(غزة..كي تبقى في الذاكرة) في معرض توثيقي
افتتح مركز التعاون الأوروبي العربي وبالتعاون مع وزارة الثقافة مساء اليوم معرضا توثيقا فنيا بعنوان “غزة..كي تبقى في الذاكرة” تضامنا مع أهلنا في غزة الذين تعرضوا
أبشع أنواع العدوان والإبادة الجماعية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاشم.
تضمن المعرض الذي نظم في المتحف الوطني بدمشق ولمدة ثلاثة أيام 200 لوحة فوتوغرافية وصور ورسومات للأطفال من فنانين ومصورين ولوحات كاريكاتورية توثق المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني الصامد إضافة إلى ورش عمل فنية تتيح للأطفال الرسم والتعبير عن شعورهم تجاه أهلهم في غزة.
وعرضت الصور القصف الإسرائيلي الوحشي الذي استهدف المدنيين العزل من أطفال وشيوخ ونساء وقصف البنى التحتية في غزة والظروف الصعبة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني وانتهاكات حقوق الإنسان والخروقات الإسرائيلية بحق سكان غزة والإعلاميين والمنظمات الإنسانية. وقال أيمن السيد أمين سر المركز أن المعرض يوجه رسالة للعالم الغربي للكشف عن عمق المأساة التي يعانيها الشعب الفلسطيني في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة وإظهار الوجه الوحشي والحقيقي للاحتلال الإسرائيلي الذي ارتكب جرائم حرب ليس بحق غزة فقط بل بحق الإنسانية جمعاء.
وعرض المركز فيلما توثيقا بعنوان "فلسطين.. قصة شعب" صور فلسطين الأرض المقدسة والتي سكنها الإنسان منذ بداية الحياة وكانت قبلة للحجاج من أتباع جميع الديانات وكيف كان شعبها يعيش بأمان وسلام إلى أن امتدت يد العدوان عليها منذ وعد بلفور عام 1917 وتوالت جولات الصراع على هذه الأرض دون مراعاة لأدنى الحقوق الإنسانية لشعبها وتحول قطاع غزة ذو المساحة الصغيرة إلى محرقة صغيرة قتل فيها الأطفال والعزل واستخدمت ضده كل الأسلحة المحرمة دوليا وعرض الفيلم الصور المضيئة لصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته للعدوان وتصميمه على الدفاع عن أرضه حتى النصر.
وعلى هامش المعرض ألقى الدكتور إبراهيم الدراجي أستاذ القانون الدولي في جامعة دمشق محاضرة بعنوان "الآليات والبدائل القانونية لملاحقة جرائم الحرب في إسرائيل" تحدث فيها عن الأبعاد القانونية المحتملة لمجرمي الحرب الإسرائيليين.
ودعا إلى ضرورة التوجه إلى القانون الدولي من أجل الطلب من مجلس الأمن الدولي إنشاء لجنة تحقيق أو تقصي للحقائق بحيث تطلب الدول العربية من مجلس الأمن إحالة ما جرى في غزة إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة مرتكبي المجازر الوحشية بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
وأشار أيضاً إلى إمكانية التوجه إلى القضاء الوطني والمحاكم الوطنية من خلال التعاون مع الانتربول واتفاقيات التسليم القضائي بحق المجرمين وقال المطلوب منا الآن هو تحديد الأشخاص الذين يمكن ان يتم استهدافهم وتحديد الدول التي تسمح تشريعاتها برفع دعاوى ضد مرتكبي جرائم الحرب بحق الفلسطينيين والحصول على توكيلات لتحقيق المصلحة إضافة إلى تحديد شخصيات مستهدفة لا تتمتع بالحصانة وإعداد ملف دعوى قانوني وموثق. وأضاف الدراجي .. هناك أيضا بدائل إضافية مثل استهداف دول او شركات أسلحة قامت بتوريد ونقل الأسلحة إلى إسرائيل استخدمت في ارتكاب هذه الجرائم بتهمة المساعدة والاشتراك في ارتكاب تلك الجرائم.
من جانب آخر قال مركز التعاون الأوروبي في بيان وزعه على هامش المعرض ان المركز ينظر بعين الأسى إلى هول المجازر التي ترتكب ضد المدنيين والأطفال من الشعب الفلسطيني وخاصة في غزة والتي تخالف أبسط الأعراف والقوانين الدولية وتحط من القيم الإنسانية للعالم أجمع.
وأضاف البيان ان ما جرى في غزة هو عملية إبادة جماعية لا نستطيع الوقوف على كل جوانبها ونحن من هنا من دمشق نناشد العالم حكومات وشعوبا ومنظمات وأفرادا وباسم الإنسانية بوقف هذه المجازر ونطالب أحرار العالم في كل أرجاء العالم بدعم صمود الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه ومساندته في قضيته ورفع الحصار الجائر عنه.
ويهدف مركز التعاون الأوروبي العربي في سورية وهو هيئة غير ربحية إلى زيادة أواصر الصداقة بين الشعوب الأوروبية والعربية عبر الحوار المشترك وإقامة الندوات والمؤتمرات والمشاريع الإنمائية والاجتماعية ودعم التبادل العلمي والتكنولوجي والثقافي للخبرات بين الدول العربية والأوروبية والتعريف بالحضارة والتقاليد والتراث الشعبي لهذه الدول.