتصاد والعسكر. وكلها أصابتها الساركوزية بالخلل. فساركوزي أنهمك في محاربة الحجاب والنقاب, وطرد المحجبات من المدارس والدوائر الرسمية ,ومنعهم من مجالسة الاطفال في منازلهن. واحتكر لنفسه صفة إسباغ تسمية المفكر على من يراه من اساتذة الجامعات. فالمفكر هو من يقر به ساركوزي لا من يحصل على لقب الاستاذية من إحدى جامعات دول العالم و الجامعات الفرنسية. والمفكر بنظر ساركوزي هو الذي يتصف بصفات المفكر برنارد ليفي فقط. وتصرفات ساركوزي هذه دفعت بالجاليات العربية والاسلامية والأمازيغية للتصويت لصالح مرشح اليسار ميلانشو في الجولة الأولى, ومن ثم لصالح هولاند في الجولة الثانية. وهؤلاء أذهلهم تصريح وزير داخليته السيد كلود كيون .حين قال: إن الحضارات ليست متساوية. وكأنه يغمز بذلك إلى الحضارة العربية الاسلامية.
يقولون عن ساركوزي بأنه كان رأس حربة في الهجوم على حليفه وولي نعمته معمر القذافي. وأنه كان دينامو سياسة الاتحاد الأوروبي لمواجهة أزماته .وكان الظل الأميركي في أوروبا والعالم. وأنه كان ضحية الأزمة المالية التي تعصف بمنطقة اليورو. وخاصة أن هذه الأزمة أسقطت ثماني حكومات ,كان آخرها الحكومة الهولندية قبل أن تطيح بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. والتي دفعت بالأحزاب اليسارية واليمنية المحافظة وحتى اليمنية المتطرفة الوصول إلى الحكم في هذه الدول. حتى أن المستشارة الألمانية انجيلا ميركل القلقة من وصول اليسار إلى الحكم في سلوفاكية وفرنسا, والقلقة من الانتقادات التي وجهها هولاند لسياستها على زيادة إجراءات التقشف كطريق وحيد للخروج من الأزمة المالية. بينما الحل بنظر هولاند يكون بدعم إجراءات النمو الاقتصادي. وهذا ما تتحفظ عليه ميركل لأنه بنظرها يزيد الانفاق الحكومي . ومع ذلك سارعت لدعوة هولاند لزيارة برلين بأسرع ما يمكن ,و تقول بأنها متأكدة من أنهما سيعملان معاً بشكل وثيق. فربما لم تحس ميركل بعد بالملل منها من قبل الألمان. وخسارة ساركوزي الانتخابات كانت نتيجة تصرفاته وتصريحاته المتناقضة:
•مضحك ساركوزي حين لم يحافظ على شعبيته التي تمتع بها عند انتخابه رئيس لفرنسا عام 2007م. وهذه الشعبية لم يعرفها أي رئيس فرنسي سوى ديغول وشيراك. ولكنه بعد مضي خمس سنوات بات الرئيس الأقل شعبية في تاريخ فرنسا. والسبب بنظر البعض: أن ساركوزي تصرف بالحكم كأنه مهرج. وتعامل مع المواقف الوطنية الفرنسية بشخصانية. وبدا أنانياً ومتعجرفاً ومحباً للظهور. ولجأ إلى التضليل والكذب. وهي صفات يمقتها الفرنسي العادي. فكيف برجل قانون ومحام كساركوزي عاشق لمثل هذه الظواهر المرضية في شخصيته المريضة وسلوكه المنحرف وطبعه العدواني والاجرامي!!!!
•ومضحك ساركوزي أكثر. حين قال: ثمة مبادئ أخلاقية ,على الذين يكذبون ويزورون الوقائع أن يلاحقوا قضائياً. وبهذا الكلام يبيح ساركوزي ملاحقته قضائياً .لأنه كذب وزور الوقائع وخدع وضلل الفرنسيين في العديد من الوقائع والاحداث. مع انه رجل قانون ومحامٍ, ومع ذلك لم يلتزم أخلاق ومعايير هذه المهنة. والنائب البريطاني جورج غلاوي قال: ساركوزي أرتكب العديد من الجرائم ضد الشعب العربي والمنطقة. وتجاهل تطلعات الشعب الفرنسي وهذا سبب هزيمته.
•ومحزن حال ساركوزي .حين قال البعض عنه: أن فلاديمير بوتين يقود روسيا بيدين قويتين ,بينما يقود باراك أوباما الولايات المتحدة الأمريكية بيدين مضطربتين, و قاد ساركوزي فرنسا بيدين مشلولتين.
