ملايين الاضاحي إلى أين ؟
منذ سنوات عندما كنت في الحج شاهدت ملايين الاضاحي التي تذبح خلال تلك الفترة …
ملايين الاضاحي تعني مئات ألوف الاطنان من اللحوم التي تفسد خلال وقت قصير في طقس مكة المكرمة الحار …
ما يستهلك منها من الحجاج و ما يتم تبريده لتقديمه لدول افريقية اسلامية يبقى محدودا لاستحالة توفير برادات لهذه الاطنان
علمت ان بلدية مكة المكرمة كانت تقوم بدفن العدد الأكبر من هذه الاضاحي في الرمال مستخدمة الجرافات منعا من ان
تشار الامراض نتيجة فساد اللحوم من الحر ….
عدت للمفهوم الديني الدارج حول الاضحية فكان الجواب المعروف هو اطعام الفقراء في العيد …
و لكن السنة النبوية الشريفة تشير الى جواز توزيع ثلي الأضحية على صاحبها و على الاقرباء و الثلث الباقي للفقراء ….
و في ظل ما شاهدته في مكة المكرمة من اتلاف للحوم عدت الى جذور هذه العبادة ….
فوجدت انها بدأت في المفاهيم الاسلامية عندما طلب الله من ابراهيم الخليل عليه السلام التضحية بابنه، و لما هم بذلك امتثالا لأمر ربه تم فداء ابنه بكبش عظيم …..
من وجهة نظري الأمر كان امتحانا إلهيا لقدرة الانسان على التضحية بأغلى ما لديه و هو أولاده فلذة كبده أولا ثم بماله ثانيا …
على اعتبار ان الانسان في تلك الفترة كانت تقاس ثروته بما يملك من المواشي من جمال و أغنام و غيرها ، و من قطعانه تأتي كامل معيشته ( لحومها و حليبها و صوفها و جلدها …الخ )…
و كانت مهور النساء تقدر مثلا بعدد معين من النوق و غيرها ..
من وجهة نظري الخاصة هدف الاضحية حاليا : اختبار قدرة الانسان على طاعة ربه بالتضحية بقسم من ماله …
و بالتالي لامانع من ان تكون التضحية في العيد بدلا من خروف مثلا ، توزيع مبلغ معين من المال …