مقالات وآراء

قصتي في هذا الصباح … بقلم أحمد دهان

الألم والحزن يملأ قلبي ليس منذ هذا الصباح فحسب بل منذ أيام والبسمة بعيدة عن وجهي لا أعرف ما السبب ..
ربما بعدي عن منزلي ،أسرتي ، أصحابي ، أحبائي ، حاسبي الشخصي ، دفاتر الدراسة ، الجامع والمعبد الذي في نهاية حارتي ، أماكن نزهتي … لا أعرف ماذا يدفعني للتوتر فلعل مشاهد حرق الجامع الأموي الكبير بحلب قد أثرت بمشاعري أو ربما صوت أمي وهي تحدثني بنبحة صوتها المذبوح قد آلم مشاعري وربما خطف أحد أصدقائي واستشهاد الأخر قد أفجعني .. لا أدري أي ألم أو مصاب جلل قد جعلني لا أعرف النوم في هذا اليوم ولا أعرف أي شعور إنتابني هذا الصباح ولكن المهم بأن الألم وجروح كثيرة قد لحقت بي .. في زحمة المشاعر المؤلمة شعرت بجوع هائل وبعطش مؤلم جسدي مستلقي على الفراش وعيوني تحدق بالأشخاص الثلاثة الذين أجالسهم في الغرفة وهم يجهزون طعام الفطور .. وصرت أقول بنفسي “أعتقد بأنني حينما أتناول طعام الفطور سأرتاح قليلا وتهدأ أعصابي المتوترة من شددة القلق” .. وماهي إلا لحظات من التقلبات الذاتية النفسية حتى وصلتني رسالة على جوالي من صديق عزيز على قلبي ” ر.ط ” يجاورني بغربتي يدعوني فيها لإحتساء قهوة الظهيرة لديه .. ساقتني أحاسيسي لألملم جروحي وآلامي لأنهض فورا إلى غرفته وقلبي يسبقني والراحة تدب في نفسي وضاع مني شعور الجوع والعطش وحل مكانهما شعور الإطمانينة والهدوء والسكينة ، وحينها أتدركتوا بأنني بحاجة لخير جليس وبأن الولف والونس أهم عندي من الطعام والشراب ، فيمكنني بأي زمان ومكان أن أشرب الماء وأشبع ببعض من كسارات الخبز ، لكن لا يمكنني بأي زمان أو مكان أن ألتقي بعزيز يدخل البسمة لقلبي والراحة لنفسي ويضمن جراحي ويضع البلسم على آلامي ، ساعات مضت وياليتها لم تمضي ، ساعات ذهبت دون أن نتكلم لأن الروح كانت في حوار عنيف ، إنه “زمن الصمت” الذي تتحدث فيه المشاعر والأرواح بدل من الكلمات المتكسرة والمبعثرة بين هنا وهناك ، ولأجل أن تبقى المودة والمحبة عنوان صداقتنا فأنني كتبت خاطرة “الحب” إهداء لصديقي العزيز ” ر.ط ” الذي أنساني آلامي وهدأ من توتري وأدخل السكينة لقلبي في صباح هذا اليوم ،يوم من أيام “زمن الصمت” ..

بواسطة
أحمد دهان / رئيس التحرير
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى