اللواء الدكتور سليمان سفيرنا في الأردن ضمن مؤتمر صحفي
واقع الأزمة السورية على مختلف الصعد السياسية والعسكرية والاقتصادية كانت محور حديث اللواء الدكتور بهجت سليمان سفيرنا بالعاصمة الأردنية عمان ..
أرحبّ بالسادة الحضور، من ممثّلي وسائل الإعلام المحليّة والعربية والدولية
• وأبدأ بقول للرئيس الراحل حافظ الأسد، قاله في السادس من تشرين الأول أكتوبر عام 1973: (لسنا هواة قتل وتدمير، ولكننا ندفع عن أنفسنا، القتل والتدمير) وهذا بالضبط ما تعيشه الجمهورية العربية السورية، وهي تواجه حرباً كونية عدوانية إرهابيةً عليها، يقودها من سَمَّوا أنفسهم (أصدقاء سورية) ضد الدولة الوطنية السورية، بشعبها وجيشها وقيادتها، الأمر الذي دَفَع بالدولة السورية، للدفاع عن نفسها، وخوض حرب دفاعية مقدّسة، في ظل حملاتٍ إعلامية ظالمة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً.
• وإذا بدأنا بتفنيد مقولة (أصدقاء سورية) الذين سيجتمعون هذا اليوم، على أرض دولة عربية شقيقة لسورية، هي المملكة الأردنية الهاشمية، فإننا نرى أنّ هؤلاء (الأصدقاء) أو مَن تبقّى منهم، ستّ دول أجنبية هم (الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وإيطاليا، وتركيا) وخمس دول عربية هي (السعودية، ومصر، والإمارات، وقطر، والأردن).. ولن نتحدث عن الدول العربية الخمس، لأننا جميعاً، نعرف بأنها على علاقة “تحالفية” مع الولايات المتحدة الأمريكية، بشكل أو بآخر، وبما يؤدّي إلى انضواء هذه الدول، في الإطار السياسي الاستراتيجي الذي تَخْتَطُّه واشنطن. وأمّا الحديث عن صداقة الدول الأجنبية لسورية وللشعب السوري، فأمر يدركه القاصي والداني، بأنّ هذه التسمية هي عكس الحقيقة الفعلية.. فالولايات المتحدة الأمريكية لم يُعرف عنها عبر تاريخها الاستعماري الحديث، أنها كانت يوماً صديقةً لشعوب العالم الثالث، وهي التي خاضت عشرات الحروب ضد بلدان العالم الثالث، من أجل فرض الهيمنة عليها وتحقيق استتباعها وإلحاقها بالقرار السياسي والاقتصادي الأمريكي.. وأمّا بالنسبة للعرب عامةً، وبلاد الشام خاصّةً، فالإدارات الأمريكية المتعاقبة، كانت العدوّ الأول للعرب، عندما احتضنت جِسماً سرطانياً في قلب أقدس أرضٍ في العالم العربي هي فلسطين التي حَوّلوها إلى (إسرائيل) وتكفّلت واشنطن منذ البداية، بدعم إسرائيل بمختلف أنواع الدعم العسكري والتكنولوجي، بما يحقق لها التفوّق النوعي على جميع الدول العربية المحيطة بها مجتمعةً، وآزرت إسرائيل في جميع حروبها العدوانية على الدول العربية المحيطة بها، وتقوم الآن باستغلال حالة الفوضى القائمة في المنطقة العربية، لتمرير عملية تصفية القضية الفلسطينية، تصفية نهائية، واستجرار العرب للالتحاق بالمركز الإسرائيلي والدوران في فَلَكِه، بما يحقق مقولة (شمعون بيريز) في (الشرق الأوسط الجديد).. فكيف لدولةٍ كهذه، أن تكون صديقةً لسورية ولشعبها؟!!. وأمّا بريطانيا وفرنسا، فيكفي أن نتذكّر (وعد بلفور) و(سايكس بيكو) و(ملايين الجزائريين الشهداء) و(استعمار العالم العربي) لعشرات السنين، ومن ثمّ الوقوف وراء إسرائيل في عدواناتها المتلاحقة على العرب.. فهل هذه مواصفات مَن يكون صديقاً لشعب عربي أو دولة عربية؟.. أمّا إيطاليا، التي استعمرت ليبيا وأعدمت عمر المختار، هل يمكن أن تكون صديقةً للعرب؟.. وأمّا ألمانيا، فلا زالت القواعد العسكرية الأمريكية، تنيخ بكلكلها على نافوخ الشعب الألماني المعتزّ بنفسه وبطاقاته (وفهمكم كفاية).. ويبقى تركيا، ذات التاريخ الأسود مع العرب لمدّة أربعمئة سنة، استعمرتهم فيها، باسم الإسلام، وأخرجتهم من التاريخ ومن الحضارة، طيلة أربعة قرون، والآن تريد العودة إلى استعمارٍ جديدٍ للعرب، بعثمانية جديدة وبتأسلم جديد (إسلام لايت) في إطار مشروع استعماري جديد مرسوم للوطن العربي من أدناه إلى أقصاه..
فبالله عليكم، دولٌ استعمارية، هذا هو تاريخها مع العرب.. هل يمكن أن تكون صديقةً لهم؟! إنّ التسمية الحقيقية لهؤلاء، يجب أن تكون متوافقة مع واقعهم الحقيقي وهو (أصدقاء إسرائيل) ومَن يكون صديقاً لإسرائيل، هو حكماً، عدوٌ للعرب عامةً وعدوٌ لسورية خاصةً.
إذاً، من الأفضل أن تجري تسمية هؤلاء (أصدقاء إسرائيل وأعداء سورية) ولا يعني إصرارهم على تسمية أنفسهم بــ(أصدقاء سورية) سوى أنهم (أصدقاء سورية المزّيفون)…
• إنّ ما جرى ويجري في سورية أيها السادة- ممّا يتباكى لحصوله (أصدقاء سورية المزّيفون) ويذرفون دموع التماسيح على مأساة الشعب السوري، سببه الأوّل والأكبر، هؤلاء (الأصدقاء) وسببه الثاني: العصابات الإرهابية والزمر الإجرامية، وواجهاتها السياسية المأجورة التي شكّلت ستارة وغطاءً لها في حربها العدوانية على سورية.. وإذا كان (أصدقاء سورية المزيّفون) يريدون التخلّص من إرهابييهم، فهل يحقّ لهم، تحويل سورية إلى مكبّ لنفاياتهم البشرية، وفتح مكاتب التطويع لشحنهم إلى سورية، بغرض قتل شعبها ومحاربة جيشها وتدمير مقدّراتها ؟؟!! ولم يكتفِ هؤلاء (الأصدقاء) بذلك، بل تسابقوا لتسليح وتذخير وتمويل ورعاية تلك العصابات الإرهابية والزمر الإجرامية وكان لهم فوق ذلك، قَصَبُ السَّبْق في تأجيج الحرب على سورية، عبر استنفار وتجييش شبكاتهم الأخطبوطية الإعلامية الهائلة، لتقوم بتصوير وتسويق القَتَلَة الإرهابيين في سورية، على أنهم ثوّار لا يُشَقُّ لهم غبار، وتصوير المقاتلين في الجيش العربي السوري، على أنهم قَتَلة.. وتصوير الجاني على أنه ضحيّة، وتصوير الضحيّة على أنها جانٍ، وجعلوا من السبب نتيجةً ومن النتيجة سبباً.
إنّ كل تلك القرقعة والفرقعة والجعجعة والقعقعة، لا تنتج طحيناً، بل تنتج غباراً ودخاناً، يطمس الحقائق ويخفي الوقائع، ويظّهر الأكاذيب وينشر الأضاليل.
