مايا دياب تغادر الـ MTV
حلقة من “هيك منغني” مع مايا دياب، تابعها المشاهدون كل ليلة سبت عبر MTV. ها قد لاحت النهاية، و”تحررت” المقدمة والمغنية من الوقوف طويلاً (بالكعب العالي) على المسرح، لتختار لنفسها
مساراً آخر ارتأت أنه الأفضل. السمراء صيفاً شتاء، غادرت الـ MTV مخلّفة وراءها جمهوراً اعتاد “الدلع” و”هزّ الخصر”، ومحطة تلقفتها “هاوية”، فصنعتها “نجمة”.
لم يعد يُخفى على أحد ان العلاقة ما بين مايا دياب والـ MTV تخللتها موجات مدّ وجزر. فالجميلة التي عرفها الجمهور في الـ “Four Cats”، ثم في اطلالات متقطعة مقابل بدل زهيد بين الفينة والأخرى، وجدت في MTV أبواب الجنة مفتوحة، فدخلتها. ذاع صيتها سريعاً عبر “هيك منغني”، بعدما أصبح لها محطة اسبوعية ثابتة. دعمتها المحطة أيما دعم، ولم تأل جهداً في تأمين “انتشارها”. كبرت كثيراً خلال فترة قصيرة. بلغة الصالونات الفنية يقولون “طارت كالصاروخ”. انهالت عليها عروض العمل المغرية، خذلتها بعضها كلعب دور البطولة في مسلسل “روبي” (أدته سيرين عبد النور)، وبعضها الآخر قد يرسم لها خارطة طريق نحو المستقبل، كبرنامج “Deal or no Deal” الذي ستتولى تقديمه عبر قناة “النهار” المصرية، والذي من أجله كادت تصل العلاقة مع الـ MTV الى خواتم غير سعيدة، لولا “حكمة” الأخيرة في معالجتها الأمور بالتي هي أحسن.
البرنامج عبارة عن أغنيات، أغنيات فقط. لا يتطلب إعداداً يستدعي ربط الليل بالنهار. كل ما يحتاج اليه يمكن اختصاره بمقدمة جميلة، فرقة موسيقية، كاميرا، وAuto Tune للأصوات لحجب النشاز قدر الإمكان. الفراغ الفكري لا شك موجود، فالمضمون لا يخاطب العقل البتة. ولكن، أيُفترض في كل البرامج ان تخاطب عقولنا؟ ماذا عن النفس التي تحتاج الى فترات نقاهة من وقت الى آخر؟ ماذا لو ساقتنا صعوبات الحياة الى طلب السهل من الأمور، ومن البرامج أيضاً؟ ثم، مَن قال ان العقل لا يستحق قسطاً من الراحة أحياناً، شرط الا تستحيل كسلاً وخنوعاً مع الأيام؟ برنامج “هيك منغني” لا شيء سوى فترة نقاهة، تلائم سهرة السبت، والباقي لا يستحق الذكر.
على طريقة “يا ليل يا عين” قديماً عبر LBCI، سار البرنامج. ألعاب وأغنيات، وضيوف يغنون ويتنافسون على كسب “العلامات”. وكما كان الممثل طوني أبو جودة بارعاً في حفظ الأغنيات، كذلك مايا دياب. ضيفٌ رئيسي، وضيوف آخرون يجلسون بعضهم مقابل بعض. المقدمة واقفة دائماً. ملابسها لافتة و”غريبة”. كل مرّة ينتظرها عشّاق الـ “Look الخارجي” ليقوّموها من الرأس الى القدمين. مهمتها ليست صعبة. يكفي ان تردد الأغنيات، تتمايل قليلاً، فتأسر المشاهد. كل ما في الستوديو يساعدها: الأضواء، الموسيقى، صورة المخرج كميل طانيوس، والجمهور، فيذللون أمامها الصعوبات اذا ما واجهتها أثناء الحلقة.
الحلقة الأخيرة كانت أجمل مع النجم العربي وليد توفيق. صوته وأغنياته تركت في المكان أثراً بعد التصوير. طبعاً لم يفته القول في البرنامج إنه “مكسّر الدنيا”. الكل ردد الأغنيات، فكان مسك ختام هذا الموسم، في انتظار ما سترسو عليه مفاوضات الموسم المقبل.
ليست مايا دياب في حجم “الهالة” الاعلامية التي حظيت بها. هي أقرب الى الفراغ الداخلي منه الى الامتلاء الخارجي. أسعفها شكلها كثيراً، وطبعاً وجودها عبر MTV. سمار بشرتها أمسى لها “ماركة مسجّلة”، ونموذجاً تطمح اليه كثيرات، فماذا سيبقى منها وماذا سيتغيّر؟ أو بتعبير أدق ما المفروض ان تحافظ عليه وما يجب ان تتخلص منه؟ لن يطول الوقت حاملاً الينا الجواب، والمفاجآت ربما… من يدري؟