هدى صلاح: مكتفية بالدراما الخليجيَّة لأنني ابنة مجتمعها الملتزم
هدى صلاح شابة متعددة المواهب، إختارت التمثيل محطة جديدة في مسيرتها التي بدأتها بعد تخرجها من كلية الإعلام وإستهلتها بتقديم البرامج التلفزيونية.
منذ ظهورها الأول بدأت الأنظار تتجه إليها، وكممثلة بات نجمها يتصاعد في فضاء الدراما الخليجية حتى أصبحت واحدة من الوجوه المعروفة لدى الجمهور الخليجي والعربي، لما تتميز به من حضور محبَّب وأداء راقٍ في الأعمال الدرامية التي لعبت فيها أدواراً متنوعة.
خلال لقاء أجرته "إيلاف" معها بدبي، تحدثت الممثلة هدى صلاح عن البدايات والمحطات التالية في مسيرتها الفنية، كاشفة عن الكثير من شؤونها وشجونها، وجديدها في المجال الدرامي.
من تقديم البرامج الى الفن والتمثيل، ما هي الصعوبات التي واجهتك حين قررت الانتقال من مجال إلى آخر؟
في الحقيقة، لقد بدأت العمل في المجالين بشكل متوازٍ، ولأنني درست الإعلام فقد حظيت بفرصة العمل في المجالين معاً، ولهذا السبب لم تكن هناك أي صعوبة في الانتقال بينهما.
من خلال تجربتك في العديد من الأعمال، إلى أي حد يستنزف أداء الدور، من شخصية الفنان الإنسان ليقتنع به المشاهد؟
بالنسبة لي الخطوة الأكثر أهمية تكمن في دراسة الشخصية على الورق لفهم تحركاتها وأبعادها بشكل مفصل ودقيق، مما يسهل العمل عليها بشكل مريح. وحتى الآن، لم أقم بعد بأدوار مركبة جداً، جميع الشخصيات التي قدمتها موجودة في واقعنا وتتمثل في فتيات من جيلي، حتى أنه من الممكن أنني عشت بعض أحداثها فعلياً.
لكن دوري في الفيلم الإماراتي "حب ملكي" الذي أقوم ببطولته ترك أثراً كبيراً في نفسي، فالشخصية في هذا الفيلم تعاني من تشوه في الوجه، ما جعلني اشعر بما يعانيه كل من لديه تشوه في جسده. وخلال أدائي تلك الشخصية، تأثرت بالأحداث والمواقف التي مرت بها، من دخولها في غيبوبة وغيرها من المشاكل التي عانيت منها حتى نهاية الفيلم.
لو تحدثينا أكثر عن "حب ملكي"، إذ لم نشاهدك في أفلام أخرى، وبالتالي لمَ الإقلال في الأعمال السينمائية؟
هذا صحيح، "حب ملكي" الذي قمت ببطولته ويشاركني فيه مجموعة من الفنانين الاماراتيين، يعتبر تجربتي السينمائية الوحيدة حالياً. وهو الفيلم الإماراتي الطويل الوحيد الذي سيعرض للمرة الأولى في الدورة التاسعة لمهرجان دبي السينمائي الدولي في شهر ديسمبر المقبل، اضافة الى مشاركته في العديد من المهرجانات السينمائية العربية والدولية الأخرى.
ويتناول هذا الفيلم قضايا جريئة يعيشها مجتمع الامارات، ويعد التجربة الأولى لعمل سينمائي رومانسي تراجيدي مع لمسات كوميدية، وهو للكاتب والمخرج جمال سالم، بمشاركة حبيب غلوم، وعلاء شاكر، ومنصور الفيلي، وعبدالله زيد وعلي جمعة وخالد البناي.
هل يمكن أن تعطينا لمحة بسيطة عن دورك في الفيلم؟
لمحة بسيطة جداً لأني لا أريد أن أضيع مفاجأته. دوري فيه عبارة عن شخصية فتاة إماراتية تنتمي الى عائلة لها وضع خاص في الامارات بحكم عمل والدها، وتتعرض هذه الشخصية الى موقف يحتوي على هذه الجزئية الجريئة من القصة، والتي لا أستطيع الإفصاح عنها قبل عرض الفيلم.
تجربة فنية حافلة بالأعمال المتميزة: "جنون المال"، "أبلة نورة"، "وعاد الماضي"، "قلوب حائرة"، وآخرها "حبر العيون" المسلسل الذي لاقى متابعة وصدىً كبيرين خلال شهر رمضان هذا العام. إلى أي مدى يحملك هذا النجاح مسؤولية في إختيارك أعمالك المقبلة؟
نجاح "حبر العيون" هو نجاح الفريق ككل بغض النظر عن الشخصيات ولكني تفاجأت فعلاً بأنه حقق نجاحاً حتى على مستوى العالم العربي وليس الخليجي فقط، فعند زيارتي للأردن في رمضان تفاجأت بأن الناس هناك يتابعون العمل بشكل جيد، وأنا أعتبره محطة مهمة في مسيرتي، كوني عدت من خلاله بعد فترة غياب عن الشاشة، وعلى الرغم من أن حجم الدور لم يكن كبيراً بالنسبة للشخصيات الأخرى إلا أنني أعتبره خطوة مهمة في مشواري الفني.
