فيروسات جديدة وخطر قادم
تبدو مخاطر الانترنت أكثر حضوراً مع انتشار التوسع الرقمي في العالم فبعض الاحصاءات تفيد بأن عدد العناوين ـ الفريدة ـ في الانترنت يصل إلى 350 أونديكيليون وهذا يعني أن الرقم 350 أمامه 36 صفراً، ولتقدير هذا الرقم فيكفي أن تعرف أن مساحة
الكرة الأرضية كاملة يصل إلى 51 وأمامه 11 صفراً سنتيمتراً مربعاً.
هذا الرقم يدفع عملياً إلى التفكير ملياً في المخاطر التي يمكن أن تسببها هجمات فيروسية والتي حتى الآن لم تتمكن من الانتشار بشكل كبير ـ نسبياً ـ بفضل تقنيات الأمان والمكافحة. ولكن التقنيات باتت تدخل حياتنا اليومية بشكل كبير سواءً من خلال الهاتف المحمول أو التلفاز وحتى البرادات والغسالات، وفي بعض المناطق توجد البيوت الذكية، أو من خلال التحكم بالبنى التحتية للمدن كالأمن والتدفئة والكهرباء والطاقة والقطارات وحركة السيارات وما إلى ذلك. هذا بالطبع ناهيك عن سعي العالم الجديد إلى ترقيم كافة المعلومات والبيانات، فسجلات حياتنا المهنية والطبية والتعليمية مؤتمتة مما يجعل منها سلاحاً خطيراً في اليد الخبيثة.
وقد تحدث الكثيرون عن الفيروس الجديد فليم (Flame) الذي لم يتمكن الخبراء بعد من تحديد مصدره حتى أن شركة سيمانتك لمكافحة الفيروسات أشارت إلى أن الفيروس الذي نشط على مدى عامين وخاصة في منشآت الطاقة في الشرق الأوسط بدأ بالتواري دون ترك أثر بعد تلقي أوامر بذلك، وأن الفيروس بدأ عملياً الانسحاب الكامل من الحواسب المصابة، وفيروس فليم معد لسرقة البيانات من الحاسب وحتى معرفة ما يجري على شاشة الحاسب.
واليوم بدأ المخربون باستهداف المستخدمين الغافلين ـ وهنا أقصد مستخدمي اجهزة ماكنتوس ـ حيث حذرت شركة كاسبيرسكاي من تزايد نشاط مطوري البرامج الخبيثة الخاصة بأجهزة آبل في الآونة الأخيرة وأن خبراء الشركة اكتشفوا شبكة تضم أكثر من 700 ألف حاسب مجهز بروبوتات برمجية لبناء شبكة بوت نت. وتفيد مصادر الشركة بان المجرمين الالكترونيين تمكنوا من ابتكار طريقة لإصابة الأجهزة بالعدوى دون زرع ملفات وتسهل العملية سرقة المعلومات الشخصية وكلمات السر عبر برنامج من نوع حصان طروادة يستهدف أجهزة ماكنتوش وويندوز باستغلال الثغرات في النظامين.
ويحذر أخصائيو كاسبيرسكاي من أن سرعة تطوير البرامج الخبيثة والفيروسات فليس من الصعوبة أن يتمكن المجرمون والمخترقون من تطويرها لصالحهم، وإن كان ذلك فالخطأ الأكبر يقع على عاتق أولئك المستخدمين الذين لا يراعون الاجراءات الأمنية وأن هذا الاستهتار يجعل من حواسب مكنتوش الحلقة الأضعف في النظام الأمني للمؤسسات.