مقالات وآراء

العم ابو سالم في قلب كل مواطن سوري بقلم الاعلامية لينا جنيدي

ابو سالم رجل لم تمنعه همته ولا بعض ملامح الشيب في رأسه او حتى بصمات هموم الحياة على وجهه
 من التوجه الى أقرب دائرة تجنيد ، وعندما قرأ الاعلان … قال لزوجته يا امرأة انا خارج وسأعود بعد قليل …. كذبة بسيطة ولكن هدفها نبيل وسامٍ ، ركب سيارة النقل العمومي و دفع آخر ما يملكه من النقود …. و في الطريق الى هناك كانت تتزاحم الشجاعة مع القوة مع التصميم على الظهور في عينيه… ،تخيل نفسه بالبدلة العسكرية المموهة و قد تزينت أهدابه بغبار الهواء…،فغمره شعور رائع فلا يطيق صبرا حتى يصل الى هناك ….،ثم تخيل أنه قد تسلم سلاحا و توجه الى أقرب حاجز عسكري يحيي فيه من عليه ويعلن انضمامه ثم زادته غمرة الشعور شعورا أروع …،أخيرا وصل أبو سالم ووقف على الدور في شعبة التجنيد … كان جميع من أمامه ووراءه في الصف من الشباب المتطوعين أو من انتهت خدمته و يريد تمديدها ،وصل الدور عنده وسأله الموظف المسؤول ماذا تريد يا عم …..فأجاب بثقة تامة … جئت اسجل اسمي للتطوع …. استغرب الموظف وسأله كم عمرك يا عم …. هنا تلكأ ابو سالم وقالها
اكتب خمس واربعون …. قال له الموظف أرني هويتك اجاب اضعتها منذ فترة ولكن ارجوك لا تضيع الوقت واكتب خمس واربعين … أخبر الموظف الضابط المسؤول ومدير الادارة واجتمع الجميع حول ابو سالم …..

لقد سبب بلبلة في المكان ولم يرض ان يغادر دون ان يسجلوا اسمه … حاول ان يقنعهم بأنه مستعد ان يعمل اي شيء لخدمة رفاق السلاح …اي شيء حتى لو طباخا" لهم…. طبعا" في النهاية لم يرض الضابط المسؤول فلا سنه ولا همته تساعده في ذلك ….

ابو سالم شخصية واقعية وحقيقية تعيش بيننا ….. يسكن في منزل متواضع وبالاجار وفي حارة شعبية لديه خمسة اولاد ثلاثة منهم متطوع في الجيش العربي السوري واثنان على مقاعد الدراسة ……
وكانت معلومات هويته الشخصية على النحو التالي :
الاسم : احمد ابو العلا
العمر : سبع وخمسين عاما
موظف في البلدية بشكل مؤقت لكنه خسر العمل مؤخرا"
يملك شهادة سوق لكنه لا يملك سيارة
لديه زوجة واولاد لكنه لا يملك سبل العيش الكريمة
مكان الولادة: في قلب كل مواطن سوري يعاني ضنك العيش لكن حسه الوطني وعشقه لتراب الوطن
أقوى من إحساسه بالحياة

المصدر
زهرة سوريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى