وزير التربية ل “الايسيسكو”: مناقشة موضوعات تخص سورية دون توافق مع المؤسسات المعنية عمل استفزازي
اعتبر الدكتور هزوان الوز وزير التربية رئيس اللجنة الوطنية السورية للتربية والعلوم والثقافة قيام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو” بتنظيم فعاليات
وأنشطة دون توافق مع المؤسسات السورية المعنية لمناقشة موضوعات وملفات تخص سورية ودعوة سوريين للمشاركة بشكل أحادي وغير رسمي عملاً استفزازياً وتدخلاً غير مرحب به في الشؤون الداخلية لسورية الدولة العضو المؤسس والداعم للمنظمة.
وأوضح الوزير الوز في رسالة وجهها أمس إلى الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة أن "هذا الإجراء يعتبر مخالفاً للميثاق التأسيسي للمنظمة ونظامها الأساسي وللقواعد الناظمة لعلاقات الدول مع المنظمة فضلاً عن أنه يلحق الضرر والأذى بتاريخ ونوعية العلاقة التي رعيناها معاً".
وأشار وزير التربية إلى أن المؤسسات التربوية والعلمية والثقافية في سورية ورغم الأزمة الحالية التي تعترض مسيرة الإصلاح والتنمية لا تزال تقوم بأدوارها الوطنية في بناء ونشر المنظومة الفكرية والمعرفية والأخلاقية اللازمة لأبناء سورية وبجهود مشتركة للدولة والشعب يجري فيها حفظ التراث الحضاري الإنساني السوري الكبير وتحصينه بعرق الشرفاء وسهرهم للحيلولة دون وقوعه بأيدي فئة مضللة عابثة ترتهن لمشروع خارجي كبير يستهدف البشر والحجر على أرض سورية.
وجاء في الرسالة: إننا ومن منطلق الثقة بنصر قريب والحرص على التزام المنظمة بميثاقها وسعيها لتحقيق أهدافها ونشر رسالتها ندعو الإيسيسكو إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية والانحياز لأطراف مرتبطة بمشروعات ومخططات ذات أبعاد عدوانية وتبني سياسات التحريض ومواقف الاستفزاز بما يعوق خطا المنظمة نحو نشر رسالتها وتطوير برامجها وخططها ويكرس الاختلاف ويضعف مبادرات المصالحة والحوار الوطني الذي دعت إليه الحكومة السورية منذ بدايات الأزمة.
كما طالبت الرسالة "الإيسيسكو" بتبني المعلومات والحقائق موثوقة المصدر والتي تقدمها السلطات السورية دائماً عبر رسائل رسمية ودورية إلى الجهات الدولية والمنظمات الإنسانية المعنية فضلاً عن عدم البناء على المعلومات والتقارير المفبركة والمضللة التي تسوقها بعض القنوات الإعلامية الشريكة في سفك الدم السوري داعية إياها إلى تأكيد مهنية المنظمة وعدم إقحامها في ملفات سياسية تشوه دورها وخصوصيتها وتسمح باستغلالها لأغراض وتجاذبات تحت عباءة التربية والعلوم والثقافة.
كما دعت الرسالة المنظمة إلى بذل الجهد المناسب والمتسق مع اهتماماتها لتعديل مواقف الدول الأعضاء التي تدعم المجموعات الإرهابية المسلحة وتشجع الإرهاب التكفيري والعنف ضد المواطنين وتحاول عسكرة الأزمة وإطالة أمدها وتؤثر سلباً في سلوك بعض أطياف المعارضة وضرورة التواصل والتنسيق مع اللجنة الوطنية السورية عند تخطيط وتنفيذ الأنشطة والفعاليات التي تخص سورية.
وأكد وزير التربية أن المنظمة واكبت ظروفاً وحالات مشابهة عانت فيها سورية الضغط والحصار الأمريكي والأوروبي نتيجة تمسكها المبدئي بالثوابت الوطنية والحقوق العادلة والمشروعة للشعب العربي وشهدت مراحل التخطي السوري المشرف لآثارها الاجتماعية والاقتصادية داعياً الكوادر الوطنية إلى مواصلة الدور القيمي في إطار الرسالة الإنسانية للحضارة السورية.
وعبر الوزير الوز في ختام رسالته عن أمله بامتلاك المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة اليوم القدرة على الانفتاح على قراءة المشهد السياسي كاملاً والثقة بقدرة سورية أرضاً وشعباً على معالجة أسباب محنتها الطارئة والخروج منها أقوى وأصلب إضافة إلى توجيه اهتماماتها القادمة نحو تعزيز العلاقة وتوسيع آفاقها مع مؤسسات رسمية سورية معنية تتطلع لتحقيق أفضل تعاون مع "الإيسيسكو" في مجالات وميادين الاختصاص المتنوعة.
وكانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو" عمدت بعد تعليق عضوية سورية في منظمة التعاون الإسلامي والمنظمات الفرعية التابعة لها إلى تنظيم فعاليات وأنشطة تصفها بالطارئة بالتنسيق مع بعض الدول العربية لمناقشة موضوعات وملفات تخص سورية وتدعو سوريين للمشاركة بشكل أحادي وغير رسمي ولا سيما اجتماع الخبراء الذي نظم مؤخراً في جامعة القاهرة حول سبل حماية التراث الحضاري في حلب ودون توافق مسبق مع اللجنة الوطنية السورية والمؤسسات الوطنية المعنية.