النساء المصريات القبطيات لن يسمحن باستغلالهن لتحقيق أهداف سياسية
نشرت الصحيفة مقالا للناشطة والصحفية ماريز تادروس عن الانتقادات التى وجهت لأحد الأساقفة لمطالبته النساء المسيحيات بالتحشم مثل المسلمات. وقالت إنه بينما تتركز الأنظار على الانتخابات الرئاسية فى مصر، فإن حقوق المرأة تتقلص فى شوارع مصر.
فالنساء، مسلمات ومسيحيات، اللاتى لا تغطين شعورهن أو ترتديدن ملابس "نصف كم" يتعرضن لإهانات وللبصق وفى بعض الأحيان للاعتداء الجسدى.
ونقلت عن بعض النساء فى منطقة المرج قولهن إنهم كرهن المشى فى الشوارع الآن. فبسبب الوضع الأمنى المتراخى، تم تقييد تحركاتهن وأصبحت قاصرة على المهام الأكثر أهمية، فى حين كان بإمكانهن قبل عامين فقط أن يخبرن أزاوجهن بوجهتهن، لكن الآن يضطرون إلى اصطحابهن لو خرجن بعد الغروب.
وترى الكاتبة أن الإسلاميين قد جعلوا الوضع أسوأ، فتقول امرأة قبطية إنها وبعض صديقاتها من المسلمات اللاتى لا ترتدين الحجاب، يصيح بهن الرجال قائلين: "انتظروا فهؤلاء الذين سيغطينكن ويجعلكن تجلسن فى منازلكن قادمون".
وترى الكاتبة أن المعارك التى تشهدها مصر هذه الأيام لا تتعلق بالمقاعد البرلمانية والرئاسية فقط، ولكن أيضا بمن سيسطر أكثر على جسد المرأة، وتحدثت عن تصريحات الأنبا بيشوى، أحد المرشحين للكرسى البابوى، والتى قال فيها إن على النساء المسيحيات أن ترتيدين ملابس أكثر حشمة مثل أخواتهن المسلمات. وتعتقد تادروس أن الأنبا بيشوى ربما كان يقصد أن تتحجب النساء المسيحيات أيضا، بالنظر إلى حقيقة أن الأغلبية العظمة من المسلمات محجبات.. وهناك الكثير من النساء المسيحيات التى قيل لهن إن السيدة مريم العذراء كانت ترتدى طرحة، فلماذا لا تقتدين بها.
وأشارت الكاتبة إلى أن هذا الأمر أثار غضب الكثير من القبطيات، وكان الأمر سيئا بما يكفى لأنه بفضل الإسلاميين والحكومة المعادية، أصبحن الآن عرضة لمشاعر مناهضة للمسيحيين أشد ضراوة اليوم. وأعربت عن اعتقادها أن الأنبا بيشوى أدلى بهذه التصريحان رغبة منه فى تحقيق انتصار على الإسلاميين بإبداء استعداده للامتثال لقواعدهم بشأن زى المرأة.
وختمت الكاتبة مقالها بالقول إنه باعتبارها واحدة من النساء القبطيات والتى شاركت فى تنظيم احتجاج على تصريحات الأنبا بيشوى، فإن هؤلاء النساء لن يسمحن لأنفسهن بأن يتم استخدامهن كرهائن من قبل أى زعيم سواء داخل الكنيسة أو خارجها لتحقيق أهدافه السياسية الخاصة.