بوغدانوف: الأحاديث حول فشل خطة عنان ضارة سياسيا وغير أخلاقية
أعلن الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الاوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف استعداد بلاده لاستضافة اجتماع جديد للقوى الكبرى حول سورية موضحا ان موسكو تدعو الى عقد مثل
هذا اللقاء بشكل دوري وتعمل على توسيع التمثيل فيه.
وقال بوغدانوف في تصريح اليوم إن نتائج اجتماع جنيف نصت على امكانية ان يقوم المبعوث الدولي إلى سورية كوفي عنان بالدعوة لاجتماع ثان للمجموعة الدولية التي التقت في جنيف في الثلاثين من الشهر الماضي مضيفا ان الجانب الروسي ينتظر نتائج ملموسة من محفل المفاوضات حول الازمة في سورية والذي تمت اقامته بالجهود المشتركة في جنيف لافتا إلى أن الأمر يتطلب تحضيرا جديا لإجراء اتصالات مكثفة سواء مع الدول الخارجية أو مع الاطراف السورية حول ايجاد نقاط التقاء عامة.
وأعرب عن اسف روسيا لعدم تمثيل ايران والسعودية في اجتماع جنيف الماضي نظرا لمواقف عدد من المسؤولين المشاركين فيه معتبرا ان هاتين الدولتين تملكان تأثيرا كبيرا على الوضع في سورية كما يمكن ان تسهما بقسط هام في الجهود المشتركة للدول المجاورة لسورية والتي لم تتمثل في جنيف مثل لبنان والاردن اللتين تهتمان جدا بإحلال الاستقرار والامن في سورية.
وحذر بوغدانوف من الطابع الضار لأي احاديث عن فشل خطة عنان وقال.. "إن مثل هذه الاحاديث ضارة سياسيا وغير اخلاقية لأنها قد تؤدي بصورة مباشرة او غير مباشرة الى تأجيج العنف في سورية والتشدد في مواقف الاطراف والاستمرار بإراقة الدماء ومعاناة المدنيين فيها".
وحول ما صدر من تأويلات لنتائج اجتماع جنيف شدد بوغدانوف على ان اي اجتماع دولي لا يملك الحق في تحديد مصير سورية ورئيسها وعلى ان مثل هذا الامر هو من صلاحيات السيادة السورية حصرا.
واوضح نائب وزير الخارجية الروسي "أن مصير قائد هذا البلد أو ذاك يجب ان يتحدد من قبل شعبه وبما يتطابق مع قواعد القانون الدولي" نافيا أن يكون اجتماع جنيف حول سورية الذي عقد في الثلاثين من حزيران الماضي قد ناقش مثل هذا الموضوع.
وقال بوغدانوف إنه "من وجهة نظر القانون الدولي فان هذه القضية لم يكن بإمكانها ان تكون موضع بحث في اجتماع جنيف الذي لم تشارك فيه سورية على العموم" مشيرا الى ان تصريحات عدد من المسؤولين الاجانب عن ان الوثيقة النهائية لاجتماع جنيف تطرقت الى مستقبل الرئيس السوري ماهي إلا تأويل فضفاض وارادي لهذه الوثيقة ومعربا عن قناعة الجانب الروسي العميقة بأنه لا يجب تأويل الوثائق الدولية المنسقة بل يجب فهمها بدقة بما يتطابق مع صياغتها.
وأشار بوغدانوف الى ان الوثيقة النهائية لاجتماع جنيف تنص بكل دقة على انه "يمكن ان يدخل في قوام الهيئة الحاكمة الانتقالية في سورية اعضاء الحكومة الحالية والمعارضة وكذلك اعضاء المجموعات الاخرى وعلى أنه يجب تشكيل هذه الهيئة على اساس الاتفاق المتبادل" موضحا انه ينجم من هذا النص بصورة لا تقبل الجدل ان قوام مثل هذه الهيئة الانتقالية للسلطة سيتحدد من قبل السوريين انفسهم ضمن اطر حوار سياسي داخلي.
وأكد بوغدانوف أن إضفاء أي تأويل مختلف ذاتي على هذا البند الملموس تماما والمفهوم بالكامل للوثيقة النهائية لاجتماع جنيف لا يقتصر على كونه غير مثمر فحسب بل انه خطر ايضا لأنه يتعلق بتضليل الرأي العام لان الهدف هنا يتمثل في تصوير الخيال كأمر واقع.
وفيما يتعلق بالتعاون العسكري التقني بين روسيا وسورية أوضح بوغدانوف ان البلدين اقاما علاقات متنوعة منذ الخمسينيات من القرن الماضي ويشكل التعاون العسكري التقني جزءا مكونا هاما لها وان روسيا تنفذ هذا التعاون ضمن اطر الالتزامات الدولية وبالتقيد الكامل بالتشريعات الروسية في هذا المجال.
وأكد بوغدانوف ان هذا التعاون العسكري التقني يهدف على وجه الحصر الى تعزيز القدرة الدفاعية لسورية التي يحق لها في ظل أي حكومة الحرص على الدفاع عن سيادتها.
كما أشار الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الاوسط الى سعي بلاده لإقناع المعارضين في سورية باتخاذ مواقف موضوعية وبناءة تتيح حل المهمات المعقدة لوقف العنف في سورية واستعادة الامن والاستقرار والهدوء فيها.