المؤتمر القومي العربي يؤكد رفضه المطلق للتدخل الأجنبي في سورية والحصار المفروض على شعبها
أكد المؤتمر القومي العربي رفضه المطلق لأي شكل من أشكال التدخل الأجنبي في سورية أيا كانت أطرافه وطبيعته ومبرراته.
وشدد المؤتمر في بيانه الختامي الصادر عن دورته الثالثة والعشرين التي عقدت بين الرابع والسادس من الشهر الحالي على رفضه الكامل لكل انواع الحصار المفروض على سورية وشعبها مطالباً بإلغاء اقصاء سورية عن الجامعة العربية وقطع بعض العلاقات العربية معها وإعادة النظر في هذه القرارات وإلغائها.
ودعا المؤتمر إلى الانخراط في حوار وطني شامل من خلال مناخات حقيقية بهدف تحقيق تطلعات الشعب السوري وحقوقه الكاملة وحماية المدنيين والحفاظ على دور سورية الوطني والقومي مؤكداً ضرورة إيقاف العنف أيا كان مصدره وادانة كل الأطراف التي تعمل على عرقلة أي حل سياسي وتساهم في إذكاء الفتنة بإغراق سورية بمختلف أنواع الأسلحة وبعرقلة الحوار الوطني والوصول إلى حلول سورية سورية للأزمة وخصوصا تلك الحكومات العربية التي تنكر على مواطنيها الحد الأدنى من حقوقهم السياسية مطالبا كل الاطراف في سورية بتنفيذ خطة كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة.
وأدان المؤتمر موقف جامعة الدول العربية المخالف لميثاق الأمن القومي العربي الجماعي وخاصة الدفاع العربي المشترك في مطالبتها للقوى الاستعمارية للتدخل العسكري في شؤون سورية او التحريض على تدويل مماثل في سورية معتبراً ذلك خرقاً فاضحاً لميثاق جامعة الدول العربية بعد ان كانت قد فرضت التدخل في ليبيا.
وحول الأوضاع في فلسطين المحتلة رأى المؤتمر أن العدو الصهيوني والقوى الداعمة له وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية تحاول تسريع خطا تنفيذ مشروعها الاستيطاني والتهويدي لكافة أراضي فلسطين مستغلا انشغال الرأي العام العربي والدولي بحالة المناخ الراهن وتداعياتها المتواصلة مؤكداً وجوب وقف كل مشروعات التسوية ووقف كل أشكال التفاوض مع الكيان الصهيوني والانخراط الكامل في خيار المقاومة ومقاومة وتجريم كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني والصهاينة من شركات ومؤسسات وأفراد في الأقطار العربية كافة واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية للتصدي لمخططات الاستيطان وتهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية وفرض الكيان الصهيوني دولة عنصرية يهودية.
وحذر المؤتمر من مخاطر ما يروج حول خطة الانسحاب الأحادي الجانب من أجزاء من الضفة لفرض الأمر الواقع الاحتلالي وما يهدف إليه من تصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية في كل أبعادها مؤكداً التزامه بخيار المقاومة باعتباره الخيار الاستراتيجي للأمة ومشددا على أهمية دور المقاومة في جنوب لبنان في الصراع ضد المشروع الصهيوني.
وحول الأوضاع في المنطقة العربية دعا المؤتمر في بيانه القوى الثورية إلى الحرص على وحدتها الوطنية والوعي بالمخاطر الخارجية والأدوار التي تقوم بها القوى المعادية لمشروعنا النهضوي العربي وعلى الأخص الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية والرجعية العربية مؤكداً التزامه بثوابته وتأييده لكل مسعى اتحادي او وحدوي عربي.
وأكد المؤتمر دعمه للمطالب الاصلاحية المشروعة في الجزيرة العربية مشيراً إلى ما رافقها من قمع دموي واعتقالات ومنع سفر داعيا للإسراع في تطبيق الإصلاحات باعتبارها مطالب مشروعة ومحقة لابناء الجزيرة العربية وكل دول الخليج العربية.
وحيا المؤتمر الثورة الشعبية في البحرين مدينا محاولات محاصرتها وعزلها ومحذراً من مخاطر التسعير الطائفي كما دعا القوى الوطنية البحرينية لتفويت الفرصة على المتربصين بالثورة وتوحيد صفوفها وتغليب الوحدة الوطنية على المصالح الفئوية.
ودعا كافة المناضلين العرب للتصدي للفتنة الطائفية التي تعمل القوى الخارجية على اشعالها في عدد من الاقطار العربية مشيرا إلى ضرورة قيام حوار صريح مع دول الجوار الإقليمي على قاعدة المصالح المشتركة والروابط التاريخية والحضارية دون تفريط في أي حق عربي لحل كل الخلافات والاشكالات القائمة لتعزيز العلاقات العربية معها.
ولفت المؤتمر إلى ضرورة دعم علاقات التعاون العربي الأفريقي ومحاصرة التغلغل والنفوذ الإسرائيلي المتزايد المدعوم أمريكيا في القارة الأفريقية الذي يهدف في الأساس إلى النيل من الروابط والمصالح العربية والافريقية وشرعنة الكيان الصهيوني.
ونوه المؤتمر بدور المقاومة الوطنية العراقية في مواجهة الاحتلال الامريكي الذي ادى الى هزيمة الاحتلال ومنع تمدده لاقطار عربية أخرى مجددا التمسك بمواقفه الثابتة حول وحدة العراق وهويته العربية.
وجدد المؤتمر دعمه وتأييده للسودان في معركته من اجل فرض سيادته على أراضيه والحفاظ على وحدته الوطنية والتصدي لكافة أنواع التدخل والتهديد الدولي والإقليمي كما أكد حرصه الشامل على وحدة واستقلال ليبيا اضافة الى دعوته لاستكمال المرحلة الانتقالية في اليمن على اساس من التوافق الوطني وبما يحقق تطلعات الشعب اليمني واهداف ثورته.