إضاءات وحوارات في ” الورشة التدريبية للإعلاميين الشباب ”
أقام فرع حلب لاتحاد شبيبة الثورة بالتعاون مع مجلس مدينة حلب ” ورشة تدريبية للإعلاميين الشباب ” وذلك في مبنى القصر البلدي ـ الصالة الحمراء .
الدورة امتدت ليومين متتاليين تم استضافة العديد من الشخصيات الإعلامية ،وتعتبر الورشة امتدادا للدورات الإعلامية التي كانت على مستوى الروابط ، وعن الدورة قال يحيى عصفور رئيس مكتب الإعلام والمعلوماتية .
اليوم أصبح الإعلام السلطة الأولى ، وسوريا اليوم تواجه حرب إعلامية كبيرة تشنها عليها مجموعة من القنوات المغرضة التي تزيف الحقائق وتفبرك الأخبار وتنشر السموم و بعض القنوات تقوم بإرسال أوامر عمليات لمجموعات الإرهابية المسلحة .
كما أشاد "محمد نواي" عضوالمكتب التنفيذي لمجلس مدينةحلب رئيس مكتب الإعلام و الثقافة بالطاقات الشابة التي ستكون عونا للمؤسسات الإعلامية ورافدا لها ، وستساهم في تسليط الضوء على الأخطاء بمصداقية وشفافية وتلامس قضايا المواطن والشباب وتنقل نشاط وفعاليات الشباب في المحافظة.
أما عن المشاركين فقد تفاعلوا بشكل رائع مع السادة المحاضرين من خلال الأسئلة الهامة التي طرحوها ، وساد جو من الانتباه والاهتمام الشديدين وتسجيل الملاحظات ورؤوس الأقلام .
وعن رأيهم بالورشة قالت المشاركة كوكب كريم الورشة منحتني العديد من المعلومات الهامة التي تساعدني في بناء شخصية إعلامية أتمكن فيها من نقل الصورة الصحيحة للناس .
وقال محمد نايف كل الشكر للقائمين على هذه الورشة التي تطرقت إلى الكثير من جوانب الإعلام وفتحت الورشة آفاق كثيرة بالنسبة إلي .
أما عن تفاصيل الورشة ففد شهد اليومان حضور أكثر من /35/ شابا وشابة من الإعلاميين الشباب من مختلف الروابط:
في اليوم الأول
قدم أمين تحرير جريدة الجماهير الاستاذ "محمد الشيخ" محاضرة تفاعلية حول "الإعلام المطبوع" واستهل " الشيخ" محاضرته بالحديث عن دور الإعلام المهم في تقديم الحلول والمقترحات وإثارة الأخبار وتسليط الضوء على الأخطاء ، معتبرا الإعلام ضرورة لكل بلاد وأساس لتطويرها .
ثم انتقل إلى استعراض الأنواع الصحفية الموجودة في الإعلام المطبوع والتي تشمل : الخبر والتحقيق والتقرير والمقالة والاستطلاع والمقابلة والصورة الصحفية و كاريكاتير.
ونوه إلى أن الدعامة الأساسية لنجاح أي إعلام مهما كان نوعه هو الحديث عن نبض الشارع وما يهم المواطن من خلال عكس آماله وحقوقه وتطلعاته ومعاناته وإيصالها للمسؤولين .
من ثم أشار إلى ضرورة التركيز على قضية واحدة فقط ، وإعطائها ما تستحق وتسليط الضوء عليها من كل الجوانب ، ثم مساعدة الجهات المعنية بتقديم الحلول المناسبة من خلال التواصل مع المواطنين ، فالإعلام صلة الوصل بين المواطن والمسؤول على حد تعبيره .
ثم بدأ الاستاذ "محمد الشيخ" تطبيقات عملية مع المشاركين ، وقسم المشاركين إلى ثلاث مجموعات بحسب النوع الصحفي من خبر و تقرير ومقالة ووجه بعض الملاحظات الهامة التي من أبرزها الإشارة إلى عناصر الخبر من زمان ومكان وعدم تكرار الأفكار مع الانتباه للدقة والإلمام بالموضوع المشار إليه وإختيار عنوان مناسب للخبر ونوه إلى أهمية اقتران المجال النظري بالتطبيق العملي ، وتكاثف الجهود كل من موقعه للمضي قدما في بناء الوطن .
