سورية لأول مرة في تقرير معهد صناعة البرمجيات الأميركي
تظهر سورية لأول مرة في آخر تقرير صادر عن معهد صناعة البرمجيات الأميركي بين الدول ال76 التي حصلت فيها شركات برمجية على شهادة الاعتمادية العالمية CMMI, .
من خلال شركتين سوريتين في بداية "2012" حصلتا على الشهادة الاعتمادية العالمية CMMI بالمستوى الثالث، ونجحت شركة أخرى باجتياز اختبارات التقييم النهائي للحصول على شهادة CMMI المستوى الثاني وهي بانتظار اعتماد نتيجة الاختبارات من قبل خبراء معهد صناعة البرمجيات الأمريكي SEI التابع لجامعة كارنيجي ميلون خلال الأيام القريبة القادمة.
وهناك شركتان تحضران لدخول اختبارات التقييم النهائي قريباً, علماً أن ثماني شركات سورية شاركت في مشروع صناعة البرمجيات هي: سوري سوفت، الكونية، سكر للصناعات الإلكترونية، مجموعة أوتوماتا 4، ترانستيك، إنتيليكوم، AMS، و MIS. حسب ماأكدة د. مهيب النقري مدير مشروع تطوير صناعة البرمجيات السورية CMMI.
وأضاف النقري بحسب صحيفة تشرين: تعتبر صناعة البرمجيات في سورية من الصناعات الناشئة والتي لم تلق حتى الآن الدعم الكافي لتطويرها، ما جعل أغلب الشركات العاملة في هذا المجال واقعة تحت تأثير عدم وجود خطط كافية، واستراتيجيات واضحة، وهو ما أدى إلى زيادة نسبة المخاطرة لدى الكثير منها.
كما أن هذا الوضع قد تسبب بتسرب عدد كبير من الخبرات الوطنية في مجال تطوير صناعة البرمجيات إلى الدول المجاورة أو الغربية، ما أدى إلى خسائر وطنية كبيرة في الكوادر البشرية عالية المستوى,علماً أن صناعة البرمجيات من أهم الصناعات التي اعتمدت عليها الكثير من الدول النامية من أجل توفير موارد هامة لدخلها القومي.
وقال النقري: تتميز صناعة البرمجيات بكونها لا تحتاج إلى استثمارات كبيرة نظراً لاعتمادها الكبير على العامل البشري الذي يعدّ رأس المال الحقيقي والفاعل في الاستثمارات المتعلقة بهذه الصناعة.
كما تتميز بالقدرة على الوصول إلى أسواق كبيرة ومتعددة باستخدام تقانات المعلومات والاتصالات، وبوجود حاجة كبيرة إليها سواءً في السوق المحلية أو العالمية, ويمكن أن تصبح هذه الصناعة إذا ما أحسنت إدارتها والتعامل معها ذات مردود اقتصادي هام سواء من حيث توفير فرص عمل هامة للكوادر عالية المستوى، أو توفير موارد دخل هامة تدعم خزينة الدولة وتعود بالفائدة على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلد.
وأوضح النقري أن مشروع تطوير صناعة البرمجيات في سورية هو أحد المشاريع الهامة التي أطلقتها وزارة الاتصالات والتقانة في سورية في العام 2009 بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في جمهورية مصر العربية وبإدارة الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية.
ويهدف المشروع إلى بناء قدرات الشركات المعلوماتية السورية في تحسين آليات عملها وتحديثها، وتطوير أداء وعمل الشركات العاملة في هذا المجال، ما يؤدي إلى تحسين المنتج البرمجي من حيث النوعية والجودة، وزيادة القدرة التنافسية لهذه الشركات العاملة في الأسواق الخارجية، لتصبح مؤهلة للمشاركة في تصدير المنتجات والخدمات البرمجية، ولتصبح شريكاً يمكن الاعتماد عليه للتعاون في المشاريع العالمية.
ويعتمد المشروع في تنفيذه على أربعة شركاء أساسيين هم : الحكومة السورية ممثلة بوزارة الاتصالات والتقانة، والجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في جمهورية مصر العربية، ممثلة بهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات –مركز تقييم واعتماد هندسة البرمجيات SECC في جمهورية مصر العربية (المخوّل عالمياً بمنح شهادات الاعتمادية CMMI من قبل معهد هندسة البرمجيات الأمريكي SEI)، وشركات البرمجيات في سورية. حيث بدأ المشروع بتقديم مجموعة من الدورات التدريبية المختلفة وذلك خلال شهر كانون الأول 2009 وهي: Executive Overview، CMMI Overview،SPIG Overview ، Quality Assurance، Project Management، Configuration Management، Peer Review، Product development1، و Product development2.
كما قدمت مجموعة من الاستشارات الخاصة بالمعايير المعتمدة وإجراءات العمل وذلك من خلال مجموعة من الزيارات الميدانية لهذه الشركات ولمدة ستة أشهر, في المرحلة الثانية والتي استمرت لفترة 18 شهراً وركّزت على تقديم الاستشارات اللازمة للشركات السورية المشاركة في المشروع من أجل الحصول على شهادة الاعتمادية العالمية CMMI.
وحالياً المشروع في مرحلته النهائية والتي تتمثّل بإجراء اختبارات التقييم النهائي للشركات السورية من أجل تحديد مستوى الاعتمادية الذي وصلت إليه كل من هذه الشركات.
وبالعودة إلى الفائدة التي تجنيها الشركات السورية من حصولها على شهادات الاعتمادية CMMI أكد د. النقري: تستطيع الشركات السورية الحاصلة على هذه الشهادة تطوير المنتج البرمجي السوري من حيث النوعية والأداء، وزيادة القدرة التنافسية لها في الأسواق الخارجية، لتصبح مؤهلة للمشاركة في تصدير المنتجات والخدمات البرمجية، ولتصبح شريكاً يمكن الاعتماد عليه للتعاون في المشاريع العالمية.
وعن التطلعات القادمة لصناعة البرمجيات بين النقري نظراً لامتلاك سورية للعديد من المقومات الهامة لنجاح هذه الصناعة خصوصاً توفّر الخبرات الوطنية عالية المستوى، إضافة إلى عدم الحاجة لاستثمارات ضخمة لإنشاء شركات برمجية، ووجود طلب كبير كامن في ظل وجود نقص كبير في البرمجيات اللازمة لأتمتة أعمال مؤسسات وشركات القطاع العام، والحاجة الملحة لإنجاز خدمات إلكترونية تساعد على إطلاق بوابة الحكومة الإلكترونية السورية في القريب العاجل, لذلك فإن شركات صناعة البرمجيات في سورية تتطلع إلى تحسين الإطار التنظيمي والتشريعي الذي يسمح لها بالعمل بمرونة في السوق السورية.