جواري السلطان بقلم لينا جنيدي
السلطان يجلس في بهاء السلاطين ومن حوله الجواري تائهات ، جارية من هنا وهناك
واحدة تغسل القدمين واخرى تطعم السلطان وجارية تسبح لله ان يحميه واخرى تسقط عند قدميه
يلبس تاج الغرور ويلبسه نار الاشتياق ، عباءته من حرير وثوبه من رياء،حلته لا مرمر لازمرد لاياقوت ،وجلاده يجلد نفسه في الصباح والمساء يلبس قناعا" ويخلع قناع ومعها لبس قناع العاشقين ،سيفه من ورق وحصانه ليس اصيل ،معاركه كلها مع النساء وهمه ان يستحوذ على قلوب الضائعين ختم المليك بالكذب ممهور وبقلة الحيلة موشوم ، سلطان لا يملك عهود ومن رضا المليكة محروم عيناه تفضحاه ويسمي عشقه للاميرة خيال ، تحاول جواريه ان ترضيه وهو للاميرة لا محال يجلس على اريكة من عذاب الضمير ،وينام على فراش المستحيل ،
فراش يشهد ما جنت يداه من تحطيم لبراءة الجاريات ، يكتب القصائد المومسات ويلقي بها حقدا"دفين ، ينثر منها الاهانات وكانها حب خفي والاميرة لا تزال في برجها العالي تنام
ها قد ثار المليك وضرب بنعليه انوثة الجاريات فالاميرة في برجها العاجي لا تأبه بالقصائد المارقات ينظر اليها من بعيد ويداه لا تطال ، في قصرها الموصود تعيش ،والحب يعلنه في الظلام الشمس تأخذ من اصلها الاصيل والقمر يلبس من ثوبها صدق وعزة وضمير يقال انها بنت وزير من دمشق أم الحضارات ومنها مر اهله واهل الذمة والبطولات وزير لا يعرف الا الفرقان وبين الحق والباطل يمتهن التفريق لا يملك سوى ميزان ، في كفة يقررالاحكام وكفة اخرى يزين الناس بالاخلاق وها هي بنت الوزير رمت المفتاح في عمق بير قديم ، ان كنت اهلا لها فانزل البير العميق وان قررت ان تبقى المليك فرجائي ان تحفظ ما كان وتحترم روعة ما فيها من جمال صدق الشاعر حين قال ما كنت الحسناء ترفع سترها لوان بين هذي الجموع رجال.