الخارجية الروسية: لقاء ما يسمى مجموعة أصدقاء سورية في باريس أحادي الجانب وخاطىء سياسيا وغير أخلاقي
قالت وزارة الخارجية الروسية أمس إن لقاء ما يسمى مجموعة أصدقاء سورية في باريس هو أحادي الجانب وخاطىء سياسيا وغير أخلاقي لأن هؤلاء “الاصدقاء” يعتمدون على قسم واحد فقط من المعارضة على وجه الحصر.
وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفتش في بيان.. إن روسيا والصين وعددا من البلدان الأخرى التي تربطها بسورية وشعبها علاقات صداقة تقليدية رفضت الانضمام إلى صفوف هؤلاء "الأصدقاء" للأسباب المذكورة.
وأضاف لوكاشيفتش "إن الصداقة مع قسم من المعارضة السورية حصرا لا تؤدي إلا إلى تعميق التناقضات واحتدام المجابهة داخل سورية وتشدد مواقف أطراف النزاع السوري وهذا لا يعني سوى شيء واحد وهو استمرار العنف والمزيد من المآسي الإنسانية".
وقال لوكاشيفتش.."يتولد انطباع بأن بعض المشاركين في اجتماع جنيف في الثلاثين من حزيران الماضي لا ينظرون نظرة جدية إلى المسؤولية الناجمة عن الوثيقة الصادرة عنه" لافتا إلى ان الوثيقة النهائية للاجتماع تنص على انخراط أعضاء مجموعة العمل حول سورية لتشجيع جميع الأطراف في سورية على تنفيذ خطة المبعوث الدولي كوفي عنان بالكامل.
وأضاف لوكاشيفتش "إنه بدلا من ذلك يجري تقديم عروض مسرحية سياسية دعائية على شاكلة المؤتمرات الحزبية يجري فيها مناقشة مصير سورية في غياب ممثليها الأساسيين وتتعالى فيها نداءات صاخبة إلى المعارضين لخوض القتال من أجل تقويض القيادة السورية ويجري تغذية كل ذلك بدعم مالي سخي ومساعدة اقتصادية وكذلك باشارات من وراء الكواليس باحتمال تنفيذ سيناريو القوة".
وأوضح لوكاشيفتش أن موسكو تتمسك بدقة بخط الاسهام بالتسوية السلمية للأزمة في سورية من قبل السوريين أنفسهم دون تدخل خارجي ولقد تم وضع الاتجاهات المبدئية لمثل هذه التسوية في جنيف ويجب توحيد المعارضة السورية على أساسها والبدء بحوار مع الحكومة بما يسمح للشعب السوري تقرير مصير بلاده بصورة مستقلة وديمقراطية وضمن أطر سيادة سورية واستقلالها ووحدتها الوطنية وسلامة أراضيها.
ريابكوف: حريصون على معالجة الأزمة في سورية على أرضية سياسية واقعية
من جانبه أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن بلاده لا تدعم أي طرف في الأزمة بسورية وأن موقفها ينحصر في ضرورة معالجة الأزمة على أساس سياسي واقعي.
وأعرب ريابكوف في تصريح عن الأسف لأن بعض مسؤولي الدول الغربية لم يستطيعوا التوصل إلى فهم لبعض الأشياء البسيطة والعادية حيال الوضع في سورية وقال "إذا استمر زملاؤنا بالدول الغربية في استخدام مقولات مثل (أنصار) و(خصوم) و(زبائن) فهذا يعني انهم تخلفوا في تفكيرهم لأن هذه المقولات والمصطلحات باتت بحكم الماضي".
ولفت نائب وزير الخارجية الروسي الى أن المسألة حيال الوضع في سورية تنحصر في وضع عملية حل الازمة فيها على أساس سياسي واقعي ولا تنحصر في دعم شخصيات سياسية معينة مشددا على رفض روسيا الحازم لادعاءات وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون حيال الموقف الروسي بشأن الوضع في سورية.
غاتيلوف : اتهامات كلينتون لروسيا والصين بعرقلة حل الأزمة في سورية غير صحيحة وتتعارض مع وثيقة جنيف
وعبر نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف عن رفض بلاده للاتهامات التي وجهتها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى روسيا والصين بعرقلة عملية حل الأزمة في سورية مشيرا إلى أن مثل هذه الاتهامات تتعارض مع الوثيقة الختامية لمؤتمر جنيف حول سورية الذي عقد في 30 حزيران الماضي.
وقال غاتيلوف في تصريح أمس لوكالة انترفاكس الروسية للأنباء أن تصريح كلينتون غير صحيح ونحن سمعنا ذلك غير مرة في السابق وما يثير القلق الأكبر هو أن تصريحات من هذا القبيل تتعارض مع الوثيقة الختامية لمؤتمر جنيف التي تم التصديق عليها بمشاركة وزيرة الخارجية الأمريكية مبينا أن الوثيقة ثبت فيها التزام كافة اللاعبين الخارجيين بالمساهمة في ترتيب العملية السياسية في سورية وابداء التأثير المناسب على كافة الأطراف السورية اي الحكومة والمعارضة على حد سواء.
