الرئيس الأسد في حديثه للإعلام الأرجنتيني
الرئيس الأسد : حل الأزمة السورية يكون عبر الشعب السوري وماتقرره صناديق الاقتراع ..
أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن الأساس في أي حل سياسي للأزمة في سورية هو ما يريده الشعب السوري الذي يقرر عبر صناديق الاقتراع مبديا ترحيب سورية بالتقارب الروسي الأميركي ودعمها لأي مقترح يوقف العنف ويؤدي إلى حل سياسي واستعدادها للحوار مع أي طرف سوري لم يتعامل مع إسرائيل سرا ولا علنا ويرفض الإرهاب.
وأوضح الرئيس الأسد في لقاء مع صحيفة كلارين ووكالة الأنباء تيلام الأرجنتينيتين أن إسرائيل تدعم الإرهابيين وتوجههم وتعطيهم المخطط العام لتحركاتهم وفق مصالحها وهي تتقاطع في ذلك مع عدة أطراف خارجية.. بينها قطر وتركيا.. لا تريد الحل السياسي في سورية وتدعم الإرهاب.
وفيما يلي النص الكامل للقاء:
السؤال الأول..
ما الذي جعل الأزمة الراهنة في سورية تستمر لفترة طويلة وتتعمق بشكل كبير..
الجواب..
أولاً.. إن هناك عناصر متعددة ساهمت في الأزمة داخلية وخارجية.. أهمها التدخل الخارجي.. ثانياً.. لأن حسابات الدول التي أرادت أن تتدخل في سورية كانت حسابات خاطئة.. تلك الدول كانت تعتقد أن المخطط يمكن أن ينتهي خلال أسابيع وأشهر ولكن هذا الشيء لم يحصل.. ما حصل أن الشعب السوري قاوم ورفض كل أشكال التدخل الخارجي وما زلنا نقاوم حتى الآن.. بالنسبة لنا هي عملية دفاع عن الوطن.
السؤال الثاني..
ما عدد الشهداء والقتلى الذين سقطوا في هذه الأزمة.. هناك مصادر تقول إنهم يتجاوزون الـ 70 ألفاً..
الجواب الثاني..
عليك أن تسأل أولاً الذين يطرحون هذه الأعداد عن مصادرهم… عليك أن تسألهم عن مدى مصداقية تلك المصادر… قبل كل شيء أقول لك إن القتل شيء بشع.. سواء كان العدد شخصاً واحداً أو مئات الأشخاص.. فهو إنسان سوري… لكن هل نستطيع أن نغفل أن الكثير من القتلى الذين يتحدثون عنهم هم أجانب جاؤوا ليقتلوا الشعب السوري.. هم ليسوا سوريين… بالنسبة لنا كل قتيل سوري خسارة… لا نستطيع أن نغفل أيضاً أن هناك كثيراً من السوريين في عداد المفقودين… وعليه فإن دقة الأرقام تعتمد على كل النقاط السابقة.. ما عدد السوريين القتلى.. وما عدد الأجانب.. وما عدد المفقودين..حالياً لا نستطيع إعطاء رقم دقيق.. لكننا نعرف أن آلاف السوريين قتلوا.. طبعاً هذا الرقم يتغير دائماً.. لأن الإرهابيين يقتلون الناس وأحياناً يدفنون في مقابر جماعية لا نكتشفها إلا عندما يدخل الجيش العربي السوري إلى تلك المناطق.
السؤال الثالث..
أود أن أسألك حول ذلك.. هل كان هناك استخدام لقوة زائدة من قبل القوات الحكومية في المواجهة..
الجواب..
ما تعريف القوة الزائدة.. كيف لك أن تحدد إن كان هناك استخدام لقوة زائدة أم ناقصة.. ما هو المعيار… إذاً من غير الموضوعي الحديث بهذا الأمر من هذه الزاوية.. أنت تقوم بالرد بحسب نوع الإرهاب الذي تتعرض له.. وكلما تطور شكل الإرهاب الذي تواجهه يجب أن تتطور أساليبك بالرد عليه.. في البداية كان إرهاباً محلياً.. ثم إرهاباً من الخارج.. ما أدى إلى تطوير نوعية الأسلحة التي تأتي لهؤلاء الإرهابيين وأصبحوا يقومون بأعمال إرهابية واسعة وبالتالي فإن من واجب الجيش والقوى الأمنية الرد على هؤلاء.. كل حالة حسب نوع وشكل الإرهاب الذي تواجه به.. بالشكل الذي يضمن تنظيف المنطقة من الإرهابيين وبنفس الوقت وبنفس الدرجة حماية المدنيين والحفاظ على حياتهم.. إذاً النقاش هنا ليس ما حجم القوة المستخدمة أو نوعية السلاح.. المعيار هو أولا.. شكل وحجم الإرهاب الذي نتعرض له وواجبنا الرد عليه… وثانيا.. النتيجة التي يجب أن تصل إليها من أجل حماية مواطنينا وبلدنا.
ما علاقة إرهابي من الشيشان بالإصلاح في سورية.. لا أحد يحاور إرهابياً
السؤال الرابع..
في بداية الأزمة السورية كان هناك بعض الأشخاص الأجانب.. الآن وبعد سنتين من الصراع هل كان من الممكن أن نصل إلى حوار لمنع أن يحدث هذا التدخل الأجنبي وأن تستمر الأزمة بهذا الشكل..
الجواب..
في البداية كانت المطالب إصلاحية.. ولو أن هذا الطرح كان بالمظهر.. كان غطاء أو قناعا لكي يتم إظهار الموضوع بأنه موضوع إصلاح.. قمنا بالإصلاحات.. غيرنا الدستور.. غيرنا القوانين.. ألغينا حالة الطوارئ.. وأعلنا عن حوار مع القوى السياسية المعارضة.. ولكن مع كل خطوة كنا نقوم بها كان الإرهاب يزداد.. السؤال المنطقي هنا ما هي العلاقة بين الإرهاب والإصلاح.. لا يمكن أن يكون الإرهاب هو الطريق للإصلاح.. ما علاقة إرهابي من الشيشان بالإصلاح في سورية.. ما علاقة إرهابي يأتي من العراق أو من لبنان أو من أفغانستان بالإصلاح في سورية.. تم مؤخراً إحصاء نحو 29 جنسية تقاتل في سورية.. ما هي العلاقة بين كل هؤلاء والإصلاح الداخلي.. هذا الكلام غير منطقي.. بالنسبة لنا نحن قمنا بالإصلاح والآن لدينا أيضاً مبادرة سياسية تتضمن حواراً.. الأساس في أي حل سياسي هو ما يريده الشعب السوري.. وهو ما تحكمه صناديق الاقتراع.. لا توجد طريقة أخرى.. أما الإرهابي فلا أحد يحاور إرهابياً.. الإرهاب ضرب من أميركا إلى أوروبا.. هل قامت أي حكومة من الحكومات بمحاورة الإرهابيين.. أنت تحاور قوى سياسية.. لكن لا تحاور إرهابياً يقوم بالذبح والقتل ويضرب بالغازات السامة وهي أسلحة كيماوية.
