كاظم فاضل كتب لزهرة سورية : شفط نفخ تقشير
الله و حده يعلم كيف كانت ستغدو حياة نانسي عجرم و أليسا و هيفاء وهبة .. إضافة للعشرات من حسناوات الشاشات و المجلات العربية والأجنبية لولا هذه الطفرة الهائلة في عالم التجميل والتي وصلت لدرجات تجعل المتابع لا يصدق الفارق عند مقارنته بين الصور القديمة و الحد
طبعاً الهدف من وراء مثل هذا النوع من العمليات الجراحية الدقيقة و المكلفة جداً
/ شفط , نفخ , تقشير و خلافه / هو الخروج بأبهى طلّةٍ و أجمل حضور .. تجعل القلوب تفتح أبوابها ودون أي تردد للزائر القديم الجديد .. فيحقق بالتالي الشعبية و الانتشار العابر للقارات وربما الكواكب! إضافة للمكاسب والامتيازات الأخرى.
أوروبا و أميركا صدرت هذه الفتوحات و الإبداعات من غير أن تتمكن حتى الآن على الأقل من الوصول إلى ما يتعدى الشكل الخارجي!؟
لكن المارد الأميركي " القابض على أنفاس الكون "!؟ و كعادته لم يترك هذه الفرصة الذهبية تذهب أدراج الريح .. أو تبقى عند حدودها الكلاسيكية التي رسمتها أنامل ذهبية لمجموعة من الاختصاصيين المهرة في غرب الأرض و مشارقها للقضاء على القبح؟
فما كان من هذا المارد " المجوقل " إلا و أدخل هذه الابتكارات المذهلة إلى عالم السياسة ضمن لعبة تشكيل المشاهد و توزيع الأدوار وبما ينسجم مع الهدف المراد الوصول إليه بأقصر الطرق و أسرعها!
هنا لا بد من الاعتراف بذكاء و حنكة و دهاء أحفاد جورج واشنطن .. فهم و قبل الانقضاض على " الفريسة " يعرفون عن كثب أدق تفاصيل واقعها و محيطها و حياتها و بالشكل الذي يمكّنهم من الإطباق عليها من كل اتجاه و دون أية مفاجآت تذكر تضعهم في مواقف لا يسعون إليها!؟
وهذا تماماً ما حصل في العراق و ليبيا و أفغانستان .. حيث عملوا على انتزاع كل مفاتيح القوة عن طريق المكر و الخديعة مع قليل من الغدر .. و قضمة قضمة .. أو شيئاً فشيئاً .. تمكنوا من تقييد و تثبيت أصحاب القرار في هذه البلاد و بالشكل الذي منعهم من القيام بأي فعل يذكر و كأن شللاً ما ضرب كل مواقع القوة رغم وجودها بين أيديهم في لحظات المواجهة و الحسم!؟
فأمريكا و كما يعرف الجميع لا تترك أي شيء للصدفة ورفيقاتها .. ولا تبيع الوقت من غير جدوى .. و الإنسان ليس على سلم أولوياتها بالمطلق.
" العيادات " الأميركية تضج بالعرب الراغبين بإجراء تعديلات و تبديلات و تغييرات .. من نفخ هنا و تقشير هناك .. تتناسب مع الدور أو المهمة التي يريدها لهم ذاك المارد الذي غدا أكبر من أي قمقم في العالم حتى لو كان بحجم الكرة الأرضية!؟
ويتواجد في هذه العيادات فنانون و مثقفون و سياسيون و إعلاميون و مفكرون .. ليبراليون و ريديكاليون .. يمينيون و يساريون .. متعلمون و جاهلون .. معتدلون و متشددون .. صقور و حمائم .. أثرياء و فقراء .. فالجميع يعرض خدماته و يريد أن يشارك بفعالية و حماس في " المسرحية " المتجددة الفصول بشكل دائم و التي يكون المتغير الوحيد فيها .. هو الضحية أو المجني عليه!؟
وهو ما يبين أسباب نجاح أميركا في ذبح الفلسطينيين و العراقيين و الليبيين و اليمنيين … دون عناء يذكر!؟ فالطعن في الظهر لا يمكن أن يكون أبداً بيد غريبة عن البيت!؟
هناك من يعتقد و يسوّق إلى أنه و بفضل عمليات التجميل و أطنان المساحيق
" الباهرة " فسيغدو بإمكان كل ثلاث أشخاص تشكيل حزب وجيش خاص بهم إضافة لعلم و نشيد وطني و محطة تلفزيونية توصل صوتهم إلى أبعد مدى!؟ مع أن كل أوروبا و أميركا اكتفت بحزبين أو ثلاثة على أبعد تقدير للتعبير عن الحياة السياسية فيها!؟
أميركا تعرف بالضبط ما تريد .. وتعلم جيداً ما تحتاجه من أشكال و أدوار و أقنعة .. وبفضل عمليات النفخ و التقشير و التلميع المتلاحقة .. لن يكون سهلاً أبداً حتى على أبرع المختصين معرفة الوجوه الحقيقية لهؤلاء " السادة "! خاصة عندما
" تُشفط " الذاكرة بعد كل خطوة أو خطاب!
الغريب أن كل الإمبراطوريات التي حكمت و تحكمت بالأرض و ما عليها دفعها جبروتها و ثراءها الفاحش للاعتقاد أنه من المحال أن تعرف شمسها الموت أو الأفول!؟ وتحت أي ظرف من الظروف!؟
و بقية الحكاية يعرفها الصغير قبل الكبير.