المعلم ولافروف يجريان مباحثات بناءة حول العلاقات الثنائية والوضع الراهن في سورية
في إطار التنسيق المستمر بين القيادتين السورية والروسية زار وليد المعلم وزير الخارجية والمغتربين روسيا الاتحادية بدعوة من نظيره سيرغي لافروف وزير خارجية الاتحاد الروسي حيث التقى الوزيران
في مدينة سانت بيتيرسبورغ بعد ظهر أمس الجمعة وأجريا محادثات بناءة ومثمرة تركزت حول العلاقات الثنائية والوضع الراهن في سورية.
وكانت وجهات النظر متفقة على ضرورة دعم خطة المبعوث الخاص الى سورية كوفي عنان واستمرار التعاون بين الحكومة السورية وبعثة المراقبين الدوليين كما اكد الجانبان ضرورة تركيز الجهود من اجل وقف العنف بكل اشكاله ومن اي طرف كان.
وقد اكد لافروف خلال اللقاء ثبات الموقف الروسي الداعي الى حل سياسي للازمة يقرره الشعب السوري ودون اي تدخل خارجي وان هذا الشعب هو وحده صاحب القرار في اختيار مستقبله كما وضع الوزير المعلم في صورة التحضيرات الجارية من اجل عقد اجتماع في جنيف للبحث في الوسائل الكفيلة لدعم تنفيذ خطة عنان.
وفي هذا الصدد اتفق الجانبان على ضرورة ان يتركز البحث خلال الاجتماع على التزام جميع الاطراف بخطة عنان وفي مقدمتها وقف التمويل والتسليح للمجموعات المسلحة وعدم ايوائها وذلك كمدخل لحوار وطني بقيادة سورية من اجل الخروج من الازمة الراهنة بما يصون سيادة وسلامة سورية ووحدة اراضيها.
بدوره عبر الوزير المعلم عن ارتياحه للموقف الروسي الذي عكسه الوزير لافروف خلال هذه المحادثات وكذلك للتصريحات التي صدرت عن الرئيس فلاديمير بوتين ولافروف بهذا الشأن واشاد بالتعاون والتنسيق القائم بين سورية وروسيا لما فيه مصلحة الطرفين وتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة.
حضر اللقاء الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية والدكتور رياض حداد السفير السوري في روسيا.
لافروف: روسيا لا تنوي تقديم مبررات للولايات المتحدة بشأن تعاونها العسكري التقني مع سورية
وفي مقابلة أجرتها معه قناة (روسيا 24) التلفزيونية أعلن لافروف أنه لا ينوي تقديم مبررات إلى نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون أثناء اللقاء بها بشأن إعادة المروحيات المصلحة في روسيا إلى سورية.
وقال لافروف "لا أنوي التطرق إلى هذا الموضوع وفي حال اهتمام نظيرتي بهذه المسألة فسأقول لها إننا لا ننوي الاعتذار".
وأضاف "من المستحيل إدانتنا بتوريد أسلحة إلى سورية لأننا لا نخرق شيئا ولا قانونا دوليا ولا قرارات لمجلس الأمن الدولي ولا قوانيننا في مجال الرقابة على الصادرات التي تعتبر من أكثر القوانين شدة في العالم".
وأعاد لافروف إلى الأذهان أن روسيا تورد إلى سورية الأسلحة بموجب عقود غير سرية تقضي بشراء دمشق لوسائل الدفاع الجوي الروسية التي قد تحتاج إليها سورية في حال تعرضها لعدوان خارجي.
وعلق لافروف على موضوع المروحيات الروسية المرسلة إلى سورية مشيرا إلى أن اتفاقية إصلاح المروحيات السوفييتية الصنع تم توقيعها بين روسيا وسورية عام 2008 وبعد إنجاز إصلاحها جرت عملية اعادتها لسورية مفككة وكان من المفترض ان تستغرق عملية تجميعها هناك فترة لا تقل عن 3 أشهر.
وقال لافروف "من غير النزاهة بالطبع القول إننا قد بعنا توا شيئا جديدا سيستخدم ضد المتظاهرين المسالمين".
وأكد وزير الخارجية الروسي أن بلاده تنطلق من ان السوريين فقط هم من يمكنهم أن يقرروا مصير بلدهم بما فيه مصير زعمائهم.
وبخصوص العلاقات الأمريكية الروسية ذكر لافروف بأن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي باراك اوباما أكدا أثناء القمة الأخيرة التي عقدت بينهما في لوس كابوس اهتمامهما بتحسين العلاقات وتعميق الشراكة بحيث تعم مجالات أخرى وقبل كل شيء المجال الاقتصادي.
وقال الوزير الروسي "إن المشكلة ربما تكمن في العقلية الأمريكية التي يحملها كل أمريكي منذ نعومة أظفاره والتي تقول إننا الأمريكيين رقم 1 في العالم ولذلك نحن اتقياء ولهذا الأمر انعكاساته بالرغم من ان المبررات لهذا الاعتقاد تقل من يوم إلى آخر حيث اتضح ان الأمريكيين ليس بوسعهم الآن أن يحلوا بمفردهم القضايا العالمية في مجال السياسة والاقتصاد ولكن الاستمرارية في هذا الاعتقاد قد تدوم فترة ما أخرى".
ولفت لافروف إلى أن هذه العقلية الأمريكية تتجلى بصورة خاصة في اتخاذ عقوبات احادية الجانب ضد إيران وسورية وكوبا وعدد من الدول الأخرى وقال.. يمارس الأمريكيون المضاربة بكون بلادهم تحتكر اصدار الدولار وبالدور الذي يلعبونه في صندوق النقد الدولي لافتا إلى أن هذا الاتجاه اصبح معديا حيث انتقلت العدوى الأمريكية إلى الاتحاد الأوروبي الذي بدأ هو أيضا اللجوء إلى فرض عقوبات احادية الجانب وعلى سورية ضمنا.
وأضاف الوزير الروسي أن محاولة الولايات المتحدة نشر مفعول قوانينها في دول أخرى لا تخرق أي قوانين دولية تعتبر نزعة خطيرة وسلبية بالنسبة إلى العلاقات الدولية المعاصرة إذ انها تلحق ضررا بالتعاون الدولي.
وشدد وزير الخارجية الروسي على أهمية مشاركة ايران في أعمال المؤتمر الدولي المزمع حول سورية.
وقال لافروف على هامش أعمال منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي "انه لا يمكن على الاطلاق تبرير معارضة الولايات المتحدة وبريطانيا لمشاركة ايران في اللقاء الدولي حول سورية إذ نرى أنه من واجب ايران المشاركة في هذا المؤتمر".
ولفت الوزير الروسي الى انه من بين المواعيد المرجح تحديدها لانعقاد المؤتمر يوم الثلاثين من الشهر الجاري منوها بأهمية دعوة كل اللاعبين الخارجيين الذين لهم تأثير على أطراف النزاع في سورية للمشاركة في هذا المؤتمر.
وأوضح لافروف أنه "عندما كان الامريكيون بحاجة إلى حماية قواتهم العسكرية في العراق وأفغانستان شرعوا بالاتصالات مع طهران دون أن يفكروا واتفقوا على بعض القضايا وعقدوا الجلسات المغلقة أما اليوم وفي الوقت الذي يدور فيه الحديث حول ضرورة الحيلولة دون إراقة الدماء في سورية لا بد من خنق عنق الايدولوجيا الخاصة بك وقبول صيغة المشاركين اللازمة".