السؤال الخامس..
هذه الإصلاحات التي تكلمت عنها سيدي الرئيس.. هل ستضمن أن يكون هناك تمثيل ديمقراطي فعلي وأن يكون هناك حرية للصحافة..
الجواب..
ربما تعلم أو لا تعلم أن هناك قانوناً جديداً للصحافة صدر مع حزمة القوانين مؤخراً.. لكن نحن انطلقنا من عنوان أكبر.. الحوار هو حوار القوى السياسية… هذا الحوار سيؤدي إلى مبادئ عامة ولدستور.. الدستور بالطبع بحاجة لتصويت الشعب… وهذا الدستور سينص على حريات أكبر ربما.. طبعاً هذا شيء موجود في الدستور الحالي لكن القوانين التي ستصدر لاحقاً ستبنى على الدستور الجديد.. ومن البديهي أن تكون فيها حريات سياسية وحريات إعلامية وحريات بالمعنى العام.. لا تستطيع أن تتحدث عن حرية الصحفي دون أن تكون هناك حرية سياسية بشكل عام.. فهذا شيء بديهي.
هناك قوى لا تريد حلاً سياسيا وتضغط باتجاه إفشال أي حوار أو حل سياسي
السؤال السادس..
حضرتكم تؤكدون دائماً أن الأساس لحل الأزمة هو الحوار ونتطابق معكم.. كيف تقيمون مؤتمر الحوار نهاية هذا الشهر في ضوء الاتفاق الذي تم بين الولايات المتحدة وروسيا.. كيف تقيمون هذا العمل وخصوصاً أنه كانت هناك تدخلات لبريطانيا وفرنسا في هذا الموضوع..
الجواب..
نحن مع أي عمل لوقف العنف في سورية.. نحن مع أي عمل يؤدي إلى حل سياسي.. ولكن الحل السياسي لا يمكن أن يتم مع استمرار العنف.. نحن رحبنا بالتقارب الروسي الأميركي ونأمل أن يكون هناك لقاء دولي لمساعدة السوريين على تجاوز هذه الأزمة.. ولكن لا نعتقد أن كثيراً من الدول الغربية تريد فعلاً حلاً في سورية.. ولا نعتقد أن الكثير من القوى التي تدعم الإرهابيين يريدون حلا للأزمة.. لذلك هم ردوا مباشرة على الاجتماع الروسي الأميركي برفضهم لأي حوار مع الدولة في سورية.. نحن ندعم هذا المسعى ونرحب به ولكن علينا أن نكون واقعيين لأن هناك قوى لا تريد حلاً سياسيا وتضغط باتجاه إفشال أي حوار أو حل سياسي.. وبالتالي لا يمكن أن يكون هناك حل من طرف واحد في سورية.. أنت بحاجة إلى طرفين على الأقل.
السؤال السابع..
هل الشكوك تأتي من طرف القوى المعارضة أو من قبل بعض الدول أو القوى العظمى التي لا تريد أن يكون هناك حل في سورية..
الجواب..
عملياً.. هذه القوى المعارضة التي تتحدث عنها والتي تعيش خارج سورية هي قوى مرتبطة بدول خارجية.. وبالتالي ليست قوى مستقلة القرار.. هذه القوى تعتاش من الخارج.. تأخذ أموالاً من الدول الخارجية.. تعيش في ظل مخابرات تلك الدول وتقول ما تقرره لها هذه الدول.. إذاً هي ليست مستقلة والأهم أنه ليست لديها قاعدة شعبية فعلية في سورية والدليل أنه لو كانت لها تلك القاعدة لكانت أتت إلى البلاد.. نحن في سورية لدينا معارضة سياسية موجودة في الداخل ولديها قاعدة شعبية بنسب مختلفة.. لم تقم الدولة بالضغط أو بالتعدي على هذه المعارضة وبالتالي ما هو المبرر لبقية المعارضات أن تكون خارج سورية سوى أنها تابعة لتلك الدول.. إذا ورداً على سؤالك هل تشك بالدول أم بالمعارضة فكلاهما واحد… والأهم أنها ليست شكوكاً… بل هي حقائق لأنهم هم من أعلنوا أنهم لا يريدون حواراً.. نحن لم نشك ولم نستنتج بناء على شكوك.. هم الذين أعلنوا رسمياً وفي أكثر من مكان ومناسبة آخرها كان الأسبوع الماضي أنهم لا يريدون حواراً مع الدولة السورية.
نحن منفتحون على الجميع… لكن هذا لا يشمل الإرهابيين
السؤال الثامن..
لا أستطيع أن أفهم كيف يمكن أن ينجز هذا الحوار عندما تكون قوى المعارضة مضطربة.. وعندما تتكلمون عن حوار من هو الطرف الآخر الذي تقصدونه بهذا الحوار..
الجواب..
نحن كنا وما زلنا نحاور أي طرف يريد الحوار دون استثناء.. طالما أنه يريد لسورية أن تكون أفضل في ظل سيادة قرارها وحريته.. طالما أنه لم يتعامل مع إسرائيل سراً ولا علناً.. وبالتالي نحن منفتحون على الجميع… لكن هذا لا يشمل الإرهابيين.. لا توجد دولة تحاور الإرهابيين.. إنما عندما يلقي المسلح سلاحه ويأتي للحوار السياسي فلا توجد لدينا مشكلة وهذا حصل.. فهناك عديد من الأشخاص حملوا السلاح واكتشفوا بعدها أن ما يجري في سورية ذهب في مناحٍ أخرى.. فألقوا السلاح وانتقلوا للعمل السياسي وها هم الآن يتعاملون مع الدولة بالحوار.. لديهم مطالب.. لديهم أفكار والدولة تتعامل معهم.. لكن كي نفهم الحل علينا أن نكون واضحين.. هناك خلط الآن في العالم بين الحل السياسي وبين الإرهاب.. هم يعتقدون أن مؤتمراً سياسياً سيؤدي إلى توقف الإرهاب على الأرض.. هذا كلام يجافي الحقيقة.. الإرهاب يتلقى الدعم من الدول الخارجية.. هناك أموال تأتي.. وهناك سلاح يأتي وبالتالي هذه الدول لن تتوقف عن ذلك لأن مصلحتها الأولى هي تخريب سورية.. أما العمل السياسي فهو سيؤدي بالضرورة إلى تطوير سورية وخروجها مما هي فيه وهذا عكس ما تريده هذه الدول تماما فكيف لها أن تدعم حلاً سياسياً سيؤدي إلى عكس ما ترغبه لسورية.. الشعب السوري لديه تصور لمستقبل سورية.. تأتي كل القوى إلى المؤتمر.. تتحاور وتقرر ما تراه مناسباً ابتداء من الدستور مروراً بالقوانين الجديدة وأي إجراءات لها علاقة بالنظام السياسي ومنها شكل النظام في سورية سواء برلمانيا أو رئاسيا أو أي نظام آخر.. وبناء عليه ستكون سورية المستقبل.. الإرهاب هو موضوع مختلف تماماً.. فلو اجتمعنا اليوم وكان مؤتمر الحوار ناجحاً هذا لا يعني توقف الإرهاب.. طالما هناك دول كقطر وتركيا وغيرهما ليست لها مصلحة في وقف العنف في سورية.. وليست لها مصلحة بأي حل سياسي فإن الإرهاب سيستمر.. لذلك بالنسبة لنا فإن الجانب الأساسي الذي يستطيع أي مؤتمر دولي المساهمة فيه بشكل جدي هو وقف إدخال الأموال والسلاح إلى سورية ووقف إرسال الإرهابيين الذين يأتون بشكل أساسي عبر تركيا وبتمويل قطري مع بعض الدول الخليجية الأخرى ومنها السعودية على سبيل المثال.. عندما تتدخل الدول الكبرى لمنع هذا التمويل والتدريب والإرسال عندها تصبح مكافحة الإرهاب أسهل في سورية.. ويصبح العمل السياسي منتجاً في ذلك الوقت.. أما أن تأتي بدستور جديد وقوانين جديدة والشعب السوري يقتل بالشوارع بسبب إرهابهم فما قيمة أي حل سياسي.
هناك شارع وشعب سوري هو الذي سيقرر من هو وطني ومن هو غير وطني.. من هو صادق ومن هو غير صادق
السؤال التاسع..
إذا ما هي احتمالات أن تتحاوروا مع القوى الخارجية…
الجواب..
طبعاً.. نحن قلنا منذ البداية أننا نحاور أي قوى في الداخل أو الخارج.. لا توجد مشكلة شرط ألا تحمل سلاحا.. لا تستطيع أن تحمل بندقية وتأتي إلى الحوار.. هذا هو الشرط الوحيد.. نحن لم نضع أي شروط على الحوار.. حتى أنه هناك قوى.. ربما من الناحية القانونية مطلوبة للقضاء لكننا لم نقم بأي إجراء قضائي ضد أي جهة لكي نفتح مجالاً للحوار ونسمع من الجميع.. وهناك شارع وشعب سوري هو الذي سيقرر من هو وطني ومن هو غير وطني.. من هو صادق ومن هو غير صادق.. نحن لم نقل إننا نريد حلاً على طريقتنا كدولة.. لم نطرح ما هو شكل الحل.. تركناه للشعب السوري.
إسرائيل تدعم بشكل مباشر المجموعات الإرهابية
السؤال العاشر..
ما هو الدور الذي تلعبه إسرائيل في الأزمة السورية وخاصة بعد الغارات الإسرائيلية على مواقع في سورية…
الجواب..
إسرائيل تدعم بشكل مباشر هذه المجموعات الإرهابية بطريقتين.. الطريقة الأولى هي تقديم الدعم اللوجستي لهذه القوى.. على الأقل هذا ما نراه بالأعين من خلال تقديم المساعدة للجرحى الإرهابيين على الجبهة السورية في الجولان..الجانب الآخر.. هي ترسل لهم التوجيهات.. كيف يقومون بالهجوم .. أي مواقع يهاجمون.. مثلاً.. هم هاجموا مواقع رادار.. والرادار طبعاً مرتبط بمنظومة الدفاع الجوي لكشف أي طائرة تأتي من الخارج.. بدؤوا بتوجيههم بمهاجمة هذه المنظومات لأن هذه المنظومات لها علاقة بأي حرب بين سورية وإسرائيل.. فهي توجههم وتعطيهم المخطط العام كيف يتحركون.. وبنفس الوقت تقدم لهم الدعم اللوجستي.
السؤال الحادي عشر..
بنفس الطريقة.. سيادتكم تعلمون بوجود إرهابيين أجانب في سورية.. لكن هناك أيضاً من يرى أن هناك عناصر من حزب الله ومن إيران يقاتلون إلى جانب الجيش السوري.. ماذا تقولون في ذلك..
الجواب..
بدأ هذا الطرح في الغرب عندما تحدثنا عن مقاتلين أجانب يقاتلون في سورية فكان ردهم أن حزب الله وإيران أيضاً يقاتلون في سورية.. إن سورية بسكانها /23/ مليونا ليست بحاجة لأي دعم بشري من أي دولة كانت.. لدينا جيش ولدينا قوى أمنية ولدينا سوريون يدافعون عن بلدهم.. وبالتالي نحن لسنا بحاجة من يدافع عنا في سورية لا من إيران ولا من حزب الله.. طبعاً العلاقة بيننا وبين حزب الله وإيران هي علاقات قديمة جداً ومعلنة وعمرها عشرات السنين.. وهناك تبادل خبرات في كل المجالات وهذا شيء معروف.. أما ما يقال عن مقاتلين فهذه قضية من المستحيل إخفاؤها لو كانت صحيحة.. لو كان هناك مقاتلون فسيراهم الشعب السوري بعينه وعندها لا يمكن أن نخفي ذلك.. فأين هم هؤلاء.. وبنفس الوقت أعلم تماماً أننا شفافون وسنعلن هذا الشيء إن حصل أو إذا كانت هناك حاجة لحصوله أصلا.. لا يوجد لدينا مقاتلون من خارج سورية من أي جنسية كانت.. ولا توجد حاجة لأي دعم من أي دولة عربية أو أجنبية في هذا الإطار.. هناك أشخاص من حزب الله وإيران موجودون في سورية وهم منذ ما قبل الأزمة بسنوات طويلة يذهبون ويأتون إلى سورية.
السؤال الثاني عشر..
في حال تم تحقيق تقدم في موضوع الحوار.. هل هناك توقيت لكي تسلم هذه القوى المعارضة أسلحتها وأن تصلوا الى اتفاق.. هل هناك أي احتمال لأن تقوم حكومتكم بأي خطوة سياسية لحل هذه الأزمة.. وسيادتكم هل من الممكن أن تتركوا السلطة…
الجواب..
