التنافس يولد قوة للدولة والإرهاب يولد الضعف
الاستفادة من التنوع والاختلاف الديني والسياسي داخل أي مجتمع يعزز من قوة الدولة ..
يبدو أن الحاجة للتنوع والتعدد السياسي والاقتصادي والديني داخل كيان الدولة الحديثة يجعل منها مصدر لقوتها ..
حينما يتم استثمار التنوع والاختلاف في تحقيق التنافس نحو التقدم بدلا” من استغلال ذلك بأعمال العنف والإرهاب يوصل الدولة نحو التطور والإزدهار وتحقيق عامل مهم في بناء الدولة وهو الاستقرار والأمان ..
لقد أثبت مجريات التاريخ وبشكل خاص في القارة الأوربية خلال أحداث الثورة الصناعية فيها , بأن أهم أسباب نجاح الثورة الصناعية في أوربا وتطورها هو استثمارها لتنوع واختلاف الطاقات التي توجد على أراضيها ..
وبعد حرب الطوائف في فرنسا أدرك مفكروها وقادة الصراع فيها بأن تأجيج الاختلاف بين الأديان والطوائف سيفضي بتدمير دولتهم وإضعافها أمام أعدائها , فلجأوا إلى الابتعاد عن الاختلاف والوصول للتوافق على بناء دولة فرنسا الحديثة , فإنطلقوا من شعار وضعوه نهج لعملهم “الدين لله والوطن للجميع” ..
على هذا النهج تخلص الفرنسيون من عقلية التخلف التي دفعوا ثمنها آلاف الدماء نتيجة لاختلافات سياسية دينية وأدت لتدهور أوضاع البلاد , فضمنوا جراحهم وبدأوا ببناء دولتهم الحديثة على أساس احترام كل الأديان والطوائف وحريتها وعدم المساس بها , فامتلاكهم لإرادة التحول من حالة الضعف إلى حالة القوة واستثمارهم للتنوع البشري والديني دفعتهم ليكونوا نموذج لبناء الدولة الحديثة وفق تنوع سياسي واقتصادي ..
ويقول مفكرون ..
“قمة الغباء أن تصر على الخوض بتجربة قام بتجريبها غيرك دون أن تستفيد منه” فهل يمكن لأمة العرب أن تستفيد من تجارب الغير ?!!