مود: خطة عنان هي ملك للأطراف السورية التي قبلت بها والمجتمع الدولي الذي أيدها وليس لها بديل حتى الآن
اعتبر الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبين الدوليين إلى سورية ان وتيرة العنف في الوقت الحالي أعاقت قدرة البعثة على المراقبة والتحقق والإبلاغ عنها وحدت من القدرة على المساعدة في “تواصل الحوار بين الأطراف المختلفة لضمان الاستقرار”.
وأشار مود فى بيان تلاه خلال مؤتمر صحفى عقده أمس في فندق داما روز بدمشق تسلمت سانا نسخة منه الى ان خطة كوفى عنان مبعوث الامم المتحدة الى سورية هى ملك للاطراف السورية التي قبلت بها والمجتمع الدولي الذي أيدها "وليس لها بديل حتى الآن".
ورأى مود أن المراقبين الدوليين تعرضوا لمخاطر في الأيام العشرة المنصرمة نتيجة تصاعد وتيرة أعمال العنف وقال "إن الشعب السوري بمن فيهم المدنيون يعانون كثيرا وبعضهم حوصر أثناء العمليات المتسمة بالعنف".
وبين مود أن بعثة مراقبي الامم المتحدة ليست جامدة بل قابلة للتطوير وسيتم التشاور في مجلس الأمن خلال الايام والاسابيع القليلة القادمة حول مهمة هذه البعثة وقال: "من المهم أن تمنح جميع الاطراف فرصة لها وان يلعب المجتمع الدولى دورا في هذه المهمة ليتسنى للبعثة تحقيق تطلعات وطموح الشعب السوري".
يشار إلى أن بعثة المراقبين الدوليين تأسست بموجب قرار مجلس الامن 2043 وتضم ثلاثمئة مراقب عسكرى غير مسلح بالاضافة إلى عناصر مدنية اخرى وبدأت مهامها فى 29 نيسان الماضى لمدة تستمر 90 يوما.
وفي رده على أسئلة الصحفيين قال رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة إلى سورية إن نشر المراقبين في سورية في زمن قياسي "لم يكن يحدث لولا التسهيلات التي تقدمها الحكومة السورية" لافتا إلى العلاقة المباشرة والمهنية والمهمة مع فريق عمل الحكومة السورية.
وأشار إلى ان البعثة رأت "مؤشرات وخطوات مشجعة تتعلق بالافراج عن الموقوفين اضافة الى حضور أكبر للاعلاميين مما كان قبل وصول البعثة".
ورأى مود ان المشكلة الكبيرة التي تواجه عمل البعثة هي في تصاعد أعمال العنف التي تصعب على المراقبين الاستمرار في المساعدة على تحقيق تقدم في الأزمة السورية وتحقيق تطلعات الشعب السوري معربا عن حزنه لروءية معاناة المدنيين في مختلف انحاء سورية في الوقت الذي يشعر فيه بالفخر لروءية شعور المصالحة بين مختلف ابناء الشعب السوري والذي "يؤكد لمن لا يعرف سورية من الداخل بأن السوريين يفتخرون بهويتهم وتاريخهم وكرم ضيافتهم وعلمانيتهم".
وأكد أن مهمة البعثة محددة بالتأكد من الحقائق ورفع التقارير عن الوقائع على الأرض مبينا ان ما شاهدته البعثة هو "هجمات من قبل معارضة مسلحة على مبان رسمية ونقاط تفتيش حكومية ومن جانب الحكومة نشر مدفعية وهاون وتشكيلات عسكرية وما يمكن تسميتها باستخدامها الكلاسيكي".
ورأى مود أن مستوى العنف في سورية يقترب من حد لن يكون مقبولا الأمر الذي يجعل مستقبل البعثة في أيدي مجلس الأمن الدولي مؤكدا أن "المعارضة الموجودة خارج سورية لا تتطور إلى مستوى منظمة ناضجة أو كيان ناضج له مصداقية في الداخل السوري".
وأشار إلى ان الأجواء والحقائق التي أدت إلى ما جرى في الحولة ما زالت مجهولة بالنسبة للبعثة التي جمعت ما توفر من معلومات وتصريحات ووقائع على الأرض والشهود ورفعتها للأمم المتحدة مبينا انه آن الأوان لجميع الأطراف "لإظهار تأكيدها بالتطلع إلى تحقيق تطلعات الشعب السوري".
وردا على سؤال حول وجود أجندات مختلفة تسعى بعض الأطراف إلى تحقيقها من خلال الأزمة في سورية قال مود: لن يتفاجئ أحد بوجود أجندات عديدة في أوضاع الأزمة المعقدة في سورية وهناك أجندات لدول وأجندات لغير دول موءكدا قناعته بوجود أجندات كثيرة تجعل من الأزمة في سورية أكثر تعقيدا.
وأوضح مود ان التفجيرات التي وقعت في دمشق والتخطيط لها والأدوات التي استخدمت فيها كانت معقدة جدا ما جعل البعثة تتوصل إلى نتيجة مفادها أن هذه التفجيرات ما كانت تحدث لولا وجود طرف ثالث فيها.
وطالب الجنرال مود الذين يغذون العنف في سورية من خلال تهريب الأسلحة وتقديم كل ما من شأنه استمرار دائرة العنف أن يتوقفوا عن القيام بذلك لأن المزيد من الأسلحة سيوءثر سلبا على ما يجري في سورية.
وفيما اذا كانت البعثة بحاجة إلى مزيد من المراقبين والتفويض والأسلحة أشار مود إلى وجود نقاشات جارية حول طبيعة مهمة البعثة واستمراريتها قبل انتهاء تفويضها في العشرين من تموز القادم مبينا أن الأمر يعود للأطراف التي وافقت على خطة النقاط الست ولا يعود لطبيعة عمل البعثة.
واختتم الجنرال مود بالقول إن الإعلاميين يتعرضون لمخاطر وتحديات في عملهم الذي يساعد في بناء وتوضيح الصورة الكاملة والحقيقية والتزام البعثة بأداء مهمتها.