بالنسبة لبقائي أو عدم بقائي.. هذا يرتبط بالشعب السوري.. أنا كرئيس.. ليس قراري الشخصي أن أبقى أو أذهب.. هذا قرار الشعب إن أرادك فستبقى وإن لا فستذهب.. لا يمكن لك أن تحكم وأنت غير مرغوب من الناس.. هذا الكلام من البديهيات وليس بحاجة إلى الكثير من النقاش.. هذا يعتمد على الدستور.. على صندوق الانتخاب.. في الانتخابات الرئاسية عام /2014/ الشعب يقرر هذا الموضوع.. لكن بالنسبة للمجموعات المسلحة التي تتحدث عنها هي ليست جهة واحدة.. أنت تتحدث عن مجموعات.. عصابات صغيرة.. عددها ليس بالعشرات بل بالمئات.. وأحد أسباب استقالة كوفي أنان أنه لم يعرف من يحاور في الطرف الآخر.. هناك دولة واحدة والدولة فيها رئيس وحكومة ولديها هيكلية واضحة أما هؤلاء الإرهابيون فهم عبارة عن جماعات.. عصابات.. فيها اللصوص ومهربو المخدرات.. فيها المتطرفون وفيها آخرون.. أي انها خليط.. وكل مجموعة لديها قائدها المحلي.. إذاً أنت تتحدث عن آلاف الأشخاص.. من يستطيع أن يوحد آلاف الأشخاص.. هذا هو السؤال.. إذاً لا نستطيع أن نتحدث عن جدول زمني مع جهة لا نعرف من هي ليس بالضرورة أن تكون كل هذه المجموعات لديها أجندة سياسية وليس بالضرورة أن تكون كلها متطرفة.. كما قلت هناك مجموعات من اللصوص.. هم الآن يبنون ثروة في هذه الأزمة.. هم هاربون من وجه العدالة.. لهم مصلحة في استمرار الوضع الحالي.. فإذاً العملية معقدة من الناحية المحلية لذلك عندما تكون لديهم بنية واحدة يمكننا أن نعطي جواباً عن هذا السؤال.. لكن بالنسبة لنا نحن نتعامل مع كل حالة بشكل إفرادي فكل شخص من هؤلاء وكل مجموعة أشخاص يقومون بتسليم السلاح نعتبر فوراً بأننا انتقلنا معهم إلى الحوار.. ولو لم يكن هذا الحوار حواراً شاملاً.. نحن لا نعتمد على مبدأ أن تحقق كل شيء أو لا تحقق شيئا.ً. أنت تستطيع أن تحقق أشياء تدريجية.. وهذه الآلية ساعدت على تخفيف الأزمة في الكثير من المناطق في سورية.
السؤال الثالث عشر..
إذاً تقولون سيدي الرئيس أنكم ترفضون أن تكون إحدى الخطوات هي قبولكم بترك السلطة..
الجواب..
كما قلت.. مسألة أن أترك منصبي أم لا ليس قراراً شخصياً.. أنا رئيس منتخب من قبل الشعب والشعب السوري فقط هو من يحدد بقائي من عدمه وصندوق الانتخابات هو الحكم.. والشعب السوري هو من سيقرر ذلك سواء بالحوار أو بالانتخابات القادمة.. أما أن تقول إن على الرئيس السوري أن يذهب لأن أميركا تريد ذلك أو لأن الإرهابيين يريدون أو بعض الدول الأخرى تريد فالموضوع بهذه الطريقة غير مقبول.. هذا الموضوع يكون بقرار شعبي فقط وعبر صناديق الانتخابات.
أي قرارات لها علاقة بالإصلاح في سورية أو بأي عمل سياسي هي قرارات سورية محلية غير مسموح لا للولايات المتحدة ولا لأي دولة أن تتدخل فيها
السؤال الرابع عشر..
الولايات المتحدة الأميركية أعطت إشارات من خلال تصريحات للرئيس باراك أوباما ووزير الخارجية جون كيري أنها لا تريد أن تتدخل في سورية.. ولكن كيري قال إن أي حوار يجب أن يتضمن هذا الاحتمال..احتمال أن تتخلوا عن السلطة.. إذاً عندما تصلون إلى هذا الحوار على المستوى العالمي هل يمكن أن تكون هذه الخطوة سلاحاً بيدكم للوصول إلى حل الأزمة..
الجواب..
لا أعرف إذا كان كيري أو غيره أخذ تفويضاً من الشعب السوري لكي يتحدث باسم الشعب السوري عمن يجب أن يذهب ومن يجب أن يبقى.. نحن قلنا منذ البداية أن أي قرارات لها علاقة بالإصلاح في سورية أو بأي عمل سياسي هي قرارات سورية محلية غير مسموح لا للولايات المتحدة ولا لأي دولة أن تتدخل فيها.. هذا الموضوع منته ومحسوم في سورية.. لكي نكون واضحين.. نحن دولة مستقلة.. نحن شعب يحترم نفسه.. لا نقبل لأحد أن يحدد لنا ما الذي نفعله لا الولايات المتحدة ولا غيرها لذلك هذا الاحتمال يحدده الشعب السوري تحديدا.. أنت تذهب إلى الانتخابات.. ترشح نفسك.. هناك احتمال أن تنجح وهناك احتمال العكس.. هذا هو الاحتمال وليس الاحتمال أن ندخل إلى المؤتمر مسبقاً ونقرر شيئاً لم يقرره الشعب.. هذا أولاً.. جانب آخر.. البلد الآن في أزمة.. عندما تكون السفينة في قلب العاصفة فالربان لا يهرب.. الربان أو قبطان السفينة لا يهرب من العاصفة.. أول شيء يقوم به هو مواجهة العاصفة وإعادة السفينة إلى المكان السليم وعندها يتم القرار في هذا الموضوع.. فأي تخل للرئيس عن مهامه الآن وتحت أي عنوان هذا هروب من المسؤولية وأنا لست الشخص الذي يهرب من المسؤولية.
طرحوا موضوع الأسلحة الكيماوية عندما قامت المجموعات الإرهابية باستخدامها في حلب في خان العسل منذ نحو شهرين وثبتنا ذلك بالأدلة
السؤال الخامس عشر..
عدا عن هذا الشرط الذي وضعته منذ البداية القوى العظمى وخصوصاً فرنسا وبريطانيا وهو شرط أن تتركوا السلطة.. أيضاً هناك أمر يؤكدون عليه وهو أن حكومتكم تستخدم الأسلحة الكيماوية.. والبارحة قال كيري إن لديهم بعض الأدلة أنه في شهر آذار استخدم الجيش السوري غاز السارين في حلب.. نود أن نعرف رأيكم حول هذا الموضوع.. كما نود أن نعرف ما إذا كانت هذه الأمور التي يصر عليها الغرب يمكن أن تمهد الطريق إلى تدخل عسكري مباشر في سورية.. وهل تخشون أن يحصل ذلك…
الجواب..
