البطريرك لحام يدعو السوريين إلى التضامن والمحبة
دعا البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية والإسكندرية والقدس للروم الملكيين الكاثوليك السوريين جميعا إلى التضامن والمحبة والعمل سويا لمواجهة الاستهداف الذي يتعرض له التاريخ والتراث السوري والنسيج الإسلامي المسيحي الواحد.
وقال البطريرك لحام في حديث للتلفزيون العربي السوري أمس: إننا كسوريين نعيش اليوم مخاضا ونتألم سويا تحت سقف واحد ويجب علينا عدم نسيان أن المسلمين والمسيحيين عاشوا تاريخيا مع بعضهم البعض في هذا البلد وأن هذه الآلام ستصبح مسيرة لقيامة سورية بتضامن أبنائها.
وأشار البطريرك لحام إلى أن الحرية الدينية التي تتمتع بها سورية والتي شهد عليها الكثيرون ممن زاروها وغادروها هي ما يجب نقله إلى الخارج وما يجب أن يتطلع إليه أبناوءنا في الداخل ليكونوا أمناء على تراثهم المشرف الذي نفخر به.
وأضاف البطريرك لحام: إن تراثنا هو ما عشناه ونحن نستطيع من خلال هذا التراث أن نتغلب على صعوبات اليوم وأنا قمت بزيارة برلين وباريس ولندن وروما والفاتيكان لأشرح لهم عن هذا التراث ولأوصل كلمة سورية إليهم واللوحة الجميلة لتاريخ وجغرافية هذا البلد الأكثر توازنا وتواصلا وتضامنا وعيشا مشتركا وما يكتنفه من نمو اقتصادي واجتماعي وتعليمي وصحي.
واعتبر البطريرك لحام أن اغتيال العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي يجب أن يعطينا قوة أكبر من أجل مواجهة هذا الشر الأكبر الذي يتربص بسورية والذي يدل على المستوى الأخلاقي لهؤلاء الإرهابيين.
وقال البطريرك لحام: إن مشاركة رؤساء الكنائس في سورية بالتعزية بشهيد الإيمان والوطن الشهيد البوطي تدل على أن موقف الطوائف المسيحية واحد ويساند المؤمنين السوريين من مسلمين ومسيحيين لافتا إلى أن اغتيال العلامة البوطي جسديا لا يعني قتل فكره وقيمه وتراثه وإسلامه وما خلفه لتلاميذه من إرث روحي.
وأضاف البطريرك لحام.. إننا نترحم في أيام الفصح على دماء كل شهدائنا الذين سقطوا في كل أنحاء سورية ونصلي لأجلهم جميعا ولكل من يتألم من أهالي الشهداء وهذه الآلام يجب أن تكون قوة روحية لنا فالتراث الروحي الإيماني هو الذي يمثل قوتنا اليوم كسوريين.
وقال البطريرك لحام: إن على جميع السوريين وخاصة المعارضة إنزال الأقنعة وإثبات انهم سوريون مستعدون للحوار ونحن مستعدون لأن ندعم هذه التوجهات وان نستعمل كل قوانا الروحية والإيمانية كي ننتصر بالمحبة والتواصل والحوار والمصالحة والتلاقي والرؤية المشتركة.
وأضاف البطريرك لحام: إنني وكما أشجع المسيحيين على البقاء في سورية أشجع المسلمين أكثر على ذلك لأن وجودي كمسيحي دون المسلم في هذا البلد لا معنى له.
واعتبر البطريرك لحام أن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين هو سبب أزمات العالم العربي خلال العقود الماضية معربا عن أسفه لان العرب نسوا هذه القضية في الفترة الأخيرة وكأنها لم تكن.
وأكد البطريرك لحام أن ما جرى في قمة الدوحة يدل على الضعف الكبير الذي وصل إليه العرب في الإجماع والفكر والروءية مشيرا إلى أن الاعتداء على دور سورية في الجامعة هو إلغاء كل معنى للدول العربية مجتمعة.
وقال البطريرك لحام: إنني أوجه تحية روحية إيمانية لعناصر الجيش العربي السوري الذين يقفون على الطرقات في الحر والبرد ليحموا الجميع وأصلي لهم داعيا إلى الله أن ينهي هذه الأزمة وان يعود هذا البلد رمزا للأمن والأمان والاستقرار والمحبة والتضامن.