الرئيس الأسد: الأزمة في سورية بمعظمها خارجية والدليل على ذلك وجود مقاتلين عرب ومتطرفين إسلاميين
أكد السيد الرئيس بشار الأسد في الجزء الثالث من المقابلة التي أجرتها معه صحيفة جمهورييت التركية أن الأز مة في سورية بمعظمها خارجية والدليل على ذلك وجود مقاتلين عرب ومتطرفين اسلاميين
يقاتلون في سورية الآن إضافة إلى السلاح المتطور الذي يهرب عبر الحدود والاموال التي تضخ من الخارج.
وفيما يلي نص الجزء الثالث من المقابلة ..
سؤال …
أنتم تحاولون التفريق بين الحكومة التركية والشعب التركي ولكن هناك آراء كثيرة لدى الأتراك حول ما يجري في سورية .. ومنها من يعتقد أن النظام السوري يقوم باعمال خاطئة.. عشرات الناس الأبرياء يقتلون والاطفال يوميا.. ما هو تعليقكم على ذلك .. وما هي حقيقة العلاقة بين الرئيس بشار الأسد والشعب السوري.
السيد الرئيس..
أولا.. لكي ندقق حقيقة ما يحصل نأخذ امثلة حقيقية في منطقتنا .. من أقوى هذه الأمثلة هو جاركم المباشر شاه إيران .. كان لديه دولة قوية جدا.. جيش قوي جدا.. مخابرات قوية جدا.. ودعم دولي.. وطبعا دعم اقليمي ايضا غير محدود .. هل استطاع أن يقف في وجه الشعب.. من البديهي ألا يستطيع.. لو كنت أنا في هذا الموقف لما استطعت.. أنت تتحدث عن خمسة عشر شهرا لا تتحدث عن أسبوعين وثلاثة أو شهر كل الرهانات سقطت وواضح تماما الآن أن الأزمة بمعظمها خارجية والدليل على ذلك وجود مقاتلين عرب ومتطرفين إسلاميين يقاتلون في سورية الآن.. أضف إلى ذلك السلاح المتطور الذي يهرب عبر الحدود والأموال التي تضخ من الخارج.. وهذا ما غير قناعة الكثيرين داخل سورية سواء كان معارضا أو مؤيدا إلا انهم الآن يدافعون عن الوطن .. الثورة لا يمكن أن تكون ثورة عصابات يجب أن تكون ثورة شعب ولا أحد يستطيع أن يقمع ثورة شعب وانت الان موجود في سورية وتستطيع أن تذهب بنفسك وتتجول في أي مكان لكي ترى إذا كان هناك ثورة أم لا.. ولكن نحن نطارد ونقتل إرهابيين وندافع عن انفسنا.. هم يرتكبون المجازر بحق المدنيين ونحن من واجبنا أن ندافع عن المدنيين.. هذا واجبنا كدولة.. ماذا تفعلون عندما تقتلون أنتم كأتراك ألا تدافعون عن انفسكم.. ألا تبررون كل عملياتكم العسكرية في شمال العراق وفي تركيا تحت عنوان مكافحة الإرهاب … هل نقول بان الدولة التركية تقتل شعبها في هذه الحالة .. هذه هي ازدواجية المعايير وهذا هو النفاق السياسي وهذا لا نقبله.
سؤال..
هل أنتم نادمون لأنكم قمعتم أولى المظاهرات السلمية في العام الماضي..
السيد الرئيس .
طبعا في أي عمل هناك نسبة خطأ.. هذا شيء بديهي ونحن بشر نخطىء ونصيب.. ولكن علينا أن نميز بين الأخطاء التي ترتكب داخل سورية وبين العوامل الخارجية.. المخطط ضد سورية مر في ثلاث مراحل .. المرحلة الأولى .. هي مرحلة المظاهرات.. جزء كبير من هذه المظاهرات كان مدفوعا.. في بداية الأزمة كان سعر المتظاهر عشرة دولارات.. الآن أصبح 50 دولارا أو مئة دولار حسب المنطقة ولكن كانوا يتوقعون أن يكون هناك فعلا ثورة حقيقية من خلال المظاهرات وثورة سلمية كما حصل في مصر وتونس.. حتى شهر رمضان الماضي فشلوا في تلك المرحلة.. انتقلوا بعدها لخلق مناطق في سورية تسيطر عليها العصابات المسلحة بشكل كامل على طريقة بنغازي في ليبيا.. فضرب الجيش هذه المحاولة التي استمرت حتى شهر آذار الماضي حيث فشلوا في المرحلة الثانية.. فانتقلوا لعمليات الاغتيال الفردية وارتكاب المجازر بحق المدنيين بالإضافة لمهاجمة مؤسسات الدولة بالمتفجرات.. فاذا ان نقول ان المظاهرات كانت سلمية هذا كلام ساذج لم تكن بهذا الشكل تماما.. وبكل الأحوال مازالت المظاهرات تخرج من وقت لآخر ولكن باعداد اقل بكثير ومعظمها مدفوع.