التصريحات الغربية بشأن سورية.. سواء الكيماوي أو موضوع التنحي تتغير كل يوم.. اليوم هناك كيماوي أو هناك دليل بأن هناك استخداماً لأسلحة كيماوية وفي اليوم التالي يقولون إنه لا يوجد دليل.. وفي ثالث يوم هناك دليل.. علينا أن ننتظر لكي يستقر رأي المسؤولين الغربيين على شيء واحد.. علينا ألا نضيع وقتنا على تصريحاتهم.. المهم هو الواقع.. فالأسلحة الكيماوية هي أسلحة دمار شامل.. قالوا إننا استخدمناها في أماكن سكنية.. لو قلت لك الآن بأن هناك قنبلة نووية ألقيت على مدينة أو على ضاحية وعدد القتلى هو عشرة أو عشرون شخصاً فهل تصدق هذا الكلام.. استخدام أسلحة كيماوية في مناطق سكنية يعني سقوط آلاف أو عشرات الآلاف من القتلى خلال دقائق.. هل يمكن أن تخفي شيئاً كهذا.. أين هم هؤلاء الآلاف من القتلى.. نعود لجذر القضية.. متى طرحوا موضوع الأسلحة الكيماوية.. طرحوه عندما قامت المجموعات الإرهابية باستخدامها في حلب في خان العسل منذ نحو شهرين وثبتنا ذلك بالأدلة.. لدينا الصاروخ المستخدم والمواد الكيماوية.. تم تحليل هذه المواد وقمنا بإرسال رسالة رسمية إلى مجلس الأمن لكي يرسلوا بعثة لتثبيت هذه الحادثة.. عندها أحرجت الدول المعنية.. الولايات المتحدة.. فرنسا.. بريطانيا وقالت إنها تريد أن ترسل بعثة للبحث عن الكيماوي في مناطق بدؤوا يدعون بأنه استخدم فيها ويريدون أن يقوموا بالتفتيش فيها.. فوضعوا هذا الشرط لكي لا يرسلوا مجموعة تفتش عن الحادثة الحقيقية التي حصلت وبدؤوا بالادعاء بأن سورية تستخدم أسلحة كيماوية ضد الإرهابيين.. في الواقع أحد أعضاء لجنة التحقيق في الأمم المتحدة وهي كارلا ديل بونتي أعلنت للإعلام الأسبوع الماضي أن الإرهابيين في سورية هم من يستخدم السلاح الكيماوي ولكن كل هذه الدول بما فيها الأمم المتحدة لم تهتم بهذا التصريح.. أما أن يستخدم هذا الموضوع كمقدمة للحرب على سورية فهذا من الاحتمالات الواردة.. فنحن لا ننسى ما حصل في العراق.. أنت تذكر عندما وقف كولن باول أمام كل العالم في مجلس الأمن وقال هذا هو الدليل على أسلحة الدمار الشامل لصدام حسين.. أين هي أسلحة الدمار الشامل.. الغرب يكذب ويكذب ويزور ويقوم بحروب.. هذا من طباع الغرب.. طبعاً أي حرب على سورية لن تكون سهلة.. هم يعرفون هذا الشيء يعرفون أنها لن تكون نزهة.. سورية وضعها مختلف.. أن نقول انهم يفكرون دائماً أو تجذبهم فكرة الحرب فهذا منطقي جداً ولكن لا يوجد لدينا أي أدلة بأن هذا الشيء قائم ولكنه يبقى احتمالاً لا يجوز أن نلغيه من أذهاننا.
السؤال السادس عشر..
في هذه اللحظات هل لديكم خشية من أن يكون هناك عمل مباشر.. لا أقول إنه غزو كما حصل في العراق.. ولكن عمل عسكري مباشر ضد سورية..
الجواب..
هذا ما حصل الأسبوع الماضي من قبل إسرائيل.. هو احتمال قائم ووارد يحصل من وقت لآخر وخاصة بعد أن تمكنا من ضرب المجموعات الإرهابية في مناطق كثيرة من سورية وبدأ ميزان القوى على الأرض يتغير بشكل كبير فقامت هذه الدول بتكليف إسرائيل بأن تقوم بهذا العمل من أجل رفع معنويات المجموعات الإرهابية.. فهذه الدول تريد للحرب وللعنف والدماء في سورية أن تستمر لزمن طويل لأن هذا الشيء يضعف سورية بشكل كبير.. فهذا احتمال كبير جداً وليس مستبعداً على الإطلاق.. نفترض بأنه سوف يحصل في أي وقت نوع من التدخل ولو كان محدودا..
ما نقوم به الآن هو ضرب الإرهابيين وليس تحرير أراض
السؤال السابع عشر..
تقولون الآن إنكم تسيطرون على الوضع في سورية.. ولكن نسمع الكثير من صدى المدافع وكثيرا من قذائف الهاون في هذه الأيام.. كيف كان تطور الأزمة عسكرياً في سورية خلال الأيام الأخيرة واقتراب المسلحين من دمشق..
الجواب..
مصطلح السيطرة من عدمها يستخدم عندما تخوض حرباً مع جيش أجنبي دخل إلى أراضيك عندها نقول إنه سيطر على منطقة أو سيطرنا على منطقة أخرى.. لكن الوضع في سورية مختلف تماما.. نحن نتعامل مع إرهابيين.. هؤلاء يتغلغلون في أماكن متفرقة.. قد يكونون في مبنى مقابل.. وهنا أنت لا تستطيع أن تتحدث عن سيطرة الإرهابيين على هذا المكان.. الإرهابي يهرب من مكان إلى آخر لأنهم ليسوا جيشاً بالمعنى التقليدي.. أما الجيش العربي السوري فلم يذهب إلى مكان وقرر الدخول إليه إلا وتمكن من ذلك.. لا يوجد مكان لم يتمكن الجيش من دخوله.. هنا يمكن لك أن تتحدث عن السيطرة.. هناك مناطق يتحرك فيها الإرهابيون وبشكل طبيعي لا يمكن لأي جيش في العالم أن يكون موجوداً في كل زاوية من زوايا الوطن.. ما نقوم به الآن هو ضرب الإرهابيين وليس تحرير أراض.. وقد حققنا نتائج كبيرة جداً في الفترة الأخيرة على هذا الصعيد لذلك جزء كبير من الإرهابيين هرب إلى خارج سورية.. وهناك جزء استسلم للدولة.. بالتالي نحن لا نقول إننا سيطرنا على منطقة ما أم لم نسيطر.. نحن نخوض حرباً ضد الإرهاب والمعركة طويلة ونحقق فيها تقدماً بشكل جيد.
السؤال الثامن عشر..
سيدي الرئيس.. هل تعتقدون أن هناك اختلافاً واضحاً بين السياسة الخارجية لأوباما ومن سبقه من الرؤساء الأميركيين..
الجواب..
في الولايات المتحدة هناك مؤسسات تحكم السياسة.. وهناك لوبيات.. أي مسؤول يأتي يكون له دور معين.. بمعنى بصمة خاصة.. ولكن لا يستطيع أن يرسم كل السياسة بمعزل عن العناصر الموجودة في السياسة الأميركية.. لذلك بالنسبة لنا في سورية الاختلافات في الإدارات الأميركية هي اختلافات بسيطة.. وليست كبيرة لأن المؤسسات لم تتغير ولأن اللوبيات لم تتغير.. فلا نستطيع أن نقيم السياسة من قبل شخص سواء كان رئيساً أم وزير خارجية.. والمهم بالنسبة لنا في سورية لو أردنا أن نقيم السياسة الأميركية هو أن الولايات المتحدة ما زالت منحازة لإسرائيل ضد حقوق الشعب العربي وخاصة الفلسطينيين وهي لم تفعل منذ أكثر من عشرين عاماً أي شيء جدي بالنسبة لعملية السلام.. احتلت أفغانستان والعراق وما زالت تسير بنفس السياسات.. وعلى الصعيد الإنساني هي ما زالت تدير سجن غوانتانامو.. فإذاً ما الذي تغير.. الخطاب.. الخطاب ليس له قيمة.. المهم الأفعال على الأرض.. أعتقد أن الإدارات الأميركية متشابهة في معظم الأمور والفروقات هي فروقات بسيطة.
