ريم بنا: يربطني بسورية حب كبير وسأزورها كلما سنحت الفرصة
كان مهماً عندي أن أغني في سورية التي ما زالت تحمل هم القومية العربية وتقف موقف المؤازر والمساند للقضية العادلة للشعب الفلسطيني.. كلمات قالتها المغنية والملحنة الفلسطينية ريم بنا
خلال زيارتها لسورية ولقائها بالجمهور السوري لاول مرة .
وأضافت قائلة… يربطني بسورية وبشعبها حب كبير ورثته عن جدتي التي طالما كانت تحلم بزيارتها قبل وفاتها فنقلت الحلم إلي كي أزورها كلما سنحت لي الفرصة علماً أن أكبر شريحة من أصدقائي هم سوريون .
وقالت بنا إن ما لفتني في حفل دمشق تفاعل الجمهور وتناغمه مع ما أغنيه وكانت فرحتي كبيرة عندما وجدتهم يحفظون أغنياتي ويطالبونني بأخرى من ألبومات قديمة ولاسيما أن الحضور كان من مختلف الاعمار ما يدل أن الشعب الفلسطيني استطاع أن يوصل رسالته إلى أكبر شريحة من الناس.
وأوضحت المغنية الفلسطينية أن ما يحدث في غزة الآن هو مجزرة ومأساة ترتكب بحق الإنسانية أمام أعين العالم الصامت فرغم أهمية الاحتجاجات ومسيرات التضامن الا ان مسلسل القتل الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني لم يتوقف مايؤكد ان مخطط إسرائيل هو إبادة الشعب الفلسطيني ومحوه عن الخارطة مضيفة.. لا أستطيع قول شيء عن غزة فغزة تحكي حكايتها لكل العالم من خلال مشاهد القتل والدمار وصور الشهداء واستهداف الأطفال والنساء.
وأكدت بنا أنه رغم الظروف التي تعاني منها غزة إلا أنها غنت في حفلها الذي أحيته يوم الخميس الماضي بسينما الزهراء بدمشق للحياة وللأرض وللحرية لأنها وصية الشعب الفلسطيني في أن تعرف الآخرين بفلسطين وتراثها وثقافتها من خلال غنائها وموسيقاها مضيفة.. أن الشعب الفلسطيني بقي صامداً وقوياً من خلال حبه للحياة وعيشه لها بكل تفاصيلها من فرح وحزن وبالتالي فإنه حافظ على ثقافته وهويته من الاندثار فالإنسان الفلسطيني لا يريد الاستشهاد حباً بالموت بل لأنه يحب الحياة ويريدها لكنه لا يقبلها إلا بكرامة وحرية .
وأشارت بنا إلى أنها تحاول وصف فلسطين بكامل حلتها وثقافتها للعالم من خلال أغنياتها فلكل إنسان طريقته في مقاومة المحتل وإيصال الرسالة للعالم فمجرد تقديم موسيقا حية وتراث حي كالتراث الفلسطيني هو نضال في وجه المحتل مضيفة أنها لا تتعامل مع القضية الفلسطينية كفنانة بل كإنسانة فلسطينية نذرت صوتها وموسيقاها وكل شيء في داخلها لخدمة هذه القضية.
وأضافت بنت الناصرة إنها رفضت النزوح عن أرضها المحتلة لأنها تريد أن تعيش المعاناة والعذاب والحرمان لتوصله بإحساسها الحقيقي وقالت.. أريد أن تصل أغاني إلى كل الناس كي تبقى مثل النبض حية وتتكلم عن الهوية والقضية ومعاناة الشعب الفلسطيني ومحاولة طمس هويته ومصادرة ثقافته لتبقى هذه القضية في الذاكرة العربية والعالمية.
وحول أهمية وسائل الاتصال في إيصال الصورة الصحيحة للقضية الفلسطينية قالت إن جميع وسائل الاتصال مهمة لكن للأغنية خصوصية معينة لأنها تخاطب وجدان وروح أي مستمع مهما كان فكره أو ثقافته فمثلاً عندما أغني في الدول الغربية فإني أقدم قصة الأغنية باللغة الإنكليزية للحضور وبعد أن أغنيها أجدهم ينصتون ويتخيلون القصة من خلال ربط الموسيقا بها مضيفة.. إن الكثير ممن يحضرون الحفل يقولون لي إننا لم نكن نعرف الوضع في فلسطين المحتلة على هذا النحو والآن وصلتنا الصورة الصحيحة ونحن نتضامن مع قضيتكم.. وبهذا يبدؤون بالاهتمام ولا يتجاهلون ما يحدث على أرض الواقع ولاسيما أن الإعلام الغربي لا يقدم لهم الصورة الحقيقية.
ورداً على سؤال عن أهمية أغانيها في حماية التراث الفلسطيني ولاسيما أن الكثير منها باللهجة المحلية قالت بنا .. حاولت من خلال أغنياتي أن أحافظ على مفرداتنا من الطمس والاندثار فالتراث الفلسطيني جزء من مشروعي ولا أريد أن يموت مع رحيل أجدادنا بل أريد نقله إلى الشباب حتى يبقى في ذاكرته يحمل الروح والخصوصية الفلسطينية معجونة بقضية الاحتلال الذي يريد أن يمحو كل ما له علاقة بهذه الخصوصية.
وحول صدى أغانيها عند الجمهور الغربي قالت بنا إن هناك ردود فعل إيجابية في الغرب والدليل أنهم يدعونني كثيراً لأغني ولاسيما في إسبانيا، مضيفة إن الأمر لا يتعلق بجمال الأغاني والموسيقا فقط بل أيضاً نصرة للقضية الفلسطينية، وهذا دليل على مقدرة الكلمة ممزوجة باللحن في إيصال الفهم الصحيح لهذه القضية .
يذكر أن المغنية والملحنة الفلسطينية ريم بنا من مواليد الناصرة فلسطين حيث تعيش وتعمل حالياً مع زوجها الموسيقي الأوكراني ليونيد أليكسيينكو ، إذ كرسا مشوارهما الفني بعد تخرجهما من معهد الموسيقا في موسكو لإحياء تقاليد وتاريخ وحضارة فلسطين.
وتستوحي ريم أغانيها من القصيدة العربية بينما تستلهم موسيقاها من التراث الشعبي الفلسطيني والعربي ومن موسيقا العالم وتشتهر بغناء التهاليل التراثية الفلسطينية وبتقديم أغنية عربية معاصرة ملتزمة وشديدة الخصوصية .
وقد أصدرت ريم حتى الآن عشرة ألبومات التقت فيها الموسيقا والكلمة لتأخذها في رحلة عبر سماء فلسطين إلى أنحاء العالم.
وحصلت ريم على جوائز مرموقة عدة نظراً لتميز مشوارها الفني منها لقب سفيرة السلام إيطاليا 1994 وجائزة الغناء الفلسطينية 2000 .
باهل قدار