وشدد غاتيلوف على أن روسيا تتمسك باتفاقات جنيف بدقة وقال أن الوثيقة الختامية لا تتضمن أي شروط لبدء الحوار الوطني في سورية.
وأضاف غاتيلوف "يثير الأسف لدينا واقع ان مثل هذه التصريحات تطلق في هذه المرحلة حين فتح مؤتمر جنيف صفحة جديدة في التعامل الدولي بشأن التسوية السياسية الدبلوماسية للأزمة في سورية".
من جهة أخرى أوضح غاتيلوف أن بلاده تعتبر طروحات "فرض حظر طيران واقامة ما يسمى ممرات انسانية في سورية غير بناءة" داعيا إلى الانخراط في العمل على تطبيق بنود وثيقة جنيف بدلا من الدعوة لفرض الحظر الجوي.
وأضاف أن المنظمات الانسانية الدولية العاملة في سورية لا تؤيد هذه الأفكار كما أن مجلس الأمن الدولي لم يتبن مثل هذه القرارات ومن الواضح أنه لن يتبناها وخاصة بعد ما جرى في ليبيا حيث استخدمت دول حلف الناتو وبعض حلفائها الحظر الجوي بشكل يتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي لدعم احد طرفي النزاع وتقديم المساعدات المادية والفنية والعسكرية له مشددا على أن روسيا مستمرة في طرح مسألة إجراء تحقيق موضوعي في أعمال حلف الناتو في ليبيا من أجل منع انتهاك قرارات مجلس الأمن الدولي بشكل فظ في المستقبل.
بوغدانوف: ضرورة تضافر الجهود الدولية لحل الأزمة في سورية على أساس خطة عنان ومبادئ اجتماع جنيف
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف التقى السفير الأمريكي في موسكو مايكل ماكفول واتفق الجانبان على ضرورة الاستمرار في تضافر الجهود الدولية بهدف الاسهام في التجاوز السريع للأزمة في سورية على أساس خطة المبعوث الدولي كوفي عنان والمبادئ التي وضعها اجتماع جنيف الوزاري حول سورية.
وذكر بيان للخارجية الروسية أن بوغدانوف التقى ماكفول بناء على طلبه وأعرب عن فهم مشترك لخطر مواصلة تدهور الموقف في سورية وتحدث للسفير الأمريكي عن الخطوات التي تتخذها روسيا ضمن إطار تنفيذ قرارات جنيف بما في ذلك الاتصالات مع دمشق ومع المعارضة السورية بما يخدم مصالح البدء بعملية سياسية يقودها السوريون أنفسهم معربا عن الأمل في أن يتصرف الجانب الأمريكي على هذا النحو أيضا.
قرار مجلس حقوق الإنسان حول سورية متحيز ولن يسهم فى إطلاق العملية السياسية
إلى ذلك أكدت الخارجية الروسية أن قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حول سورية قرار متحيز لن يسهم في إطلاق العملية السياسية في سورية.
ونقل موقع روسيا اليوم عن الخارجية الروسية قولها في بيان " إن نص القرار لا يتضمن إدانة العنف الصادر عن المعارضة المسلحة والذي أشار إليه غير مرة رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سورية روبرت مود كما لا يتضمن إدانة العمليات الإرهابية على الرغم من أن عشرات الأشخاص لقوا مصرعهم على أيدي الإرهابيين ويجري التغاضي عن كل ذلك عمداً".
وأشار بيان الخارجية الروسية إلى أنه خلال صياغة موقف متفق عليه للمجتمع الدولي من التسوية في سورية في مؤتمر جنيف الدولي في الثلاثين من حزيران الماضي كان من المهم الحفاظ على الجو البناء وتوفير الظروف لعمل متواصل مع الأطراف السورية بهدف وقف العنف واقامة الحوار السياسي ولكن اصحاب مشروع القرار في مجلس حقوق الإنسان اختاروا طريقا آخر وقدموا وثيقة بعيدا عن الموقف المتفق عليه خلال اجتماع جنيف.
وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أصدر في وقت سابق أمس قرارا جديدا حيال الأوضاع في سورية عارضته روسيا والصين وكوبا أدان في سياقه ما وصفه بالانتهاكات لحقوق الإنسان فيها معتمدا على التقارير والفبركات الاعلامية فى توجيه الاتهام إلى الحكومة دون الاكتراث إلى المعلومات والمعطيات الموثقة التي تؤكد ارتكاب المجموعات الإرهابية المسلحة ومن بينها تنظيم القاعدة للأعمال الإرهابية في سورية.