السؤال التاسع عشر..
بوش كان لديه أفضل دولة اقتصادياً وهاجم أفغانستان والعراق.. أوباما قام بذلك في ليبيا ولكن يبدو أنه لا يريد التدخل في سورية.. هل ترون أن هناك أي تغيير في السياسة الاستراتيجية في الولايات المتحدة.. وهل من الممكن أن نفهم هذا التغيير لكون العالم يتغير.. فعندما التقيت بحضرتكم منذ /7/ سنوات كانت الصين أقل قوة.. هل من الممكن أن يحدث أي غزو لسورية من قبل القوات الأميركية..
الجواب..
نستطيع ان ننظر للموضوع من زاويتين.. هناك حوار أيضاً داخل الولايات المتحدة بأن هذه الإدارة لا تريد الحروب ولكن لماذا.. هل بسبب الوضع الاقتصادي.. هل بسبب تغير الموازين الدولية.. هل بسبب الفشل في العراق وأفغانستان وغيرها.. أم أن القضية قضية مبادئ.. أنا أشك بأن تكون القضية كذلك.. أعتقد أن هناك ظروفاً تتغير هي التي تمنع الولايات المتحدة من القيام بمغامرات جديدة وخاصة أنها مغامرات تكلفهم أموالاً ولا تحقق نتائج سياسية لمصلحة الولايات المتحدة.. ولكن بكل الأحوال أنا لست بديلاً عن الأميركيين لأقيم هذه النقطة.. نحن ننظر من الخارج.. لكن الزاوية الأخرى التي نراها بوضوح هي دعم الإرهابيين سياسياً ولوجستياً وإرسال ما سموه وسائل غير قاتلة للإرهابيين.. وهنا يحضر سؤال.. هل تمت أحداث /11/ أيلول بوسائل قاتلة.. على العكس.. إذاً ليس بالضرورة أن تدعم الإرهاب بالسلاح.. مجرد دعمه بالمال والأجهزة اللوجستية المختلفة.. فأنت تزيد من فعالية القتل لديه.. من كل ما سبق قد تكون السياسة الأميركية انتقلت من الغزو المباشر إلى نوع آخر من الحروب.. فالحروب ليست فقط القيام بغزو.. والسؤال الآخر والأهم.. هل تتبنى أميركا الآن سياسة تحقق الاستقرار.. الجواب لا.. لا الولايات المتحدة ولا الغرب يقومون بأي شيء من أجل الاستقرار في العالم.. لاحظ ما الذي يحصل الآن في كوريا الديمقراطية.. في سورية.. في الدول العربية.. في العراق.. في أفغانستان لا يوجد استقرار.. هذا ما نركز عليه.. الحرب هي أداة.. وسيلة.. نحن نتحدث الآن عن المبدأ وليس عن الأدوات.. ليس بالضرورة أن يكون توقف أميركا عن الغزو المباشر يعني أنها غيرت مبادئها.. غيرت الأدوات نعم لكن المبادئ لا أظن.
السؤال العشرون..
عندما تقول إن الحرب هي وسيلة.. هل تقصد أنها وسيلة لكي ينصبوا في سورية حكومة وهابية أو حكومة متطرفة.. أو لكي يسيطروا على ثروات سورية الجديدة من النفط والغاز.. أو أنه مزيج من الأمرين.. هل تعتقدون أن الاميركيين يتعاونون مع قطر والسعودية لكي تتولى السلطة في سورية حكومة متطرفة..
الجواب..
بالنسبة للغرب ما يهمهم هو أن تكون هناك حكومة موالية له كالحكومات التي كانت موجودة في أميركا اللاتينية والتي كانت تمتص خيرات الشعوب لكي تقدمها للولايات المتحدة بشكل أساسي أو للقوى الغربية الحليفة لها.. أما بالنسبة للحكومات إن كانت متطرفة أم لا… فهناك وجهتا نظر.. الأولى.. ان البعض في الغرب يخشى من حكومة متطرفة.. فيدفع باتجاه حكومة غير متطرفة لكن عميلة له وتنفذ ما يريد.. الثانية.. تقول إن البعض الآخر يفكر بأنه لا مشكلة في وجود حكومة متطرفة نستخدمها الآن ونكافحها فيما بعد… وهذا قصر نظر لأن ما حصل في أفغانستان وفي نيوريوك لاحقاً هو نتيجة هذه الأفكار والسياسة الأميركية.. دعموا طالبان وفي /11/ أيلول دفعوا الثمن غالياً.. دخلوا افغانستان تحت ادعاء أنهم يكافحون الإرهاب.. واليوم الإرهاب والتطرف أقوى بكثير مما كان عليه قبل 10 سنوات.. بمعنى أن دخولهم إلى أفغانستان جعل الإرهاب أقوى وأكثر انتشاراً.. فبينما كان محصوراً في افغانستان قبل ذلك.. اصبح اليوم منتشراً في كثير من بقاع العالم.. إذاً.. هم يريدون حكومة عميلة موالية تنفذ ما يريدون مهما كان شكلها.. الأخطر من ذلك.. هو أن الدول الوهابية في المنطقة تريد نشر هذا الفكر المتطرف في كل المستويات الشعبية وليس فقط في الحكومة.. وهذا خطير جداً فنحن في سورية إسلامنا هو الإسلام المعتدل ولا يوجد لدينا وهابية وفكر وهابي.. فنحن نرفض ونقاوم هذا الشكل من التطرف الذي يحاولون إدخاله إلى سورية.. نقاومه بكل الوسائل منها السياسية ومنها نشر الدين الصحيح أو الإسلام المعتدل المعروف تاريخياً في سورية.. بالنسبة للشق الثاني من السؤال.. لم يطرح معنا موضوع الغاز في سورية ولكن كانت لدينا مشروعات كبرى نفكر بها للمنطقة وطرحناها.. هي مشروعات إقليمية تعتمد على السكك الحديدية والنقل.. تعتمد على نقل الغاز والنفط شمال جنوب وشرق غرب إضافة الى مشروعات ربط بين البحار وهذا يعزز الوضع الاقتصادي وينمي هذه المنطقة بشكل جيد ويعود بفوائد كبيرة على كل شعوب المنطقة.. دولة مثل سورية لا تخضع للغرب.. هي دولة مستقلة لا تفكر إلا بمصالحها بالدرجة الأولى.. لا أن تكون مصالح الشعب السوري في خدمة الغرب.. فمن الطبيعي ألا يقبلوا بأن يكون لها هذا الدور.. عندما تأتي حكومة عميلة فسيكون هذا الموضوع أفضل بالنسبة لهم.. وعندها يمكن القيام بهذه المشروعات ولكن لخدمة الدول الغربية.. وبالتالي تعطى هذه المشروعات الى الشركات الغربية وخاصة في ظل الصراع بين القوى الكبرى.. وأهم شيء في هذا الصراع هو الموقع الاستراتيجي بالإضافة الى مشروعات النفط والغاز.. هذا الشيء بديهي وطبيعي.. ولكن لم يتحدث معنا أحد بشكل مباشر حول هذه النقاط.