• إنّ من يريد إنهاء المأساة في سورية – كما يقول أو يدّعي- يحتاج أوّل ما يحتاج إلى التوقّف عن تسليح وتدريب وتهريب العصابات الإرهابية المسلّحة إلى سورية.. ويحتاج إلى التعاون مع الدولة الوطنية السورية الشرعية، كما فعل ويفعل أصدقاء سورية الحقيقيون.. ويحتاج إلى التوقّف عن اتّهام ما يسمونه (النظام السوري) بالتسبّب في تدمير سورية وذبح الشعب، لأنّ هذا المنطق الأعوج، يؤدّي إلى تبرئة ذمّة قطعان عشرات الآلاف من الإرهابيين والظلاميين والتكفيريين والمرتزقة، ويؤدّي إلى تبرئة ذمّة داعميهم ومموّليهم ومسلَّحيهم ومحرّضيهم ومحتضِنيهم، سواء في دول الحلف الأطلسي، أو في الدولة العثمانية الجديدة، أو في مشيخات الغاز والكاز.. ويؤدّي هذا المنطق الأعوج إلى تصعيد عملية سفك دماء السوريين وتدمير منشآتهم ومقدّراتهم، وإلى منع إيقاف المأساة السورية التي يدّعون الحرص على إنهائها.
• وأمّا لمن يصرّون على وجود (ثورة شعبية) في سورية، فإننا نسألهم: هل تدمير المرافق الإنتاجية والخدمية، الكبرى والمتوسطة والصغرى، عملاً من أعمال الثورة؟ وهل تدمير محطّات الكهرباء وخطوط وأبراج نقل الكهرباء وخطوط نقل النفط والغاز، عملاً من أعمال الثورة؟ وهل تدمير القطارات والسكك الحديدية وتدمير شاحنات وصهاريج النقل، عملاً من أعمال الثورة؟ وهل نهب صوامع الحبوب وإحراق حقول القمح والشعير والقطن، عملاً من أعمال الثورة؟ وهل تفكيك وتخريب /2000/ مصنع ومعمل في حلب، ونقل موجوداتها المنهوبة، إلى تركيا، عملاً من أعمال الثورة؟ وهل تدمير واحتلال المساجد والكنائس والمتاحف والمشافي والمستوصفات والمدارس والجامعات، عملاً من أعمال الثورة؟ وهل قطع الطرقات الدولية والفرعية، والقيام بآلاف عمليات الخطف، عملاً من أعمال الثورة؟ وهل آلاف عمليات الاغتيال والتفجير والتفخيخ والقتل والسحل والرمي من الطوابق العليا، والاغتصاب والتمثيل بالجثث وشوي الرؤوس وأكل الأكباد والقلوب، عملاً من أعمال الثورة؟ وهل إطلاق النار على ورشات إصلاح الخطوط الكهربائية المدمَّرة والأبراج المخرَّبة وخطوط الهواتف المسروقة، لمنعهم من إصلاحها، عملاً من أعمال الثورة؟.. وهل العقوبات الاقتصادية والمالية الجائرة، الدولية الإقليمية، على الشعب السوري بكامله، قبل الدولة السورية، عملاً من أعمال الثورة؟ وهل زعزعة البنية الاجتماعية وتدمير البنية الثقافية والروحية، بعد تخريب البنية الاقتصادية التحتية، عملاً من أعمال الثورة؟ وهل الاستماتة لتعميم الفوضى وانعدام الأمن في الربوع السورية، عملاً من أعمال الثورة؟ وهل الإصرار على تدمير وحدات الدفاع الجوي ووحدات الصواريخ الإستراتيجية ووحدات مراكز البحوث العلمية، عملاً من أعمال الثورة؟ وهل استهداف الكوادر العلمية والإدارية واغتيال مئات الأطباء والممرّضين والممرّضات، عملاً من أعمال الثورة؟ وهل مَنْعُ وصول بواخر مازوت التدفئة والغاز المنزلي إلى الشعب السوري، عملاً من أعمال الثورة؟ وهل منع جميع المواطنين السوريين، من مغتربين ومسافرين ومقيمين، من تحويل دولارٍ واحد، إلى أهلهم في سورية، عملاً من أعمال الثورة؟.. هذه هي حقيقة (الثورة) التي يقول (أصدقاء سورية) الذين سيجتمعون اليوم، من أجل دعمها في مواجهة (النظام السوري).. لقد ذاب الثلج وبان المرج، وصار واضحاً وضوح الشمس، بأنّ ما يجري في سورية، هو حرب صهيو-أطلسية، بأدوات أعرابية ومتأسلمة، نيابةً عن إسرائيل، ضد الشعب السوري قبل الجيش السوري والقيادة السورية، تريد تدمير الدولة السورية والشعب السوري والجيش السوري والمقدّرات السورية.
