مهزلة بامتياز!! بقلم الاعلامي فريد ميليش
مرة تلو أخرى تضيف الجامعة العربية دلائل جديدة على عدم جديتها في معالجة الأزمة السورية بل على العكس العمل على تصعيدها والنفخ تحت رمادها لتستعر أكثر كلما انطفأت.
فإحلال الجامعة العربية لكيان مسخ فاقد لإمكانية الحياة والاستمرارية محل دولة شرعية كاملة السيادة يشكل سابقة غير قانونية وغير شرعية تغلق الباب أمام أي تسويات سياسية وتعقد الأمور في المستقبل.
إن هذه الخطوة تعد مهزلة ومدعاة للسخرية وكل الهدف منها هو إبعاد سورية عن اجتماعاتهم حتى يسهل عليهم تنفيذ المخطط المطلوب منهم فالجامعة جعلت من نفسها طرفاً بالأزمة في سورية وليست طرفاً في الحل وسورية غير معنية بأي قرار يصدر عنها بمستوياتها المختلفة طالما أنها لا تحضر مناقشته وصدوره وبالتالي فهو قرار لاغ وباطل وغير ذي أثر قانوني.
ممارسات الجامعة العربية تجاه الأزمة في سورية منذ بدايتها لم تكن لها علاقة بميثاقها ونظامها الداخلي أو بمبادئ العمل العربي المشترك ومصلحة الأمن القومي وكانت الجامعة ومازالت مستباحة من دول الخليج بزعامة قطرية سعودية بهدف فرض أجندة سياسية مرتبطة بمصلحة أمريكا والغرب فضلاً عن التواطؤ الكامل والتبعية المطلقة من الأمانة العامة للجامعة ممثلة بأمينها العام ومساعديه من خلال إدارة الجامعة واجتماعاتها بالطريقة التي يمليها مجلس التعاون الخليجي.
كان من الأجدى لجامعة الدول العربية لو أنها كانت كما تقول مساعدة سورية، أن تتحمل مسؤولياتها في وقف تمويل وتسليح المجموعات الإرهابية المسلحة التي تعيث في الأرض قتلاً وفساداً وتخريباً، وأن تمارس دوراً حقيقياً لوقف ما تمارسه المحطات الفضائية من تحريض وتزييف إعلامي ممنهج مسؤول هو الآخر عن سفك الدم السوري الطاهر.
إن مثل هذه القرارات وما سبقها وما سيليها حتى، لا تعنينا كشعب سوري لأن ما يجمعنا من وحدة وطنية وإرادة صلبة ومتينة أقوى من تنطلي علينا مثل هذه القرارات التي لا هم لأصحابها سوى إغراق سورية بالفوضى وجعلها مرتعاً للإرهاب.