•ومحزن ومضحك ومبكي حال ساركوزي. حين تحركت زوجاته المنفصلات عنه أخيراً لفضحه وكشف تورطه بعمليات فساد ورشاوى وغسيل أموال وصفقات مشبوهة مع بعض أعوانه ومساعديه!!!!!!
وفرنسوا هولاند (من مواليد مدينة روان عام 1954م. وأمضى طفولته في مدينة سكنية بالقرب من روان اسمها بواغيوم، حيث درس في مدارس جان بابتيست دي لا سال في روان. وانضم إلى كلية الحقوق في باريس، حيث حصل على شهادة باريس ومعهد الدراسات السياسية في باريس. ترأس قيادة الحزب الاشتراكي الفرنسي من عام 1997 حتى 2008م. وكان عمدة لمدينة تول منذ 2001 م وحتى 2008 م .وكان النائب عن الدائرة الأولى من كوريز). ونقاط التشابه والخلاف بين ساركوزي وهولاند يمكن حصرها بالأمور التالية:
1.فهو كسلفه ساركوزي محام ورجل قانون ومختص بالدراسات السياسية والاقتصادية.
2.وهو منفصل عن زوجته سيغولين رويال منذ مساء يوم الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية عام 2007 م. والتي أنجب منها أربعة أولاد: توماس (1984)محامي، كليمنس (1986)طالبة في الطب، جوليان (1987)سينمائي, و فلورا (1992)طالبة .و أعلنا انفصالهما مساء يوم الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية سنة 2007 م. ويعيش حالياً مع الصحفية فاليري تريروالار.
3.والسياسة الخارجية الفرنسية لم تحظى بالأولية في برنامجه الانتخابي. بل ركز كساركوزي على السياسة الداخلية كالوضع الاجتماعي والبطالة والقدرة الشرائية والعلاقة مع أوروبا ومعدلات النمو.
4.وفرنسا مازالت متوازنة توازناً دقيقاً بين اليمين واليسار مثل العديد من الدول الأوروبية.
5.والأزمة التي تواجهها معظم الدول الأوروبية وفرنسا لن تحل عن طريق الانتخابات الرئاسية والتشريعية. ولكن هذه الانتخابات تسلط الضوء أكثر فأكثر على هذه الانقسامات.
6.ومجال المناورة أمام هولاند وغيره محدود. فالأموال ليست موجودة لديه لإنفاقها على مشاريع ووعود قطعها لناخبيه. لأن القيود على عضوية اليورو رغم مرونتها تضيق الخناق عليه وعلى خياراته.
7.وهولاند مضطر أن يسارع لتلبية الشروط الألمانية تجنباً لأي تدهور جديد في العلاقات بين البلدين.
8.وسيتعرض هولاند لضغوط من اليسار لإجباره على تحديد ألوانه كي لا تبقى ألوانه غير واضحة للعين.
9.وهولاند فاز بعقول الفرنسيين لا بقلوبهم. ولذلك سيواجه أوقاتاً عصيبة وخاصة مع نقابات العمال.
10. وهذه الانتخابات أخرجت اليمين الفرنسي مقسماً إلى ثلاثة تيارات: اليمين الراديكالي المتطرف. واليمين الليبرالي الديمقراطي المسيحي. واليمين الديغولي الذي يعاني من أزمة عميقة.
يقول هوبير فيدرين، وزير خارجية سابق في عهد شيراك ومستشار فرانسوا هولاند: إن فرنسا في حاجة إلى سياسة خارجية تقوم على استراتيجية بعيدة المدى وتكون الدبلوماسية هي أداتها ومفتاحها .وينصح السيد بونيفاس هولاند بقوله: أن علاقة فرنسا بالقوى الكبرى مثل الصين وروسيا، يجب أن تبتعد عن منطق إعطاء الدروس للآخرين في موضوع حقوق الإنسان، فالرئيس ساركوزي حين تم انتخابه قدم نفسه للصين وروسيا باعتباره رئيسا لحقوق الإنسان، واتخذ مواقف من فلاديمير بوتين في البداية قبل أن يغير تماماً سياسته تجاه البلدين. ويقول هوبير فيدرين مستشار فرانسوا هولاند: هولاند أوروبي حتى الصميم ويسعى إلى إعادة التوازن الاجتماعي لفرنسا، وأن أفكاره تعبر عن طموح للتغير. بينما تقول عنه سيغولين رويال زوجته السابقة لربع قرن والذي تلقبه بالسيد اللين لنعومة أسلوبه. فقالت عنه : هولاند كسول واتكالي ومراوغ يخشى المواجهة, وعاجز عن حسم مواقفه أو اتخاذ قرار. مع أن برنامج هولاند ناقش نفس النواحي التي طرحها ساركوزي ,والخلاف حصر بطرق المعالجة وإيجاد الحلول. إلا أن القراءة لهذه الانتخابات ستقودنا حتماً إلى هذه المعطيات:
•سيعتمد هولاند على إلقاء اللوم على ساركوزي فيما آلت إليه الأوضاع السيئة للاقتصاد الفرنسي.