• نعم هناك أصدقاء حقيقيون لسورية وللشعب السوري، وفي طليعتهم (روسيا) و(إيران) و(الصين) وباقي دول منظومة البريكس، والدول العربية والأجنبية المتفلّتة من القيود الأمريكية، والحُرّة – حقيقةً لا لفظاً – من التبعية الأمريكية.. وروسيا ليس لها تاريخ استعماري في الوطن العربي، ولم تستعمر دولةً عربية واحدة، عبر تاريخها القديم والحديث، بل كانت صديقاً صَدوقاً وداعماً أساسياً للعرب، في جميع الحروب العدوانية التي شنّتها إسرائيل عليهم.. وكذلك (الصين) ليس لها تاريخ استعماري في عالمنا العربي.. أمّا إيران فقد انتقلت بقَضّها وقَضيضها، من خانة التحالف العضوي مع إسرائيل ومع أصدقائها الأمريكان والأوربيين، إلى خانة العداء لإسرائيل، ووضعت طاقاتها وإمكاناتها، في خدمة القوى والدول التي تسلك مسلك التحرر الوطني من التبعية للاستعمار الصهيو-أمريكي الجديد.. وهنا كانت الطامّة الكبرى، وحَلّ غضب “العمّ سام” وحلفاؤه، على المارد الإيراني الجديد.. ولكن إيران الجمهورية، لم تكتفِ بالصمود أكثر من ثلاثة عقود، بل استطاعت أن تتحوّل إلى رقم صعب في المنطقة، لا تستطيع أيّ قوّة دولية أن تقفز فوقها أو تتجاهلها، لا بل تجد أيّ قوة دولية، نفسها، مضطرةً للوقوف عند، ما تريده إيران الجمهورية الإسلامية – الإيرانية.. والحديث الدائم عن (أطماع إيرانية) في العالَم العربي، غايته التستّر على الأطماع الإسرائيلية الثابتة والهائلة، ليس في فلسطين وما حولها فقط، بل في جميع جَنَبات الوطن العربي، بثرواته ومقدّراته ومقدّساته وقراراته.. وغايته صرف النظر عن الأطماع السلجوقية العثمانية الجديدة، لإعادة استعمار المنطقة العربية، بخلافة إسلامية جديدة، قوامها (الإخوان المسلمون) وإعادة رسم خرائط جديدة، وتقسيمات جديدة، تعيد الأمة العربية، مئات السنين إلى الوراء، لكي ترتاح إسرائيل وتصبح (روما) الجديدة، في العالَم العربي وما حوله.
• وطالما بقي مؤتمر (أصدقاء سورية) المزيّفين، يتنقّل سياحياً، من بلد إلى آخر، ويبدو أنّ (القُرْعة) وقعت الآن على الأردن، الذي لا ناقة له ولا جمل في هذه الهمروجة، بل تقف أغلبية الشعب الأردني وقواه الوطنية، داخل الدولة وخارجها، في وجه هذه الحرب الشعواء على سورية.. رغم المحاولات المتلاحقة، لقوى الشدّ العكسي، لإقحام الأردن في الحرب على سورية، دون احتساب الأخطار التي يشكّلها هذا الإقحام على الشعب الأردني والدولة الأردنية.. ورغم تصاعد النبرة الإعلامية والدبلوماسية، في هذا المجال، فإنّ منحنى الانخراط العملاني في هذه الحرب على سورية، قد توقّف عن التصاعد، لا بل بدأ بالهبوط وبالانخفاض.
أقول: طالما بقي (أصدقاء سورية) المزيّفون، سادرين في غيّهم وفي محاربة الدولة الوطنية السورية، بمختلف السبل المتاحة لديهم، فإنّ عليهم أن يدركوا، بأنّ (طابِخ السمّ، آكِلُه) ومن يتوّهم أنه يستطيع إشعال النار في حقول الآخرين، ثمّ ينفد بجلده، يكون مخطئاً.. لأنّ المحرقة التي أشعلها أو ساهم في إشعالها، سوف تلفحه بأوارها، مهما بَعُدت المسافات، وستكويه بنارها،من غير أن تستئذن أحداً أو تستشير أحداً.. والأمر الوحيد الذي يحصّنه من ذلك، هو أن يتراجع عن خطئه، بل خطيئته.. وأن يساهم في إطفاء النار التي ساهم بإشعالها في حقول غيره، بدلاً من النفخ في أوارها وصبّ الزيت على نارها، كما كان يفعل سابقاً..
