الرئيس الأسد: المسلحون لن ينتصروا بالنهاية والحسم سيحتاج بعض الوقت
قال الرئيس بشار الأسد إن المسلحين لن ينتصروا بالنهاية وإن كان الحسم سيحتاج بعض الوقت، فيما اشار إلى أن القطريين كانوا الأسرع بتغذية العنف في سوريا، و الأتراك خسروا كثيرا جدا بموقفهم من الأزمة السورية…
لافتا في الوقت نفسه إلى أن التغيير لا يمكن أن يتم من خلال تغييب رؤوس الأنظمة، والحوار مع المعارضة هو السبيل الوحيد لحل الأزمة.
وقال الرئيس الأسد في حديث مع مجلة (الأهرام العربي) نشرت مقتطفات منها على موقع المجلة على الانترنت اليوم الخميس إن "المسلحين لن ينتصروا في النهاية، والحسم طبعا سيحتاج بعض الوقت"، مشيرا إلى أن "المسلحين يمارسون الإرهاب ضد كل مكونات الدولة ولا شعبية لهم داخل المجتمع فقد أضروا بمصالح الناس واستهدفوا البنية التحتية التي تخدم الشعب السوري واستحلوا دماء السوريين".
وتشهد عدة مدن سورية منذ 18 شهرا احتجاجات مناهضة للحكومة, تطورات الى مواجهات بين الجيش ومعارضين مسلحين اسفرت عن سقوط الاف الضحايا من مدنيين وعسكريين, تحمل السلطات مسؤولية سقوط هؤلاء الى جماعات مسلحة مدعومة من الخارج.
وأضاف الرئيس الاسد أنه "يجب أن يُصحح مفهوما كبيرا اعتاد الناس على ترديده دون وعي وبالذات عن مثلث الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط، ذلك المثلث الذي يشمل مصر والسعودية وسوريا هو في الحقيقة ليس كذلك"، موضحا أن "المثلث الحقيقي للتوازن الإستراتيجي في إقليم الشرق الأوسط كان دائما وسيظل مصر وسوريا والعراق".
وعن الدور القطري في الأزمة في سوريا؛ قال الأسد إن " أمير قطر يأتي إلينا حاملا أفكارا ومقترحات يعرف أن خط سوريا العروبي القومي لا يساوم عليها أبدا"، مضيفا "اليوم هم يدورون بإمكاناتهم المالية في فلك هذا النفوذ الغربي ويمدون الإرهابيين بالسلاح والمال على رجاء تكرار النمط الليبي بدلا من أن يقدموا الدعم للاستقرار الإقليمي فهم يعرضون السلاح ويعملون على رعاية المسلحين وتدريبهم وتهريبهم لتقويض توجهات الدولة السورية والتأثير على قرارها وسيادتها على أراضيها".
واشار الرئيس الاسد الى أن "القطريين كانوا الأسرع في تغذية العنف بسوريا".
وتابع الأسد، "أما السعوديون فقد كانوا وراء العدوان في عام 1967 على مصر، وكانوا يباهون بأنهم قلموا أظافر عبد الناصر"، مشيرا إلى أنه "حتى قبل نشوب الأزمة في سوريا كانت علاقتهم بنا علاقة وساطة ما بين الغرب الذي لا يعجبه الخط المقاوم للصهيونية الذي تنتهجه سوريا وما بيننا".
وكانت عدة دول عربية دعت مؤخرا إلى ضرورة تسليح المعارضة السورية، وعلى رأسها قطر والسعودية، فيما اعتبرت الحكومة السورية أن دعوات تسليح المعارضة أمر "عدائي"، وحملت من يطلقها مسؤولية "سفك دماء السوريين".
وعن الدور التركي تجاه الأزمة السورية؛ قال الرئيس بشار الأسد إن" الأتراك خسروا كثيرا جدا بموقفهم الذي اتخذوه من الأزمة السورية، والحكومة التركية تدرك جيدا أين وضعت نفسها ومعها مصالح الشعب والأمن القومي في تركيا"، لافتا إلى أن "الأتراك لا يبالون بهذه المصالح بقدر ما تعنيهم طموحاتهم في ما يسمى مشروع العثمانية الجديدة، أي أن انحيازهم ليس عن حسابات تتعلق بمصالح تركيا وإنما بمصالح جماعة معينة".
وكان وزير الإعلام عمران الزعبي قال ، يوم الثلاثاء الماضي، إن رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان وحكومته يشكلان خطراً حقيقياً على الأمن الإقليمي والدولي وبالذات أمن أوروبا، بسبب استضافة الإرهابيين من كل الدول على الأراضي التركية.
واتهمت وزارة الخارجية والمغتربين مؤخرا في رسالتين متطابقتين وجهتهما إلى كل من رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، تركيا بدعم الإرهابيين، ودعت إلى التحقيق الفوري في قيام الحكومة التركية بشكل خاص باستقبال مئات الأطنان من الأسلحة القادمة من ليبيا وغيرها من تجار وسماسرة الإرهاب في دول أخرى وإيصالها إلى عناصر القاعدة والجهاديين المتواجدين في سورية.
وحول حل الأزمة السورية؛ أشار الأسد إلى أن "الحوار مع المعارضة هو السبيل الوحيد لحل الأزمة، وباب الحوار مفتوح وقدمنا مبادرات عديدة للعفو عن كل من يدع السلاح تشجيعا للحوار"، لافتا إلى أن "التغيير لا يمكن أن يتم من خلال تغييب رؤوس الأنظمة أو التدخل الأجنبي".