بعد الاستراحة قدم مدير الورشة "جمال دهان مدير النادي الإعلامي الشبيبي" محاضرة حول "الإعلام الالكتروني" .
وبدأ بالحديث عن مميزات الإعلام الالكتروني من سرعة كبيرة في نقل الحدث ، وإمكانية تعديل الخبر بسهولة ، وكثرة الصور المترافقة مع الحدث ،وسهولة التواصل مع المواطنين .
وأشار المحاضر بأن الصحافة الالكترونية أخذت الريادة والسبق في عصرنا الحالي لافتاً بأن الخبر نوعين بسيط و معقد والصحافة الالكترونية تعتمد الخبر البسيط أي القصير متحدثاً عن أسس الخبر وشروطه وأول شرط له هو واقعية الخبر التي تتطلب الابتعاد عن مخيلة الصحفي ويجب ان تتأكد من مصدر الخبر لان مسؤولية مصداقية الخبر تقع على عاتق الصحفي .
ثم انتقل مدير النادي الإعلامي إلى الشرح العملي عبر جهاز الحاسوب فشرح كيفية كتابة المادة الصحيفة الكترونيا وكيفية تعديلها و إرفاقها بالصور ، ثم تطرق إلى أهم المواقع الالكترونية السورية وشرح ألية تحرير الخبر في موقع ملتقى شباب حلب .
في اليوم الثاني
تميز بحضور رأفت النبهان أمين فرع الشبيبة في حلب كما استضافة الورشة المخرج والمعد التلفزيوني خريج كلية الإعلام الأستاذ "جوان بجو" الذي تميز بسلاسته في التعامل مع المشاركين والمعلومات الهامة التي قدمها .
وبدأ الاستاذ "بجو" بتعريف المشاركين بأبرز الصفات التي يجب أن تتواجد في الإعلامي ؛ من شدة الملاحظة والانتباه الكبيرين ، بالإضافة إلى الصفة الأبرز وهي عشق الوطن وحبه والدفاع عنه .
ثم انتقل إلى الحديث عن مفهوم الذي عبر عنه أنه جزء من علم الاتصال ، والوسائل الإعلامية المقروءة أو المسموعة أو المرئية هي أداة لصنع الإعلام الذي يتطلب تحديد الموضوع والهدف المراد من الاتصال .
ونوه الاستاذ "بجو" إلى أن أصل كلمة إعلام هي "المعلومة" ، وتحدث بالتفصيل عن أطوار نقل المعلومة من الإشارة إلى الكلام ثم الكتابة على الألواح الطينية التي اخترعها قدما العرب سنة 3600 ق.م ، ثم أول مطبعة في التاريخ سنة 1436م تلاها الثورة الصناعية في بدايات القرن التاسع عشر التي أثمرت عن جهاز التلغراف سنة 1836م ثم الهاتف سنة 1870م ثم جهاز المذياع سنة 1896م ثم التلفاز بالأبيض والاسود سنة 1941م فالتلفاز الملون سنة 1958م ثم أول بث مباشر عبر الأقمار الصناعية لمباراة بين إنكلترا والولايات المتحدة سنة 1962م .
ثم تطرق " بجو" إلى علم العلاقات العامة الذي تأسس سنة 1988م في الولايات المتحدة الامريكية ، وأشار إلى أن العلاقات العامة تعمل على توصيف الإعلام وصيانته وهو علم ضروري جداً للإعلامي يجب ان يتعرف عليه .
وبأسلوب شيق انتقل الاستاذ "جوان" إلى موضوع "الإعداد التلفزيوني" واعتبر أن عناصر الإعداد التلفزيوني هي الصورة التلفزيونية والكلمة المسموعة ، وذكر العديد من الأمثلة كاحتلال العراق عام 2003م عن طريق تضليل الصورة التلفزيونية ، مؤكدا أن الإعلام والصورة التلفزيونية التي صنعها الإعلام السوري استطاعت أن تقف في وجه قنوات التحريض والفتنة وتكشف الكثير من الحقائق .
