رئاسة الوزراء التركية تقول إن “القوات التركية ردت مباشرة على هجوم اليوم وفقا لقواعد الاشتباك”
قالت رئاسة الوزراء التركية، يوم الأربعاء، إن القوات المسلحة التركية الموجودة على الحدود السورية قامت بالرد الفوري والمباشر على الهجوم الذي وقع اليوم جنوب شرق تركيا، وذلك “وفقا لقواعد الاشتباك”، مشيرة إلى أن “أجهزة الرادار التركية أظهرت الأهداف
التي أصابتها المدفعية التركية بالجانب السوري".
وذكرت وكالة الأنباء التركية (الأناضول) أن رئاسة الوزراء التركية قال إن "القوات المسلحة التركية الموجودة على الحدود السورية قامت بالرد الفوري والمباشر على الهجوم الغاشم الذي وقع اليوم جنوب شرق تركيا، وفقا لقواعد الاشتباك".
وأوضح البيان أن "أجهزة الرادار التركية أظهرت الأهداف التي أصابتها المدفعية التركية بالجانب السوري".
وتسبب سقوط قذيفة من الجانب السوري في وقت سابق من اليوم الأربعاء في منطقة آقجه قلعة جنوب شرق تركيا بوقوع 5 قتلى وإصابة آخرين بجروح، وذلك بعد سقوط قذيفة أولى قبل ذلك بأكثر من ساعة تسببت بأضرار مادية فقط.
في سياق متصل، أشارت الوكالة التركية إلى أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عقد اجتماع تقييم موسع تحت رئاسته، وذلك لمنافشة حادث سقوط قذيفة من الجانب السوري على الأراضي التركية مساء اليوم، وأسفرت عن مقتل 5 اشخاص وجرح 8 آخرين.
وشارك في الاجتماع كل من بشير أطالاي وبكر بوزداغ نائبا رئيس الحكومة التركية، ووزير الخارجية أحمد داوود أوغلو، ووزير العدل سعد الله أرغين، ورئيس هيئة الأركان الجنرال نجدت أوزال، ومساعده الفريق خلوصي آقار.
وجاء الاجتماع بعدما أجرى أردوغان عدة اتصال عقب وقوع الحادث المذكور مع عدد من المسؤولين والمستشارين الأتراك للوقوف على أبعاد الحادث الذي أودى بحياة 5 مواطنين أتراك.
وكان وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، أجرى في وقت سابق يوم الأربعاء، اتصالا هاتفيا بأمين عام حلف شمال الأطلسي "الناتو" أندرس فوغ راسموسن، أطلعه على الحادث، بعدما كان أجرى اتصالا هاتفيا بكل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والمبعوث الأممي والعربي الخاص إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي وتبادل معهما آخر تطورات الحادث.
ونقلت وكالة (الأناضول) التركية للأنباء عن محافظ منطقة شانلي أورفه هليل أوزكان قوله إن "القتلى الخمسة جراء سقوط القذيفة السورية هم أم وأبناؤها الأربعة من أبناء بلدة آقجه قلعة"، مشيرا إلى أن عدد الجرحى نتيجة الحادث بلغ 13 شخصا".
وأشار مسؤولون أتراك إلى أن القذيفتين قد أطلقتا من مناطق سكنية في تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة، والواقعة على الحدود التركية.
وتتصاعد الاشتباكات بين الجيش السوري ومسلحين معارضين في شمال محافظة الرقة، في حين تشير تقارير إعلامية إلى سيطرة "الجيش الحر" على معبر تل أبيض على الحدود التركية.
وسبق أن طال رصاص الاشتباكات بين الجيش السوري والمعارضين المسلّحين مدرسة في آقجه قلعة التركية، المحاذية لمعبر تل أبيض الحدودي، ما دفع البلدية إلى الطلب من السكان الأتراك المقيمين في مناطق قريبة من الحدود السورية، ترك أماكن إقامتهم والابتعاد عن المنطقة.
فيما دعا نائب رئيس الوزراء التركي، بولنت ارينتش، الحلف إلى التحرك للرد على هجوم تعرضت له تركيا أحد أعضاء "الناتو" بعد سقوط قذيفة من سوريا على أراضيها، أما نائب رئيس الوزراء التركي، بشير اتالاي فقال إن "اطلاق قذائف من سوريا وسقوطها في بلدة حدودية متسببة بمقتل خمسة مدنيين اتراك حادث بالغ الخطورة يتجاوز كل حدود".
وكانت تركيا دعت الناتو إلى الاجتماع عقب إسقاط الدفاعات الجوية السورية في 22 حزيران الماضي طائرة تركية، حيث قالت السلطات السورية إنها انتهكت السيادة السورية والرد السوري كان تصرفا دفاعيا سياديا, فيما قالت تركيا إن الطائرة اخترقت الأجواء السورية لفترة وجيزة وأسقطت بالأجواء الدولية ولم تكن مسلحة وستتخذ الإجراءات اللازمة للرد بعد استكمال التحقيقات وكشف ملابسات الحادث.
وتشهد العلاقات بين دمشق وأنقرة توتراً شديداً على خلفية الأحداث التي تشهدها سوريا حيث فرضت تركيا عقوبات على سوريا وردت سوريا بالمثل.
وقامت تركيا بقطع علاقاتها مع سوريا، مطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد، وذلك بسبب ما سمّته ممارسة السلطات السورية أعمال "القمع والعنف" بحق المدنيين في البلاد، في حين اتهمت سوريا تركيا بأنها ترعى مسلحين يهاجمون الأراضي السورية انطلاقاً من الحدود، الأمر الذي نفته تركيا.