خبز الصاج في الجولان.. يتوارث عن الآباء والأجداد
لا تكاد قرية أو مزرعة في محافظة القنيطرة تخلو من أدوات خبز الصاج العتيقة ومنها الصاج والكاره وغرف الطين القديمة المجهزة خصيصا للخبز اليدوي.. ويحظى خبز الصاج في قرى الجولان السوري
المحتل بمكانة رفيعة ويعتبر الطعام الرئيس الذي يعتمدون عليه في الغذاء اليومي إلى جانب خبز الأفران كما يشكل خبز الصاج ثنائياً رائعاً باتحاده مع القليل من اللبنة وزيت الزيتون كوجبة طعام خفيفة خارج البيت تسمى عروساً أي الزوادة .
وتبين شئيمة محمود حسون أن خبز الصاج يصنع من دقيق القمح الكامل حيث يعجن الطحين مع الماء والملح تبدأ بعدها عملية الترويج أي قطع العجين لاحجام صغيرة كل منها يخصص لرغيف خبز ثم يترك العجين للتخمير تبدأ بعدها الخابزة بتحمية الموقدة وتأخذ قطعة عجين وتبدأ برقها على اللوحة وهي قطعة خشبية صغيرة.
واضافت بعد اخذ العجين المرقوق تبدأ الخابزة بالتلويح فتنقله من يمينها إلى يسارها وبالعكس ولمرات عديدة حتى يصبح العجين رقيقا جدا على شكل دائرة يوضع بعدئذ على الكاره قبل وضعه على الصاج ريثما ينزع الرغيف الذي قبله بعد تغير لون العجين إلى الأسمر نتيجة الحرارة العالية ثم يوضع الرغيف المخبوز على سدر ليتراكم حتى الانتهاء من خبزه.
وبينت حسون أن جميع أمهاتنا خبزت خبز الصاج على نار الحطب حيث الرائحة الشهية التي تنشر في كل أرجاء الحارة تشوق المرء لتناوله ساخنا مضيفة أما اليوم فلم يتبق إلا عدد قليل جدا من الجولانيات يستعملن نار الحطب في تحضير الخبز فالكثيرات تحولن الى النار الناتجة عن الغاز لعدة اعتبارات أهمها أن الغاز ليس بحاجة كالحطب إلى مكان لتخزينه ولا يترك قشابير بحاجة للتنظيف بعد الانتهاء من عملية الخبز وذلك لا يتطلب مساعدة الآخرين لجلبه من البساتين أولا ومن ثم تقريبه إلى مكان الخبز ثانياً .
بدورها خشفة زيدان أشارت إلى ان جميع أفراد أسرتها فضلا عن أولادهم وأحفادهم يعتمدون على خبز الصاج بدلا من خبز الفرن موضحة أنها تخبز في الأسبوع مرتين أو ثلاثا ويساعدها زوجها المتقاعد بجمع الحطب وحمل العجين من والى الموقد ولا ينسى أن يغني لها أغاني الحصادين الجبلية.
ولفتت فاطمة خريوش الى سهولة تحضير خبز الصاج الذي يسمى خبز الرقاق او الركاك مشيرة الى انه يتم رق العجين في الجولان المحتل على شكل دائري كبير قد يتجاوز قطره مترا ويتكون من طبقة واحدة رقيقة ثم يخبز على قطعة معدنية كبيرة ساخنة تسمى الصاج وتطوى كل ثلاثة أو أربعة أرغفة فوق بعضها وتوضع في كيس من النايلون أو تترك حتى تتيبس لحين الاكل حيث ترش بالماء.
وقالت "إن أجدادنا كانوا يحضرونه يوميا على الصاج فوق النار وهذه الطريقة قديمة جدا ولا تزال تتوارث من الآباء لابنائهم فأحفادهم".