مسير نهر الدلبة
أقامت الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق نشاطها الثاني عشر لهذا العام بتاريخ 7 / أيلول / 2012، وذلك في محافظة طروطوس بريف منطقة (دريكيش ) على نهر الدلبة
من منطقة سد نهر الدلبة وحتى مغارة بيت الوادي قي بلدة دوير رسلان وقد بلغ عدد المشتركين
35 متطوع طول خط السير 7.5كم.
أهداف النشاط: الاستكشاف والتوثيق
1 – أحياءً لروح الشهيد السوري عماد خضور علي أحد المشتركين في نشاطات الجمعية سابقاً
2 – التعرف على الطبيعة الخلابة لمنطقة وديان ريف منطقة دريكيش وإعادة استكشاف كهف بيت الوادي
3 – تشجيع الشباب والصبايا على فكرة السياحة الداخلية البيئية في بلدنا الغالي سوريا
التنفيذ:
تمكن المشاركين من القيام بنشاطهم المعتاد والذي بدأ بسهرة نار مميزة قرب سد نهر الدلبة وفي الصباح الباكر وبعد الاجتماع والتعرف على مخطط وبرنامج المسير مضى جميع المشاركين من نقطة السد بإتجاه الشرق عكس مجرى النهر في الوادي متجهين إلى مغارة بيت الوادي حيث سار الجميع في مجموعة واحدة وعلى نسق واحد في عمق الوادي وتحديداً في مجرى نهر الدلبة الذي كان جريانه ضعيفاً نسبياً كانت الطبيعة المحيطة بخط السير خضراء رائعة تكثر فيها أشجار البلوط والحور ومساحات واسعة من العشب وعلى طرفي الخط كانت الجروف الصخرية ذات الانحدار القاسي باتجاه الوادي ولكن بسبب تلوث المياه وكثرة النفايات الملقاة في قلب الوادي ومجرى النهر كان لها تأثير سلبي على جميع المشاركين حيث أن رائحة النهر ولونه القاتم أجبرتنا على الخروج منه في منتصف الخط وبدأنا نسلك الطريق الترابي المجاور للنهر هرباً من قذارته وقد لوحظ خلال سيرنا في النهر وجود مقاصف شعبية مبنية على مجرى النهر تلقي بكل نفاياتها فيه لا بل أن المجاري الصحية الخاصة بهذه المقاصف كانت مدارة على مياه النهر بالإضافة إلى أن نفايات وقمامة القرى المجاورة قد جعلت من النهر مكب قمامة ثابت وخصوصاً قرب الجسور التي تقطع النهر ولهذا السبب كان من الضروري الخروج من مجرى النهر لاجل سلامة المشاركين وبقينا نسير على الطريق الترابي حتى وصلنا إلى بلدة دوير رسلان ومن ثم توجهنا إلى مغارة بيت الوادي والتي لم نتمكن من الدخول لها بسبب وجود بوابة حديدية وضعت للمحافظة عليها والتي لايمكن فتحها إلا بموافقة من وزارة السياحة وعليه فقد تقرر إقامة
نشاط آخر خاص بالمغارة لأجل الدخول إليها.
أما عن هذه المغارة
فتقع هذه المغارة في منطقة دوير رسلان الجبلية , على بعد 15 كم شرقا , تستقر في واد سحيق مكسو
بالأشجار , على جدار جوف صخري تكون منذ ملايين السنين نتيجة مرور نهر جليدي ضخم في تلك المنطقة
لا تزال أثاره ماثلة للعيان تخبر كل من بنظر إليها عن قوة و جبروت الطبيعة التي استطاعت بالمياه و الجليد
أن تحفر هذا الوادي العظيم , تتميز بكثرة الصواعد و النوازل الطبيعية , و بطولها غير المحدود يتخللها ممران , مائي و صخري , و يخرج منها نبع بيت الوادي الشهير بمياهه المعدنية , و تشير الدلالات إلى أنها كانت مسكونة في العصر الكالكوليتي 5000 ق م , و العصر البرونزي الحديث 1550- 1200 ق م , تكثر فيها التجاويف الصخرية و الفراغات المجهولة , عثر فيها على بقايا عظام بشرية , و على لقى أثرية و قطع و نصلات صوانية , كما عثر فيها على 4500 قطعة فخارية في أماكن متعددة
يذكر بأن الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق تأسست رسمياً في 7 كانون الثاني من عام 2008، بترخيص رقم 133 صادر عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وقد تمت الموافقة أيضاً على أن تكون نشاطات الجمعية شاملة لكافة الأراضي السورية، ويتألف مجلس الجمعية من كل من الدكتور باسل حكيم كرئيس لمجلس الإدارة، نائب الرئيس المهندس رضوان نويلاتي، أمين سر الجمعية وقائد نشاطاتها خالد نويلاتي. كما أن الجمعية تقوم سنوياً بنشاطات متنوعة منها المسير والمبيت والمعسكر والجولات السياحية بمعدل نشاط كل شهر، , من أشهر مكتشفات الجمعية بعام 2009 مغارة سؤادا في محافظة السويداء والتي تعتبر من أكبر المغر الموجودة في سوريا بالإضافة إلى الكثير من المناطق التي تم تسليط الضوء عليها مثل محمية العنانيب في منطقة جوبة البرغال وتوثيقها للكثير من الحيوانات البرية النادرة مثل الخنزير البري والسلمندر الناري والكثير من النباتات والتي أشهرها شجرة الميس العجوز والتي يبلغ عمرها 1100 عام في محافظة إدلب منطقة أريحا تعتبر الجمعية اليوم هيمن أهم الجمعيات السورية المتخصصة في الطبيعة السورية وهي تمتلك كادر تنظيمي خبير متمرس ومتميز في أصراره على تحقيق أهداف الجمعية مها كانت المصاعب والظروف .