العلامة البوطي: بشائر النصر بدأت تظهر في بلادنا
أكد العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام أن الله سبحانه وتعالى وعد المؤمنين بالنصر على كل معتد وأن هذه البشائر بدأت تظهر في بلادنا
وستتعزز علائمها بشكل جلي في الأيام القادمة موجها التحية إلى الجيش العربي السوري الذي يذود بكل إيمان ومحبة عن الوطن والمواطن ضد مشاريع استهداف بلادنا دوليا وإقليميا وداخليا.
وقال البوطي خلال خطبة الجمعة.. "إن البيان الوارد من الله سبحانه وتعالى من خلال قرآنه القديم الجديد.. الجديد الذي لا تتقادم جدته والقديم الذي لا ينصف قدمه بيان يخاطب الله سبحانه عباده به في كل عصر وزمان ومكان لما يمر بهم من أحداث ويعالج ما قد يعانونه من مشكلات وهي ظاهرة من ظواهر إعجاز كتاب الله سبحانه وتعالى".
ولفت البوطي إلى أن البيان الإلهي الجديد القديم والمتجه إلى كل الناس يتضمن ثلاث حقائق وهي.. البشارة والشرط والتحذير موضحا أن البشارة تتجلى في قول الله سبحانه وتعالى "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون" والشرط ورد في قوله سبحانه "إن كنتم مؤمنين" وهو شرط تكرر مرتين أو أكثر في هذا البيان أما بالنسبة للتحذير فيتمثل في قوله سبحانه وتعالى "والله لا يحب الظالمين".
ودعا البوطي كل الناس إلى تدبر هذه النقاط الثلاث التي يتضمنها بيان الله المنزل فالبشارة حقيقة لا ريب فيها والأيام القادمات ستؤكد ما ينبغي أن نعلمه وألا نرتاب فيه منذ الآن منبها إلى أن الحقيقة التي لا ينبغي أن تغيب عن العقول هي أن البشارة منوطة بشرطها الذي لا بد منه حيث لا ينبغي أن تنسينا فرحة البشارة لهذا الشرط كما لا ينبغي أن ينسينا الشرط وصعوبته نعمة البشارة.
وحذر البوطي من أن الإيمان ليس كلمة تدور على اللسان فقط بحيث إذا نطق بها الإنسان بالقول آمنت بالله يكون قد أحرز الشرط في كيانه مؤكدا أن الإيمان أدق بل أصعب من ذلك فهو شجرة باسقة ضرب الله عز وجل المثل بها أما جذورها فمكانها القلب وهي متمثلة في ذل العبودية لله وصدق الرجاء والتضرع إليه سبحانه واليقين بأن لا نافع ولا ضار في الكون إلا الله سبحانه وتعالى.
وأشار البوطي إلى أن آفة الفتنة تفتح أبواب الفوضى في المجتمع الذي تتسرب إليه وإذا وجدت الفوضى فإن أصحاب الثأر يرون أن وقتهم حان ليشفوا غلهم فيما قد مضى مبينا أن الفاسقين الفجرة والطامعين بحقوق الآخرين يرون أن الفرصة تهيأت لهم في مثل هذه الظروف للانقضاض على حقوق الآخرين في حين يلتفت الرعناء وقت الفتن لينقضوا بغية تحقيق أحلامهم التي كانوا في ظمأ شديد إليها بعد أن وجدوا أن الرقباء لم يعودوا ينظرون إليهم.
ووجه البوطي التحية إلى الثلة التي عادت عودا حميدا إلى مواقعها في جيشنا العربي السوري العزيز سائلا الله عز وجل التوفيق للجيش وأن يعود إخوانهم جميعا إليه مضيفا.. "إن العود أحمد فحرام ثم حرام وحرام أن نخسر هذه القوى وأن يربحها العدو المشترك المتربص بديارنا وبحقوقنا" مؤكداً أن أهم المستويات التي يسري فيها الإصلاح في بلدنا هو الجيش الذي ينبغي أن نعتز به دائما.
وقال البوطي.. "إن الأيام القادمة سوف تشهد أن هذا الجيش قد ظهرت هويته الإيمانية بشكل أجرأ.. وهي الإيمان بالله والاصطلاح معه والانضباط بالجهاد الذي أمره به الله عز وجل ولسوف تتألق عما قريب أكثر مما هي ظاهرة اليوم كما أعلن قبل عام تقريبا السيد الرئيس بشار الأسد أن كل فرد في هذا الجيش ينبغي أن يؤدي واجباته تجاه الله سبحانه أيا كانت وما ينبغي أن يجد مقاومة في طريقه للقيام بهذا الواجب".
وأضاف البوطي.. "إن كنتم تسمعون بين الحين والآخر أو ترون في بعض المواقع ما يذكر بأخطاء حصلت فيما مضى في الجيش فاعلموا أن هذا إنما هو سعي للاصطياد في الماء العكر بل تعكير الماء الصافي للاصطياد فيه وسعي من أناس ينفخون في رماد الفتنة الطائفية أملا أن يعود نارا ملتهبة ولكن الرماد لن يعود إلى نار" مجددا التأكيد على أن الفتنة في بلادنا ليست نائمة بل ميتة ولعن ودمر الله من حاول إحياءها وليس إيقاظها.
وندد أئمة وخطباء المساجد في خطبهم بصلاة الجمعة بالتفجيرات الإرهابية التي استهدفت مبنى رئاسة الأركان العامة ومدارس أبناء الشهداء بدمشق التي ذهب ضحيتها عدد من المدنيين والعسكريين بين شهيد وجريح.
وأكد الخطباء أن ما تقوم به المجموعات الإرهابية المسلحة ينافي ما نص عليه القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وكل القيم والشرائع السماوية والقوانين الوضعية والأعراف الدولية والمبادئ الإنسانية مشيرين إلى أن التفجيرات الإرهابية التي تستهدف المنشآت العامة والخاصة ودور العبادة والبنى التحتية هدفها النيل من سورية وإجبارها على تغيير مواقفها الوطنية والقومية وتصديها لمؤامرات المستعمرين الجدد بزعامة الولايات المتحدة وخدمة لمخططات ومشاريع الصهيونية العالمية لإضعاف قوى المقاومة في المنطقة.
واعتبر أئمة وخطباء المساجد أن ما يقوم به التكفيريون والإرهابيون هو عدوان صارخ على الدين الحنيف وانتهاك لإنسانية الانسان وجريمة ضد البشرية جمعاء داعين الله "أن يرد سهام المؤامرة إلى نحور كل من تسول له نفسه انتهاك حرمة تراب سورية ويعيث فسادا في أمنها واستقرارها".
ورأى أئمة وخطباء المساجد أن "النصر قادم لا محالة بفضل وعي الشعب السوري بكل أطيافه وشرائحه ونتيجة تماسك نسيجه الاجتماعي وإدراكه لحقيقة المحاولات التخريبية الاثمة التي يقف وراءها من أراد السوء لسورية بجميع مكوناتها" لافتين إلى أن الشعب السوري أصبح مصمما أكثر من أي وقت مضى على النصر على مخططات الولايات المتحدة وحلفائها الرامية إلى النيل من الشعب السوري وكرامته وأمنه وصموده ودعمه للمقاومة.