سؤال..
حمل مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في التقرير الأخير له الجيش السوري القسم الاكبر مما يحدث من أحداث دموية في سورية.. ما تعليقكم على ذلك..
السيد الرئيس..
كلنا يعرف بان المؤسسات الدولية خاضعة للارادة الاميركية والغربية بشكل عام ومن الغباء أن نعتبر أن كلام المنظمات الدولية هو مرجعية للواقع فهي تعبر فقط عن موازين القوى الدولية والهدف في المحصلة هو فرض المزيد من الضغوط على سورية .. وكلما فشلوا في تنفيذ مخططهم كلما سعوا للضغط أكثر على سورية.. ولكن طالما اننا على حق فلن نخضع لا لمنظمات دولية ولا لغيرها.
وكان الرئيس الأسد أكد في الجزء الثاني من مقابلته مع صحيفة جمهورييت أن رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان يبني سياسات حكومته على خلفية طائفية وان الظروف كشفت أن لديه أجندة شخصية تتعلق بموقعه الشخصي وموقع فريقه جعلته يفقد مصداقيته على الساحة العربية ولم يعد موجودا لا هو ولا مصداقيته مشيرا إلى أن حكومة أردوغان تورطت في الأحداث الدموية في سورية من خلال تأمين الدعم اللوجستي للإرهابيين.
وحث الرئيس الأسد أردوغان على التحلي بالشجاعة وأن يقف ويعترف بأخطائه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى في هذه المرحلة وعندها سيغفر له الشعب العربي والسوري تحديدا مشيرا إلى أنه على أردوغان الاقتداء بموقف والد الطيار التركي لكي يجد المخرج وان على حكومته الاهتمام بشؤونها الداخلية وليس بشؤون غيرها مشددا على أن المخرج للازمة السورية التركية يتمثل بعودة حكومة أردوغان عن اخطائها ووضع مصالح الشعبين السوري والتركي قبل المصالح الشخصية الضيقة لمسؤوليها.
ولفت الرئيس الأسد إلى أنه قبل الأزمة بسنوات كان أردوغان حريصا دائما على الاخوان المسلمين السوريين وكان يهتم بهم أكثر مما يهتم بالعلاقة السورية التركية معتبرا أن أردوغان يبكي من أجل الشعب السوري بكاء المنافقين فهو لم يبك من أجل من يقتلون في بعض دول الخليج وهم أبرياء وسلميون لا يحملون السلاح وكما انه لا يتحدث عن الديمقراطية في بعض الدول الخليجية ويلجأ إلى المزيد من الصراخ تجاه القضية الفلسطينية دون أن يفعل شيئا.
يشار إلى ان مجموعة من وسائل الاعلام التركية وهي صحيفة جمهورييت التي يمثلها جاكير اوزار وقناتا دي وسي ان ان تورك وصحيفة بوستا ويمثلهم محمد علي بيراند وصحيفة حرييت ويمثلها ارتوغرول اوزكوك وصحيفة راديكال ويمثلها فهيم تاش تاكين وصحيفة خبر ترك وتمثلها عنبرين زمان طلبت اجراء مقابلة مع الرئيس الأسد وانطلاقا من تعامل سورية بانفتاح مع وسائل الإعلام تمت الموافقة على منح اللقاء للوسائل الإعلامية المذكورة إلا أن أربعة من ممثلي هذه الوسائل لم يتمكنوا من الحضور إلى سورية لإجراء المقابلة بعد أن اتصل بهم مدير مكتب رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان وطالبهم بعدم إجراء اللقاء.