فريد ميليش كتب لزهرة سورية .. قمة الإفلاس
اعتاد السوريون ومنذ بداية الأزمة على فصول مسرحية الاجتماع الوزاري العربي لدراسة تطورات الوضع في سورية، هذا الاجتماع الذي يقدم الدليل تلو الآخر على الإفلاس الذي وصل
إليه هؤلاء المجتمعون والعجز الذي منيت به تحالفات المعارضة المرتبطة بأجندات خارجية ومع المجموعات الإرهابية المسلحة.
ففي تصعيد جديد طلب مجلس الجامعة العربية من شبكتي الأقمار الصناعية عربسات ونايلسات وقف بث القنوات الفضائية السورية، فيما يمكن اعتباره مخطط لاستهداف سورية ومواصلة حرب الإرهاب الإعلامي التي ترعاها بعض الدول الخليجية المرتهنة للغرب والولايات المتحدة لتغييب حقيقة ما يجري في سورية عن الرأي العام المحلي والعالمي لصالح حملة الافتراء والكذب والفبركة التي تمارسها قنوات الإرهاب الإعلامية ضد سورية وشعبها.
هذا القرار وعلاوة على أنه غير مسبوق فإنه يشكل اعتداءً صارخاً على حرية الإعلام والتعبير ويأتي في سياق الحملة السياسية والإعلامية المسعورة ضد سورية، ويشكل دليلاً جديداً على رغبتهم طمس الحقائق فها هم يريدون حجب الإعلام الوطني السوري في مخالفة لجميع القوانين والأعراف المهنية وخرق فاضح لميثاق الشرف الإعلامي وانتهاك صارخ لأبسط مفاهيم حرية التعبير بهدف اغتيال الحقيقة بعدما فشلوا في حجبها, وخطوة باتجاه إزاحة الدور السوري في المنطقة بالشكل الذي يخدم العدو الإسرائيلي، ويسمح باستكمال تنفيذ إعادة رسم خريطة المنطقة بأكملها باستخدام أدوات عربية وإقليمية.
الإعلام السوري كعادتهم مستهدف، هذا الإعلام الذي مارس حقه الطبيعي في إظهار حقيقة ما يجري من أحداث على الأرض واستطاع طيلة عمر الأزمة دحض وكشف أكاذيب فضائيات الخليج الداعمة والمروجة للإرهاب وقتل السوريين، ولعل نجاحه في هذه المهمة كان السبب الرئيس في اتخاذ مجلس الجامعة لمثل هذا القرار بغية التغطية على الجرائم التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة بحق شعبنا المسالم والمقاوم وإسكات صوت الحق وحجب الحقيقة عما يجري من تآمر على سورية.
هذه القرارات شهادة رفيعة ووسام فخر لإعلامنا الوطني الذي أثبت انتصاره الحاسم وتأثيره الموجع في القوى المعادية ومؤسساتها الإعلامية المضللة، ولن يثنينا عن متابعة رسالتنا الإعلامية السامية لخدمة مصالح شعبنا بكل أطيافه ومكوناته وتوسيع مساحات الحوار والتفاعل بين جميع أبناء الوطن على اختلاف اتجاهاتهم السياسية لدفع عملية الإصلاح الوطني في البلاد بل سيزيد أسرتنا الإعلامية تصميماً وقوة ومثابرة في العمل لمواجهة الحرب الإعلامية الهستيرية ضد سورية وشعبها ومواصلة إعلامنا الوطني في أداء دوره القومي والعروبي.