فرانس برس : السوريون يستقبلون بقليل من الجدل مسلسل “عمر” الذي يجسد لأول مرة شخصيات الصحابة
أفادت وكالة “فرانس برس” بأن المسلسل السوري “عمر” الذي يتناول سيرة الخليفة عمر بن الخطاب، لم يثر في بلده سوريا ما أثاره من جدل أو استنكار لدى المشاهدين في الدول العربية حيث اشتعلت حروب الفتاوى، ومطالب إيقاف عرضه، واتهامه بالإساءة إلى شخصيات الصحابة.
وأستطلعت الوكالة أراء عدد من رجال الدين و الكتاب و الممثلين حول أول مسلسل يجسد شخصيات الصحابة من الناحية الفنية ،و فيما إذا كانوا قد تقبلوا مشاهدته.
وتم إنتاج المسلسل على الرغم من الفتاوي التي تحرم تجسيد الصحابة، لكنه يقع الآن تحت إشراف ورقابة لجنة من رجال الدين هي من حددت مواصفات الممثل الذي سيؤدي شخصية الخليفة عمر بن الخطاب.
وأشارت الوكالة إلى أنه على الرغم من أن السوريين في مجملهم لا يجدون الوقت لمتابعة مسلسل تلفزيوني، بحكم الأحداث الجارية في بلادهم، إلا أن الكثيرين ممن شاهدوا لم يستنكروا، ولم يجدوا من النافر تصوير شخصيات الصحابة.
فصرح المدون الإسلامي عمار سارية الرفاعي "لم أشاهد المسلسل، لكن لا أرى في تجسيد أدوار الصحابة بأسا".
وأضاف هذا المدون وهو نجل الشيخ سارية الرفاعي احد أكبر شيوخ دمشق "لا يوجد دليل شرعي على حرمة التجسيد، المسألة هي مجرد استهجان للفكرة لا أكثر".
وشرح الرفاعي "أي أن عقول بعض الملتزمين لم تستسغ أن ترى شخصية عمر يمثلها رجل من العامة".
ولدى سؤاله إن كان يستسيغ هو ذلك أجاب "لعلي لا أستسيغها"، واستدرك قائلا "لكن ذلك لا يبيح لي أن احرمها".
من جهة أخرى، قال الناقد والصحافي سعيد محمود "ربما يكون السبق الأهم الذي حققه مسلسل (عمر) هو قدرته، بدعم من المشايخ ورؤوس الأموال وأهم المحطات، على تقديم شخصيات إسلامية يجسدها ممثلون للمرة الأولى في تاريخ الدراما العربية، بعد الإنجاز التاريخي لفيلم (الرسالة) من إخراج مصطفى العقاد".
وأضاف محمود "تجاوز الأيقونة والأسطرة والهالة الدينية، وتقبلها جماهيريا انجاز يحسب للعمل".
وعلى مستوى المعالجة الفنية قال محمود "من الواضح أن الكاتب وليد سيف والمخرج حاتم علي قد بذلا جهدا مهولا لتقديم هذا العمل، لكنهما بقيا، إلى حد كبير، أسيري الأعمال الإسلامية السابقة إلى درجة التشابه في بعض المشاهد والحوارات".
وقال كاتب السيناريو هوزان عكو "يمكننا لأول مرة أن نقول إن ثمة عملا عربيا متكاملا؛ نص أكثر من رائع، وإخراج متقن، وإنتاج ضخم بالفعل وليس مجرد ادعاء، وقد يكون فاتحة جيدة لمعالجة المواضيع الممنوعة، رغم كم الرقابة الهائل".
ولدى استيضاح المقصود بالرقابة قال عكو "يعني كل كم المراجعين والمدققين والمصححين لا يعتبر رقابة؟ فضلا عن كم المتصيدين لأي عثرة، ما يجعل هناك رقابة ذاتية من أصحاب العمل".
وأضاف عكو "لكن هذا لا يمنع من القول إن العمل مميز جدا".
وردا على سؤال حول ما إن كان سيبنى على خطوة تجسيد الصحابة قال عكو "آمل أن يبنى عليه، فالأساس متين جدا، بما أن وليد سيف هو الذي فتح الباب، كما قدم حاتم علي صورة وإخراجا مميزا أيضا".
غير أن هذه الآراء قد لا يشاركها كل من شاهدوا حلقات المسلسل.
فقد قال الممثل نوار بلبل "لم أحب العمل، فهل يعقل أن يكون فيلم (الرسالة) الذي صور في السبعينيات أغنى منه؟".
وأضاف بلبل "برأيي أثبت التلفزيون أنه لا يستطيع حمل الشخصيات التاريخية في مسلسل يطول ويطول على مدار شهر رمضان".