صحيفة أميركية: أميركا متورطة في حرب شاملة على الرئيس السوري بشار الأسد
أظهرت تسريبات صحافية مقصودة في واشنطن بأن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بدأت بالرد على صقور الحزب الجمهوري وعلى المرشح ميت رومني فيما يخص بالتعامل الأميركي مع ملف الأزمة في سورية. ففي حين شنّ عدد من كبار الجمهوريين
هجمات ذات طبيعة إنتخابية بهدف خلق إنطباع عند الناخب الأميركي بأن الرئيس أوباما فاشل في حماية إسرائيل لأنه لا يساند الثورة السورية كفاية ولا يعمل بالشكل الكافي مع المسلحين السوريين بما يؤدي إلى إسقاط النظام السوري وإنهاء الخطر القادم من تحالف الرئيس بشار الأسد مع إيران على إسرائيل. وجاء رد الرئيس أوباما على هذه الأنتقادات بكشف إدارته على الملأ وعبر الصحافة الأميركية لدورها الكبير في الحرب على النظام في سورية
وقال مراقبون في العاصمة الأميركية " إن ما كشفه الأميركيون يعني أن إدارة أوباما تقود الحرب على سورية وهي تقف في الصف الأمامي للمجهود العسكري ضد الرئيس الأسد .
وكانت وكالة يو بي أي نشرت التقرير التالي:
تقوم الولايات المتحدة الأميركية بجهود سرية، ولكن محدودة، لتسريع سقوط الرئيس السوري بشار الأسد عبر حث الجواسيس والدبلوماسيين على حظر الأسلحة وشحنات النفط من إيران، وتمرير معلومات استخباراتية لحلفاء الصف الأول، وفق ما أفاد مسؤولون أميركيون.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن المسؤولين، الذين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، أن مركز الجهد هذه السنة تركز على حمل العراق على إغلاق مجاله الجوي أمام الرحلات المتوجهة من إيران لسوريا، والتي خلصت الاستخبارات الأميركية إلى أنها تحمل أسلحة للقوات الموالية للأسد.
وأضاف المسؤولون أن أميركا حاولت أيضاً منع سفن يعتقد نقلها لأسلحة ونفط إلى سوريا عبر قناة السويس، وأن إحداها كانت سفينة "الأمين" التي عبرت مرة واحدة خلافاً لرغبة أميركا، وتوجهت الشهر الماضي إلى مرفأ "بانياس" حيث يعتقد أنها أفرغت حمولتها وأخذت نفطاً خاما إلى إيران.
وأكدوا أن "الجهود خلف الستار" التي تبذلها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي أيه" ووزارتا الخارجية والخزانة الأميركية والجيش، تشير إلى دور أميركي أكبر مما كان معترفاً به في الحملة ضد الأسد، مضيفين أن هذه الجهود تعززت مؤخراً بعد تحسن العلاقات مع بعض أعضاء المعارضة السورية، وبعدما زادت حاجة الأسد للإمدادات.
وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة توفر معلومات استخباراتية حول التطورات في سوريا إلى القوات التركية والأردنية التي تتعامل بشكل وثيق مع المقاتلين المعارضين.
وأوضحوا أن من بين هذه المعلومات صورا من أقمار صناعية عسكرية وأجهزة مراقبة تكشف تفاصيل عن المواقع العسكرية السورية، يمكن أن يستخدمها المعارضون في استهداف وتعقب الأسلحة الكيميائية التابعة للنظام السوري. إلا أن "سي آي ايه" رفضت التعليق على الموضوع.
لكن الصحيفة نقلت عن بعض المشككين داخل الإدارة الأميركية قولهم إن ضغط أميركا أتى متأخراً لضمان التأثير الأميركي حول أي مستقبل لسوريا بعد الأسد. وأشاروا إلى أنه بالرغم من كل الجهود الجديدة فإن العديد من الشحنات دخلت سوريا لأن جمع المعلومات الاستخباراتية صعب وبعض الحكومات تتردد في التعاون، وثمة طرق عبر لبنان لتهريب الأسلحة.