• ومَن لا يرى أنّ هناك حرباً عالمية ثالثة، تخاض عبر البوابة السورية، يحتاج إلى تعلّم دروس كثيرة، في السياسة وفي الثقافة والإعلام.. ومَن لا يرى أنّ معركة الشرق الأوسط الإسرائيلي الجديد، تخاض أيضاً، عبر البوابة السورية، يكون واهِماً أو فاقداً لحرية التفكير والرأي والقرار… ومَن لايرى أنّ مخطط تصفية القضية الفلسطينية، يُحاك عبر الحرب على سورية، يكون أعمى البصر والبصيرة….. ومَن لايرى أنّ مستقبل العرب من محيطهم إلى خليجهم، تحدّده الحرب المشتعلة عبر البوابة السورية، للنكوص بالعرب مئات السنين باتجّاه الماضي، أو بوضع الأقدام على بداية حقيقية للألف الثالثة للميلاد.. مَن لا يرى ذلك يكون إمّا واهماً وإمّا مساهماً في هذه الحرب.
• هذه هي رؤيتنا للحرب الكونية على سورية.. ولكن هذه الرؤية لا تتنافى، بل تتكامل مع مدّ اليدين لكل معارضة سورية وطنية، متحررّة من الالتحاق بأعداء سورية الحقيقيين، ولكل معارضة تطرح برنامجاً سياسياً مستمداً من مصلحة سورية وتاريخها ودورها، ولكل معارضة، تتخلّص من أدران التبعية للخارج، وتنخرط في مشروع إعادة إعمار الوطن ووضعه على طريق السلامة والكرامة والكفاية والبناء والحرية والديمقراطية والعدالة.
وأمّا عندما يكون هَمُّ بعض أطراف الحوار، هو تهشيم المواقف المختِلفة معه والمختِلف معها، وهدفه النيل من البنية الاجتماعية والسياسية الوطنية السورية التاريخية، وهدفه تنفيذ “أجندات” خارجية مضادّة للمصالح الوطنية.. فإنّ حواراً كهذا، ليس هو ما ينشده الشعب السوري، بل ما يريده السوريون، هو حوار جادّ وعميق، بين مختلف قوى وفعاليات الشعب السوري، تُقَرِّرُ خلاله وعبره، هذه القوى، ما يناسبها وما لا يناسبها، بدون أي إملاءات خارجية، ومن ثمّ إخضاع ما يتفقون حوله، للاستفتاء الشعبي العام.
ولكن المصيبة، أنّ (أصدقاء سورية) المزيّفين، يريدون تفويض أنفسهم، بتمثيل الشعب السوري، وإصدار القرارات نيابة عنه، وإيكال المسؤوليات إلى أدواتهم وبيادقهم التي صنّعوها وفبركوها، سواء خارج الوطن أو داخله.. وكم هو وَاهِمٌ من يعتقد بإمكانية قبول الشعب السوري بذلك، مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات.. ذلك أنّ مصير المنطقة بكاملها، يتوقّف الآن على صمود الدولة الوطنية السورية، وعلي قدرتها على إجهاض وتقويض مختلف الأشكال والصيغ التي أرادها (أصدقاء سورية) المزيّفون، لسورية أولاً، ولهذا الشرق العربي ثانياً، وللعالم العربي ثالثاً… ومَن يشك بقدرة سورية على هزيمة هذا المخطط، ما عليه إلاّ أن ينتظر قادم الأيام والشهور، لكي يرى الحقيقة واضحةً كالشمس في رابعة النهار.
وأختم بقولٍ للرئيس بشّار الأسد، قال فيه (سنحارب الإرهاب بيد، وسنمدّ اليد الأخرى للحوار).