تناقض شديد بالسياسة الأمريكية حول سورية قبيل عيد الأضحى يكشف سوء النوايا
لم يعد خفيا على أحد عمق التلاعب والمراوغة في السياسة الأمريكية الخارجية وبشكل خاص حول سورية وقد أصبح للعيان واضحا حقيقة النوايا التي تحاول إخفائها على العالم بين الحين والأخر ..
ففي الوقت الذي ترسل فيه الولايات المتحدة الأمريكية رسائل للخارج على أنها راعية وداعمة للسلام عبر قنواتها الدبلوماسية ، تمارس إدارتها ومؤسساتها دور الراعي والأب الحاضن للجماعات الإرهابية التكفيرية في حالة تستدعي منها تبرير لوجودها وتدخلها بشؤون الدول ، وما صدر اليوم من ييان للخارجية الأمريكية بدعوة الحكومة السورية والمجموعات المسلحة الإرهابية لوقف العنف خلال أيام عيد الأضحى المبارك ماهو إلا محاولة قذر للإلتفاف على الإنجازات النوعية للجيش العربي السوري والضغط على دمشق من أجل إيقاف نزيف المجموعات الإرهابية التي تلقت ضربات موجعة بعتادها وعدادها .. فعلى مايبدو بأن الإدارة الأمريكية و”إسرائيل” وشركائهم الغربيون والإقليميون والمحليون لديهم الرغبة بالحصول على فرصة جديدة لإعادة هيكلة عمل العصابات الإرهابية المسلحة في سورية ومدها بالسلاح الجديد وبالمقاتلين الجدد لشن حرب جديدة وبخطط جديدة على قوات النظام السوري فقد باءت محاولاتهم في حلب ودمشق مؤخرا بالفشل .. فأمريكيا و”إسرائيل” وشركائهم بسفك الدم السوري ، لم ولن يكونوا حريصنون على إيقاف أعمال العنف في سورية لأنهم حاولوا جاهدين عدة مرات الإلتفاف على مجلس الأمن الدولي للدخول عسكريا إلى سورية عبر قوات الناتو وقد فشلوا بتحقيق ذلك ، فما كان أمامه سواء خيار واحد هو تزويد المجموعات المسلحة بكل مايلزم بتمويل قطري سعودية لخوض هذه الحرب ، ففي الوقت الذي دعت الخارجية الأمريكية طرفي النزاع في سورية لوقف العنف خلال أيام العيد بدأت مؤسساتها العسكرية بترتيب صفقات مع السعودية وقطر لتزويد العصابات الإرهابية في سورية بمنظومات جديدة للدفاع الجوي يتم تحضيرها وإعدادها للعمل خلا فترة العيد وربما ستضم هذه المنظومات خبراء عسكريين لمتابعة العمل من قبل أمريكية و”إسرائيل” ، ليس محبة بالشعب السوري بل رغبة بتفكيكه وتمزيق قوة جيشه وفي ذات الوقت كانت التعليمات واضحة من قبل الإدارة الأمريكية للعصابات المسلحة خلال الأيام القليلة الماضية بإستهداف وضرب منظومات الدفاع الجوي في سورية باعتبار أن منظومات الدفاع الجوي التي تملكها الحكومة السورية من أسلحة وعتاد حربي وصواريخ مصنوعة محليا أو روسية أو إيرانية الصنع أثبتت فعاليتها وتفوقها على المقاتلات والأسلحة الأمريكية و”الإسرائيلية” الصنع خلال تجارب عديدة كان أخرها إسقاط الطائرة الحربية التركية ودخول طائرة استطلاعية بدون طيار يملكها حزب الله في سماء فلسطين المحتلة ووصولها إلى مفاعل ديموما النووي .. إذا حتى تكون الحقيقة واضحة للجميع فإن الولايات المتحدة الأمريكية دبلوماسيا تمارس الضغط على دمشق لإيقاف تقدم الجيش العربي السوري ، عسكريا تزويد المجموعات الإرهابية بمنظومات الدفاع الجوي وضرب الدفاعات الجوية السورية لتحقيق التفوق النوعي في آلة الحرب “الإسرائيلية” ، دوليا مواجهة الخطر الروسي الذي بات يهدد الهيمنة الأمريكية ، إقتصاديا إتمام أعمال صفقات توريد الأسلحة للإرهابيين بأموال عربي في محاولة لإنعاش الإقتصاد الأمريكي المنهار بإعتبار أن شركات تصنيع الأسلحة هي من تقود الإقتصاد الأمريكي ..