•وسيلجأ هولاند لوضع حد لحالة القلق والاحتقان للشعب الفرنسي وللمقيميين الأجانب. بهف استعادة وجه فرنسا الانساني والحضاري القائم على العدالة والتآخي ونبذ العنصرية.
•وسيضطر هولاند لتجميع مختلف تيارات اليسار حول برنامج مشترك يتسم بالبراغماتية يزاوج من خلاله بين التوجهات الاجتماعية ذات المنحى الاشتراكي وبين مقتضيات ترشيد الانفاق العام.
•وسيفكر هولاند بتخفيض العجز العام للموازنة في فرض ضريبة 75% على الدخل السنوي للأغنياء وأصحاب الدخول المرتفعة، الذين تتخطى دخولهم المليون يورو سنوياً.
•والسعي لإيجاد فرص عمل وخاصة في التعليم بحدود ستين ألف وظيفة خلال خمس سنوات.
•والعمل على إنشاء بنك شعبي لتمويل الاستثمارات الوطنية وتشجيع الشركات على توظيف الشباب بعقود دائمة .مع الاحتفاظ بالموظفين القدامى حتى سن التقاعد .
•وعدم الاعتراف بالإصلاحات التي أدخلها ساركوزي على سن التقاعد ورفعه إلى 62 عاماً. فهولاند يريد تخفيضه إلى 60 عاماً, مع الإبقاء على نظام العمل 35 ساعة أسبوعياً.
•ودخول هولاند ملعب الكبار سيفرز معارك كثيرة ومتنوعة. وخاصة سحب القوات الفرنسية من أفغانستان قبل نهاية العام الجاري, وقبل عامان من الموعد المقرر لسحب كافة قوات التحالف.
•وهولاند سيسمح للأوروبيين الأجانب بالتصويت في الانتخابات البلدية الفرنسية وتعديل قوانين الانتخابات التشريعية وإدخال نظام القائمة النسبية عليها. وهذا سيثير الكثير من الجدل.
•وسيصدر هولاند تشريعات تقر الموت الرحيم, وزواج مثلي الجنس والذي أقره أوباما في بلاده.
•ولن يتخذ قراراً بالانسحاب من القيادة المشتركة لحلف الناتو. رغم انتقاد فرانسوا هولاند لقرار الرئيس ساركوزي الانضمام إلى القيادة العليا المشتركة لحلف الناتو، فيبدو أنه من الصعب عليه أن يتخذ قرارا بالانسحاب من القيادة العليا المشتركة بعد مرور 3 سنوات من الانضمام. ولكن ستكون حماسة هولاند للحلف وللعلاقات مع القوى داخله أقل من حماسة واندفاع ساركوزي.
•ولن يتبنى هولاند مواقف ساركوزي المتشددة بخصوص إيران ,والتي كانت أحياناً أكثر شدة من مواقف الولايات المتحدة الأمريكية، لأنها خدمت المصالح الانتخابية لنتانياهو والليكود فقط.
•وسيسير هولاند باعتدال بموضوع الصراع الفلسطيني الاسرائيلي. بحيث يكون بديلاً عن أسلوب ساركوزي ,الذي كان يميل بوضوح لصالح الكيان الصهيوني. وهو نهج يخالف السياسة التي رسمها مؤسس الجمهورية الخامسة الجنرال ديغول والرئيس السابق جاك شيراك.
•وسيعمل هولاند على سد العجز المالي, وإيقاف التصدع والتراجع في الاقتصاد الفرنسي, ومن ثم الانطلاق بسرعة لتحقيق التغيير والاصلاح. وخاصة أنه على أبواب انتخابات تشريعية.
•وسيفعل دور ما يسمى بالاستخبارات الثقافية, وتفعيل الفرنكوفونية وغيرها خدمة لمصالح فرنسا.
•وسيسارع هولاند لترميم العلاقات الفرنسية مع كل من روسيا والصين. والتي تضررت كثيراً خلال ولاية ساركوزي. ولذلك صرح هولاند بعد فوزه بالقول: إن روسيا ليست بلداً يطرح جانباً.
•وسيسعى للخلاص من أرث كراهية الاجانب والمهاجرين والاسلام الذي أبتدعه ساركوزي.