السؤال الحادي والعشرون..
في انتخابات 2014 هل سيكون هناك مراقبون دوليون.. وهل سيسمح بوجود حر للصحافة العالمية..
الجواب..
هذا الموضوع يعتمد على الحوار الوطني الذي نحضر له الآن.. ونحن كما تعلم نعمل مع القوى السياسية داخل سورية وبدأنا بمشاورات للتحضير للمؤتمر.. وهو الذي سيحدد ما هو الشكل والصيغة التي نريدها حتى في الانتخابات.. لأكون صريحاً معك.. موضوع الرقابة على الانتخابات لا يمكن لي أنا وحدي أن أجيبك عنه.. فهو ليس قرار فرد حتى لو كان رئيساً.. هو قرار وطني.. هناك فئة من الشعب لا تقبل فكرة الرقابة الخارجية أصلاً انطلاقاً من مفهوم السيادة الوطنية.. فكيف من الممكن أن تأتي بجهات خارجية لتقول للسوريين.. أنتم أصبتم بكذا وأخطأتم بكذا.. فالشعب السوري لا يثق بالغرب أساساً لأنه يسيس الأمور.. وهناك فئة أخرى من الشعب إن قبلت فستسأل من أي دول ستكون هذه الرقابة.. من دول صديقة.. من روسيا مثلاً أو من الصين.. هذا إذا كانت.. وأنا لا أقول إنها ستكون.. كما ذكرت لأنه ليس قراري.. هو قرار الشعب.. إذاً هناك وجهات نظر والأفضل أن يأتي الجواب من خلال مؤتمر الحوار الوطني في سورية والذي ستشارك فيه كل القوى السياسية.
السؤال الثاني والعشرون..
أود أن أسألكم حول الانتخابات الرئاسية التي ستجري في إيران في الفترة القادمة.. وهل تعتقدون أنه سيكون هناك أي تغيير في توجه إيران..
الجواب..
طبعاً إيران دولة مهمة في المنطقة.. هي دولة كبيرة تلعب دوراً سياسياً أساسياً.. فأي شيء يحصل في إيران يؤثر سلباً أو إيجاباً على الاستقرار في كل هذه المنطقة.. من هذا الجانب إيران تهم سورية.. من جانب آخر هناك تحالف قديم بين إيران وسورية عمره الآن أكثر من ثلاثة عقود.. فمن الطبيعي كدولة صديقة لإيران أن نهتم بالتبدلات الداخلية فيها لأن هذه التبدلات ستؤثر بشكل أو بآخر على دور سورية في المنطقة ونعتقد أن إيران كأي دولة في منطقة الشرق الأوسط فيها حراك سياسي داخلي.. وتتبدل الأمور فيها كل بضعة أشهر أحيانا.. وأحياناً كل بضع سنوات فلا بد أن تعكس الانتخابات المقبلة في إيران التغيرات في المجتمع الإيراني وأن تعكس أيضاً زيادة وزن إيران في المنطقة.. إيران التي نعرفها اليوم تختلف عن تلك التي نعرفها قبل عشر سنوات.. اليوم هي أهم وأقوى وهي دولة محورية أكثر.. فلا بد أن تعكس هذه الانتخابات هذا التبدل.. ولكن لا أعتقد أن هذا التبدل سيكون كما تطمح الولايات المتحدة بأن يأتي رئيس جمهورية يحول إيران إلى دمية أميركية.. عليهم ألا يحلموا بهذا الموضوع.. لا بد أن تعكس هذه التبدلات التغير الداخلي الإيراني وليس ما يريده الغرب لإيران.
السؤال الثالث والعشرون..
أتذكر أنه في اللقاء الأخير الذي تشرفت بإجرائه مع فخامتكم في بوينس آيرس قلتم إنكم ترفضون محرقة الهولوكوست أو أن يكون هناك هولوكوست آخر وهذا يختلف مع خطاب إيران التاريخي.. هل هذا الخلاف يمكن أن يؤدي إلى تغيير كبير..
الجواب.. أنا أود أن اسألك.. لماذا نتحدث بالهولوكوست ولا نتحدث عما يحصل في فلسطين ومن قتل فيها عبر سنوات.. لماذا لا نتحدث عن المليون ونصف المليون عراقي الذين قتلتهم أميركا في العراق.. لماذا لا نتحدث عن بضعة ملايين قتلوا في كوريا الديمقراطية في حرب الخمسينيات.. الهولوكوست مسألة تاريخية بحاجة لرؤية شمولية وواسعة.. لا أن تستخدم كموضوع سياسي بحت دائماً… أما أن تكون واقعاً أم غير واقع فأنا لست باحثاً تاريخياً لأحدد ما هو الدقيق من غير الدقيق في هذا الموضوع.. القضايا التاريخية هي قضايا تتبع لمن كتبها فالتاريخ يغير ويزور في بعض الأحيان.. تضاف إليه أشياء وتحذف منه أشياء أخرى حسب من يكتبه… الآن لو أردت التحدث عن تاريخ سورية والتقيت اثنين من الأكاديميين في سورية فستسمع وجهتي نظر مختلفتين.. عندما تتحدث عن الهولوكوست سأذكر لك الكثير من المحارق التي تحصل بحق العرب وبحق غير العرب من قبل الغرب وهو لا يتحدث عنها.. وهنا المشكلة.
السؤال الرابع والعشرون..
سيدي الرئيس.. في نفس اللقاء الذي أجريته معكم في بوينس آيرس تحدثتم عن أهمية سورية في قضايا المنطقة وبخاصة العراق حيث استضفتم ملايين اللاجئين العراقيين.. الآن الوضع اختلف وهناك الكثير من اللاجئين السوريين في الخارج.. أنتم كرئيس كيف ترون هذه الأزمة فيما يتعلق بأمنكم الخاص وأمن عائلتكم.. هل تقلقون على حياتهم.. أم أنكم تتعاملون مع هذه الأزمة بشكل لا يسمح بهذا القلق..
الجواب.. القلق هو على البلاد.. على الوطن.. أنا جزء من الوطن.. وإذا كنت مرتاحاً والبلد قلق فهذا غير منطقي إذ لا يمكن أن تكون بخير وبلدك ليس بخير… أنا جزء من بلادي وعندما تكون سورية بخير فكل العائلة تكون بخير.. هكذا أفكر… الآن لا يمكن أن تقول إن البلد بخير فهناك حالة إنسانية صعبة جداً في سورية.. هناك الكثير من اللاجئين خارج سورية وداخلها وربما يكون العدد الأكبر داخل سورية.. يجب أن تكون جزءاً من هذا المجتمع لكي تكون قادراً على حل مشاكله لا أن تبحث عن الأمان لنفسك ولعائلتك.. وأنت مسؤوليتك قبل ذلك هي مسؤولية وطنية.. هكذا يجب أن نفكر.. عندما يكون هناك موضوع وطني كبير يذوب الموضوع الشخصي في الموضوع الوطني ولا تشعر بقلق شخصي.. ولكن تشعر بقلق السوريين وهذا هو الشيء المنطقي.
