البوطي: بلادنا تتعرض اليوم للغزو باسم الجهاد في سبيل الله
أكد العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام أن الإخلاص مبتغاه إرضاء الله سبحانه وتعالى وهو يسكن في صميم الفؤاد
ولكن من يتلطى خلف هذا المفهوم القدسي ليحقق نيات خبيثة وعصبيات مريضة وأهداف سياسية إنما هو معاد لأوامر الله سبحانه وتعالى الذي دعا إلى المحبة والتآخي واحترام إنسانية الإنسان.
وقال البوطي خلال خطبة الجمعة: "إن الإخلاص بكلمة موجزة يعني الصدق مع الله عز وجل.. وبعبارة أخرى فالإخلاص له سبحانه هو أن تبتغي في عملك غاية واحدة لا ثانية لها قط وهي بلوغ مرضاة الله دون أن تمتزج هذه الغاية بأي غاية تشركها معها "مبيناً أن أعمالنا كلها تتحول إلى أشكال لا مضمون فيها ورموز لا معنى لها إن غابت حقيقة الإخلاص في الأعمال التي نقوم بها.
وميز البوطي بين المظاهر الكثيرة التي يفترض أنها طاعات يتم التقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى وبين فقدانها الآن لمضمونها وكذلك بين الطاعات التي يفترض أن مضمونها هو التوجه لله عز وجل لاستنزال رضاه ورحمته وقبوله ولكن مضمونها بات الرغبة في تحقيق شهوة أو هوى من الأهواء أو التنفيس عن حقد وضغينة أو تغذية عصبية من العصبيات.
كما أوضح البوطي أن الطاعات التي شرعها الله عز وجل والأوامر التي خاطبنا بها نجد أن يد العبث تغير منها الآن ويتم تبديلها حسب السياسة المطلوبة والمصالح الآنية التي يحلم بها أصحابها.. مجدداً التأكيد على أن الإسلام في عصر السلف كان هو الحاكم على السياسة أما اليوم فقد غدت السياسة هي الحاكم على الإسلام الذي يتم توجيهه اليوم حسبما تقتضيه الرعونات السياسية وليس إخلاصاً لوجه الله سبحانه وتعالى.
وكشف البوطي أن غاية المؤتمرات والندوات التي حضر أكثرها كانت المظهر والشكل والتسابق إلى النتائج ولم تكن مسألة الإخلاص لله تعالى أحد عناوينها وهذه هي المصيبة الكبرى التي يعاني منها الناس اليوم مؤكداً أنه لو كان الإخلاص لوجه الله عز وجل حقيقة لما وجدنا أنفسنا وقد أولجنا إلى هذه المحنة التي تعاني منها بلادنا ولو تم الإخلاص في لقاءاتنا ومجتمعاتنا وعلاقاتنا مع الجوار لغابت هذه المصيبة عنا قط.
وأوضح البوطي أن بلادنا تتعرض للغزو اليوم باسم الجهاد في سبيل الله وأن هذه الكلمة تتكرر على أسماع الناس كثيراً وحصيلة هذا الجهاد كانت تحليل قتل المؤمنين بالله وعباده الآمنين الأبرياء معتبراً أن الله عز وجل أمرنا بإصلاح الفساد ولكن حصاد جهاد اليوم هو الدمار والافساد.
وتساءل البوطي: لماذا نرى مظهر التلاعب بالقيم الإسلامية ومبادئ الدين وأين الاسم من المسمى ولماذا الإخلاص غائب.. معللاً ذلك بأن التعامل بين الناس يكون مع العناوين من أجل أمور دنيوية وتغذية لأحقاد وعصبيات لتحقيق سياسات معينة.