•وسيضع حد للأكاذيب التي روجها واعتمدها ساركوزي لتنفيذ سياساته وتحقيق مطامحه وأحلامه.
•وسيستثمر فوز الاشتراكيين واليسار في بعض الدول الأوروبية. وتطويق أخطار فوز اليمين المحافظ في دول اوروبية اخرى ,لأن هذا سيربكه ويعقد أو يحبط بعض سياساته وتطلعاته.
•وسيصيغ موقف فرنسي جديد من الربيع العربي ليكون بديلاً عن موقف ساركوزي المتضاد.
•وسيضع حداً لأسلوب ساركوزي الزئبقي والملون في السياسة, لأنه أضر بفرنسا ومصالحها.
•وسيتابع السير على خطى ساركوزي بخصوص موضوع المجازر التي ارتكبت بحق الأرمن.
•وسيسعى لإصلاح وترميم العلاقات التي خربها ساركوزي مع رأس الكنيسة المارونية اللبنانية.
•وسيصلح ويرمم ما ألحقه ساركوزي من تخريب بالعلاقات والمصالح الفرنسية الأفريقية.
•وأخيراً: سيبقى هولاند موضع مراقبة دقيقة من قبل نظرائه الأوروبيين والأميركيين ,لأنه حديث العهد في الدبلوماسية, وخاصة أنه لم يتسلم مطلقاً حقيبة وزارية أو مهمة دبلوماسية.
حتماً لن تكون مهمة هولاند سهلة ويسيرة. ففي تحليل للإرث الذي خلفه ساركوزي لهولاند. فالصحف الفرنسية أشارت إلى أن أوروبا باتت ضعيفة على المستوى الدبلوماسي .وتقلص التأثير الفرنسي في القارة الأفريقية والشرق الأوسط .والصين أخرجت أوروبا من حساباتها. والولايات المتحدة الأمريكية لم تعد تعطي فرنسا أي اهتمام. وجاء في مذكرة الدبلوماسيين الفرنسيين والتي نشرتها صحيفة لوموند: إن التبعية للولايات المتحدة أفقدتنا اهتمام العالم، وتجاهل تقارير الدبلوماسيين في مختلف العواصم والدول من قبل دوائر القرار خلف أخطاء في الأداء الدبلوماسي. ورصد الدبلوماسيون التناقض الذي وسم السياسة الخارجية فيما يخص منطقة الشرق الأوسط، مما أفقد باريس التأثير في هذه المنطقة. ففرنسا قدمت أوراق مجانية إلى سوريا من خلال دبلوماسية المصالحة التي قادتها باريس مع الرئيس بشار الأسد، لتصطف بعد ذلك بين الدول التي تقود حملة الضغط لإسقاط النظام السوري. يقول هوبير فيدرين، مستشار فرانسوا هولاند حالياً والوزير السابق: إن فرنسا في حاجة إلى سياسة خارجية تقوم على استراتيجية بعيدة المدى وتكون الدبلوماسية هي أداتها ومفتاحها.
باختصار يمكن القول: أن الرئيس الجديد هولاند قد يجد صعوبة كبيرة في تحقيق سياساته, وما وعد به ناخبيه. فالوعود التي قطعها لناخبيه وشعبه الفرنسي ستبقى دين عليه إلا أن يفي بها وبكل ما تعهد به. ولا أحد يدري فيما إذا كان الرئيس فرنسوا هولاند قادر على الوفاء بعهوده, أما أن الكثير منها سيبقى مجرد ثرثرة لفظية. والسؤال :أليس هو وصمة عار على جبين البلاد وجبين الديمقراطية ,وجبين المدارس والمعاهد والجامعات التي درسوا فيها ومنحتهم الشهادات والمؤهلات سلوك بعض من يدعون بانهم رجال قانون وسياسة وعلم وهم يمتهنون الكذب والارهاب والفساد كساركوزي وبلير؟ وإلا متى سيبقى هؤلاء بدون مساءلة أو حساب؟ وهل سيعاقب البريطانيين رئيس وزرائهم ديفيد كاميرون وحزبه الذي أنحاز إلى صف ساركوزي في الانتخابات الفرنسية بعد أن أقتنع بتوقعات سفيره السابق في باريس بيتر ويستماكوت بأن فوز ساركوزي هو بحكم المؤكد, وتجاهل توقعات سفيره الحالي في باريس السير بيتر ريكيتس بأن الاستطلاعات كلها تشير إلى فوز هولاند, ورفض حتى لقاء هولاند تحت ذريعة أن البروتوكول لا يجيز له استقبال زعماء المعارضات الأجانب؟