ثم شرح طريقة إعداد المادة الإعلامية عموما والتلفزيونية خصوصا ابتداءً بالقائم بالاتصال وهو الإعلامي عن طريق الوسيلة الإعلامية وهي التلفاز ثم تحديد نوع المتلقي من حيث الشريحة العمرية والجنس والثقافة التعليمية ، ويتم الحصول عن المعلومات الخاصة بالمتلقي عن طريق الاستبيانات المهنية التي تعرف بمصطلح feed back ، ورتب خطوات الاعداد كما يلي :
أولا : تحديد العنوان والموضوع ، ثانيا : تحديد الهدف من الموضوع ، ثالثا : البحث عن المعلومة الموثوقة . أخيرا : كتابة النص .
كما أشار بضرورة التنسيق بين المعد والمقدم وضرورة تمتع المقدم بالخبرة والحنكة لكي يتجاوب مع المشاهدين ويخرج من المواقف المحرجة .
وتحدث عن مهمة المخرج التلفزيوني التي تكمن في تحويل النص إلى صورة تلفزيونية ، وأكد أن نجاح العمل التلفزيوني يكمن في المعلومة التي يحضرها المعد والأسلوب المختلف الذي يقدمه المخرج للمشاهد .
وفي الختام أشاد الاستاذ "جوان حجو" بالشباب الإعلاميين الذين سيكونون قادة الرأي في المجتمع ، ويتمكنوا من توضيح الحقائق للناس بأسلوب لبق وبسيط .
وفي المحاضرة الثانية تم استضافة الاستاذ "عبد الكريم عبيد " مدير المركز الإذاعي والتلفزيوني بحلب الذي قدم محاضرة حوارية حول " الإعلام ودوره في هذه الظروف " .
وندد الاستاذ "عبيد" في بداية محاضرته بقرار الجامعة العربية الجائر في حق وسائل الإعلام السورية ، مشيرا إلى أن القرار لم يراعي حق الرأي والرأي الآخر ، فالإعلام السوري كشف المؤامرة وأظهر الحقيقة مما أثار غيظ من يثيرون الفتنة ويسفكون الدم السوري .
كما نوه الاستاذ "عبيد" أن الإعلام في وقتنا الحاضر انتقل من الإعلام الموضوعي والحيادي إلى الإعلام الزائف و المخندق في جبهات سياسية تهدف إلى الضرر بالآخر ، وهذا ما ينافي جملة وتفصيلا طبيعة العمل الإعلامي الصحيح .، مشيرا أن الجهد الإعلامي في كل معركة هو الأساس .
ولفت المحاضر بالجهد الإعلامي السوري الذي استطاع أن يرتقي للمستوى الذي يواكب فيه المرحلة الراهنة ؛ من خلال نقل الحقيقة ، مما جعل أكثر من /63/ قناة يمارسون ضغطا شديدا على الإعلام السوري تجلى في التعتيم الإعلامي على المستويين المحلي والدولي .
كما أكد أن التشويه الإعلامي هو الذي يخلق الأزمات ، وساق مثال "زينب الحصني" التي شيعتها جميع القنوات الكاذبة ثم ظهرت على القنوات السورية حية ترزق .
وأوضح أن الإعلام يحتاج لمحرك والقنوات المغرضة كانت ذاك المحرك ، مؤكدا أهمية بحث الإعلامي الناجح في الجذور والتدقيق في كل الأخبار الواردة .
مشيراً أن الإعلام الناجح هو الإعلام الذي يكون صادقا في كل المقاييس ، متمنيا للمشاركين أن ينهجوا نهج الإعلام الصادق .
وفي ختام الورشة تم توزيع الشهادات للمشاركين بحضور رئيس مجلس مدينة حلب الاستاذ "أيمن حلاق" الذي تمنى التوفيق والنجاح للمشاركين في العمل الإعلامي ورأفت النبهان أمين فرع الشبيبة بحلب ويحيى عصفور رئيس مكتب الإعلام والمعلوماتية والإعلامي عبد الكريم عبيد مدير المركز الإذاعي والتلفزيوني بحلب ومحمد نواي عضو المكتب التنفيذي بمجلس المدنية وحسين جاسم الحسين أمين رابطة المتنبي وعبد القادر بيره جكلي أمين رابطة عدنان الماكي .