السؤال الخامس والعشرون..
ما هو النقد الذاتي الأساسي الذي تمارسه أو قمت به مؤخراً سيدي الرئيس..
الجواب..
يجب أن تقوم بعملية النقد الذاتي كل يوم.. لكن عملياً إذا أردت أن تتحدث عن أحداث كاملة فمن غير المنطقي لك أو لغيرك أن ينتقد قبل أن تنتهي الحالة.. فالنقد فيما يتعلق بالأزمة لا يمكن أن يكون موضوعياً من قبل أي جهة إلا عند انتهاء الأزمة.. عندها تظهر الأمور بشكل واضح وتكون هناك رؤية شاملة.. عندها تستطيع أن تقيم ما هو الصح وما هو الخطأ في كل ما حصل.. ما تقوم به اليوم هو تقييم لأحداث وقضايا يومية وهذا شيء طبيعي.. تتخذ قراراً اليوم مثلاً وتعتقد في اليوم الآخر أنه كان هناك قرار أفضل وهذا شيء منطقي وبديهي.. إذاً علينا أن ننتظر قليلاً قبل أن نعطي جواباً عن هذا الموضوع.. هذا من جانب.. ومن جانب آخر أنا أعتقد أن التقييم الصحيح لما يقوم به المسؤول هو ليس تقييمه الذاتي.. فعندما تقيم نفسك لا يمكن أن تكون حيادياً وربما من الصعب أن تكون موضوعياً.. التقييم الصحيح يأتي من المواطنين.. عندها يقال إن هذا الرئيس أو هذا المسؤول قام بعمل صحيح أو قام بعمل خاطئ.
ما يحصل لدينا الآن هو ثورات مستوردة.. أفكار وأدوات ومقاتلون من الخارج
السؤال السادس والعشرون..
في أميركا اللاتينية يوجد نحو /15/ مليوناً ممن يتحدرون من أصول سورية وهم قلقون على الوضع في سورية وللأسف فإن المعلومات التي تصلهم معلومات مجتزأة.. وهنا لدي سؤالان.. ماذا تود أن تقول لهؤلاء الأشخاص القلقين على وضع سورية.. والسؤال الثاني.. بعد انتهاء هذه الأزمة.. ما هو المكان الذي سيكون لكم في التاريخ..
الجواب..
المستقبل هو الذي يحدد موقعك في التاريخ.. وكل إنسان يخطئ ويصيب.. وعندما تصل إلى موقع المسؤولية تفكر بشيء وحيد أنك كإنسان قد تقوم بأعمال صحيحة وأخرى خاطئة.. لكن المهم أن تكون قد قمت بها انطلاقاً من العمق الوطني.. المهم أن يقول الناس إننا اختلفنا مع هذا الشخص أو اتفقنا معه ولكنه كان وطنياً يعمل من أجل وطنه.. هذا ما تفكر به.. فإذاً أنت تفكر دائماً أن يذكرك التاريخ في الموقع الوطني ولكن الناس سيحكمون من وجهة نظرهم فيما بعد بالصح والخطأ.. أما بالنسبة للجالية الكبيرة الموجودة في الارجنتين وفي أميركا اللاتينية بشكل عام فنحن دائماً كنا ننظر إلى هذه الجالية على أنها جسر ثقافي بين منطقتين متباعدتين.. لذلك فإن شعوب أميركا اللاتينية تفهم ما يحصل في منطقتنا أكثر مما تفهمه دول أوروبا الموجودة على مسافة قريبة من الشرق الأوسط أو من العالم العربي.. الآن في هذه الأزمة تستطيع هذه الجاليات أن تلعب دوراً أكبر من ذي قبل في هذا المجال لأن ما يحصل في المنطقة الآن من تبدلات.. ليس فقط في سورية وإنما في الشرق الأوسط بشكل عام وفي العالم العربي بشكل خاص وخاصة في السنتين الأخيرتين هو موضوع معقد جداً وهو بحاجة لفهم طبيعة المجتمعات في الداخل وبحاجة لفهم السياسات الخارجية وخاصة الاستعمارية في منطقتنا.. هذه الجاليات هي الأقدر على فهم هذا الموضوع ونقل الصورة الصحيحة إلى منطقتكم وخاصة أنكم مررتم بتحولات مهمة مشابهة لما مررنا به في العقود الماضية عندما تحولت دولكم من دول تابعة للولايات المتحدة إلى دول مستقلة ومتقدمة.. الفرق الوحيد أن الثورات التي حصلت في منطقتكم هي ثورات وطنية أما ما يحصل لدينا الآن هو ثورات مستوردة.. أفكار وأدوات ومقاتلون من الخارج.. من الضروري جداً لهذه الجاليات أن تنقل فهمها وادراكها للحقائق والتفاصيل في هذه المنطقة وفي سورية بالشكل الذي يفهمه المواطن الموجود في الارجنتين وأميركا اللاتينية.
السؤال السابع والعشرون..
سيدي الرئيس.. سؤال أخير.. هناك صحفيان فقدا في سورية.. أولهما إيطالي الجنسية واختفى في آذار الماضي.. والثاني فقد بعد دخوله إلى سورية قبل ستة أشهر.. هل لديكم معلومات عنهما.. وأود أن أسألكم أيضاً عن المطرانين السوريين المخطوفين..
الجواب..
هناك حالات دخل فيها صحفيون الى سورية من جهات عدة بشكل غير نظامي لمناطق يتواجد فيها الإرهابيون.. دون معرفة الدولة السورية.. وهناك فقد أي أثر لهم حسب تصريحات وسائل الإعلام التي يعملون بها.. نحن بدورنا نتابع البحث بشكل طبيعي من خلال عملياتنا العسكرية فهناك حالات تمكنت القوات العسكرية من تحرير صحفيين كانوا مختطفين في المناطق التي يتواجد فيها الإرهابيون.. بكل الأحوال.. عند توافر أي معلومة عن أي صحفي دخل بشكل غير شرعي إلى البلاد نحن ننقلها مباشرة إلى الدولة المعنية.. ولا يوجد لدينا أي معلومة حتى الآن عن الصحفيين اللذين ذكرتهما أنت.. بالنسبة للمطرانين هناك معلومات أولية بأنهم يتواجدون على الحدود التركية السورية ونحن الآن نتابع هذا الموضوع ونتواصل مع البطريركية الأرثوذكسية في سورية للعمل على تحريرهما من يد الإرهابيين الذين قاموا باختطافهما.