القاهرة تعلن تقاربها مع الرياض وتبحثان معاً موضوع القمة العربية
بعدما كشفت تقارير صحفية سورية الأربعاء الماضي أن السعودية أوفدت رئيس مخابراتها العامة الأمير مقرن بن عبد العزيز إلى أكثر من عاصمة عربية مطالباً بـ مقاطعة قمة دمشق العربية أو تخفيض مستوى التمثيل وان المملكة طلبت من
الرئيس حسني مبارك القيام بجهود مماثلة، في محاولة لاستخدام "ورقة" القمة لابتزاز سوريا وإرغامها على الضغط على حلفائها بلبنان للقبول بالشروط الأميركية والسعودية لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، يبحث الرئيس المصري حسني مبارك في الرياض اليوم الأحد مع الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز موضوع القمة العربية المقبلة،حسبما ذكر أمس مصدر في الرئاسة المصرية لوكالة «فرانس برس».
من جانبها أشارت مصادر مصرية إن مواقف القاهرة والرياض "متقاربة للغاية في التعامل مع الأزمات في الإقليم، خصوصاً المعضلة اللبنانية»، وذكرت أن مصر والسعودية "تعتبران أن القمة العربية يجب أن يسبقها جهد لتنقية الأجواء ونزع فتيل الأزمات وأن هذا الجهد لم يكن قائماً حتى الآن وأن ما تحقق غير كاف لإنجاح القمة"، وأن على الدولة المضيفة للقمة، اي سوريا، "أن تبذل الجهد خصوصاً في هذا الإطار ليس فقط لأن لها حلفاء في لبنان، ولكن أيضاً من منطلق أنها تبغي استضافة القمة وإنجاحها"، علماً أن مصادر دبلوماسية عربية كانت كشفت عن ترتيب سعودي مصري قد يؤدي إلى حرمان سوريا من استضافة القمة العربية.
أما حول الأنباء عن عزم القاهرة خفض مستوى تمثيلها في القمة العربية إذا لم يتم إحراز تقدم في الأزمة اللبنانية، أكدت مصادر مصرية «أن ذلك أمر يحدده الرئيس مبارك بنفسه»، مشيرة أن القاهرة والرياض تستغربان "القدر الكبير من التعنت السوري وحجم المناورات التي جرت في الفترة الماضية"، علماً أن وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، كان اكد أن بلاده تبذل جهوداً لحل الأزمة الرئاسية في لبنان، معرباً عن تمنياته في أن تكون "لدى السعودية ومصر مبادرة في شأن الوضع في لبنان، وأن تنجحا فيها"، وقال "سأصفق لهما إذا نجحتا".
أما من الجانب السوري ذكرت مصادر سورية مطلعة لصحيفة الوطن القطرية ان دعوات ستوجه الى شخصيات دولية بارزة لحضور الجلسة الافتتاحية للقمة العربية التي ستعقد في دمشق اواخر شهر مارس القادم مشيرة الى انه سيكون من ابرز هذه الشخصيات بان كي مون الامين العام للامم المتحدة وامين عام منظمة المؤتمر الاسلامي احسان اوغلو وامين عام منظمة الوحدة الافريقية والممثل الاعلى للمفوضية الاوروبية للسياسات الخارجية خافيير سولانا ورئيس حركة عدم الانحياز لاضفاء بعد عالمي واسع على القمة والنتائج والقرارات التي ستصدر عنها ورحبت هذه المصادر باحتمال توجيه دعوات لبعض الدول الاقليمية مثل تركيا وايران لحضور القمة بصفة مراقب
يذكر أن المدير السابق لجهاز مكافحة التجسس في فرنسا، إيف بونيه، كان كشف أن هناك ثلاثة بلدان تريد الدخول إلى لبنان، هي أميركا أولاً، ومن ورائها السعودية و"إسرائيل"، وأن هناك "تلاقي مصالح وتعاون سعودي إسرائيلي كبير في لبنان، ونوهت تقارير صحفية أن الإدارة الامريكية عازمة على إفشال قمة دمشق بمشاركة عدد من القادة العرب، كما كانت مصادر ديبلوماسية عربية في القاهرة ألمحت أن القاهرة تعتزم تخفيض مستوى تمثيلها في القمة في ظل استمرار أزمة الاستحقاق الرئاسي في لبنان، فيما تحدثت تقارير سابقة عن إمكانية عدم حضور الملك السعودي للقمة علماً أنه من المفترض ان يسلم بنفسه رئاسة القمة للرئيس السوري الذي تستضيف بلاده القمة العربية هذا العام.