ذكرت في لقاء سابق ان الفنانة حياة الفهد هي مثلك الأعلى، فهل قصدت ذلك في المجال الفني أم على الصعيد الشخصي، وما الذي يجذبك الى شخصيتها بشكل عام؟
حياة الفهد وبغض النظر عن أعمالي معها في مسلسلي "أبلة نورة" و"حبر العيون" هي شخصية فنية كبيرة في كل شيء، بأسلوب تعاملها مع الممثلين الجدد، وتواضعها الذي يؤثر بي جداً على الصعيدين العملي والشخصي، فضلاً عن أنها تحترم زملاءها والفريق التقني في مكان العمل، وهي تستمع وتأخذ رأي الجميع. كل هذا يجعل منها قدوة لجميع الفنانين وليس لي فقط. وعلى الرغم من كونها نجمة الخليج بلا منازع تبقى متواضعة مبتعدة عن الغرور الذي يعتبر مقبرة الفنان.
أين أنت من الدراما المصرية، وهل تفكرين الخوض فيها، أم أنك مكتفية بنجاحك في الدراما الخليجية؟
بحكم استقراري في الخليج وكوني عشت وتربيت هنا أشعر بأن هذا المجتمع أكثر قرباً مني، إضافة الى إتقاني لهجاته تماماً، وحبي للدراما الخليجية التي أثبتت حضورها عربياً. هذا مع العلم أنني مثلت في مسلسل باللهجة البدوية، ولدي الآن عمل مشترك عربي مصري سوري أردني عراقي، إلا أنني مرتاحة في عملي ومكتفية حالياً بالدراما الخليجية، وأعتبر نفسي في بداية مشواري. وأمل أن أثبت نفسي أكثر ولكن هذا لا يمنع أن أفكر بالموضوع إذا عرضت علي فرصة جيدة مستقبلاً.
قلت مرة إن الدراما الخليجية أزاحت عنك عبء التعري، فهل برأيك توجد دراما معينة تفرض التعري على الفنانات؟
حين ذكرت كلمة التعري لم أقصد المعنى الحرفي للكلمة، ما قصدته كان الاختلاف في العادات والتقاليد بين المجتمعات، وسأذكر لك بعض الامثلة مثلاً، في الدراما الأخرى قد ترتدي الفنانة فستان سهرة عادي جداً، ولكنه في الدراما الخليجية ليس مقبولاً، فهي بشكل عام ملتزمة أكثر من غيرها، وهذا يتماشى مع شخصيتي الواقعية، ولكن هذا لايعني ان الدراما الأخرى تتضمن مشاهد عري أو ما شابه، هي فقط مجموعة من الاختلافات في العادات والتقاليد، والدراما الخليجية تحترمها ولا تتجاوزها. سأعطيك مثلاً ثانياً، الأعراس في بعض الدول تكون مختلطة (رجال- نساء)، ولكنها في الخليج ليست كذلك، اذا هذه هي الفروقات التي اتحدث عنها، وليس القصد أبداً الإساءة إلى أي دراما أخرى.
الكثير من الفنانين سلكوا درب الإنتاج عبر تأسيس الشركات هل تفكرين بذلك؟
لا أزال في بداية مشواري والإنتاج يحتاج إلى مجهود كبير وتفرغ، خصوصًا مع وجود منافسة كبيرة في هذا المجال، وأنا أفضل حالياً التركيز في عملي كممثلة ومقدمة برامج، ولكن هذا لا يمنع من التفكير في الموضوع مستقبلاً.
ماذا لديك من جديد، تودين التحدث عنه في الختام؟
لدي مجموعة من الأعمال منها مسلسل "سالفة عمران"، وهو عمل إماراتي كوميدي فيه مجموعة كبيرة من الفنانين وسيعرض قريباً، وهناك عمل في الكويت، وأقوم حالياً بقراءة بعض النصوص. وأيضاً، مسلسل "توم الغرة" في الأردن مع نجوم الدراما الأردنية وهو للمخرج بسام المصري.
وفي هذا السياق، لا بد من القول إن الأزمة السورية كان لها اثر كبير على الدراما بشكل عام، ففي فترة تصويرنا مسلسل "توم الغرة"، اضطررنا إلى إيقاف العمل لمدة معينة، لأن بعض العاملين معنا اضطروا الى الذهاب الى سوريا، ولكنهم لم يستطيعوا الخروج منها بسبب الأحداث.