مباراة تمثيلية خلال “ساعة ونص” لسينما واقعية مصرية
«ساعة ونص» هو اسم الفيلم الذى كتبه أحمد عبدالله، وأخرجه وائل إحسان، وأنتجه أحمد السبكى الذى يقدم التجربة الثالثة له من نوعية الأفلام ذات الوقت المحدد والمكان الثابت والبطولة الجماعية،
فبعد نجاحه فى «كباريه» ثم «الفرح» ها هو يقدم لنا «ساعة ونص» الذى تدور أحداثه داخل قطار ويحمل داخله نماذج مختلفة من البشر ما بين الجامعى الذى اضطرته ظروف البطالة للعمل بائع كتب رومانسية فى القطار «إياد نصار» والطبيبة الصعيدية التى تزوجت من صعيدى يقل عنها فى المستوى التعليمى والثقافى «يسرا اللوزى» والصول الذى يبحث لأخته العانس عن عريس أثناء تأدية خدمته «ماجد الكدوانى» والزوجة التى تخون زوجها بمبررات مقنعة «سمية الخشاب»
وبائع الشاى الذى يضحى بحياته من أجل إنقاذ الآخرين «أحمد السعدنى» والأم التى تعشق ابنها رغم ما تعانيه من جحوده عليها «كريمة مختار»
وغيرها الكثير من النماذج والشرائح الاجتماعية التى جمعها القطار فى رحلة لا تتجاوز الساعة والنصف، لكنها مليئة بالأحداث والقصص والحكايات الواقعية جداً التى تلخص ما يدور فى مصر الآن من صراعات طبقية وجهل ثقافى وعلمى واستغلال ظروف وجحود ونكران جميل،
ورغم ما بالفيلم من مأسوية فإنه يحمل أيضاً نماذج سوية جدا تعطى بارقة أمل، فالعلاقة الإنسانية الجميلة بين المسلم والمسيحى «محمد رمضان وكريم عبدالعزيز» ربما كانت من أكثر المشاهد أهمية، والكوميديا التى يصنعها ماجد الكدوانى بسذاجته فى حديثه مع أحمد الفيشاوى خففت من حدة المآسى بالفيلم، بالإضافة للمباراة فى التمثيل ما بين أحمد بدير وسمية الخشاب وإياد نصار وكريمة مختار وفتحى عبدالوهاب ويسرا اللوزى وسوسن بدر وآيتن عامر
وحتى الشخصيات خارج القطار كان لها قصص وحكايات مؤثرة، فعصابة سرقة قضبان السكك الحديدية التى يتزعمها العربجى «فلفل» والمطرب والملحن «محمد عبدالمنعم ومحمود البزاوى» وبنت سائق القطار «ناهد السباعى» جميعها تم توظيفها جيدا بما يخدم استكمال قصص أخرى داخل القطار، وبعيدا عن التمثيل سنجد عبقرية فى التصوير من سامح سليم الذى رسم كل مشهد كأنه لوحة فنية،
ولم يعب الفيلم سوى نقطتين، الأولى هى الجرافيك، فقد بدا كأنه كارتونى أكثر منه واقعى، والمأخذ الآخر هو إلحاح المؤلف أحمد عبدالله على فكرة التطهير فى الشخصيات التى ترتكب جرما ما فى الفيلم، فقد قدمها فى كباريه وفى الفرح، وها هو يعيد إنتاجها فى «ساعة ونص