باراك أوباما يبدأ ولايته بمصالحة مع المجتمع الإسلامي
صفحة جديدة أضيفت إلى سجل التاريخ يوم الثلاثاء؛ حيث أصبح باراك أوباما اول رئيس أسود للولايات المتحدة بعدما أدى اليمن الدستورية أمام حشود تحدت قساوة الطقس
لتحتفل برئيسها الجديد، فيما علت صيحات التأييد من جانب قرابة مليوني شخص تجمعوا في الساحة الوطنية الواسعة بينما كانوا يتابعون أوباما وهو يقف ويرفع احدى يديه ويضع الاخرى على الكتاب المقدس الذي استخدمه الرئيس الامريكي الاسبق ابراهام لينكولن يوم تنصيبه للمرة الاولى عام 1861 ويردد اليمين ليصبح الرئيس الرابع والاربعين للولايات المتحدة خلفا لجورج بوش.
أوباما أعلن في كلمته أن الولايات المتحدة في خضم أزمة يمكن التغلب عليها من خلال توحيد الهدف، إلا أنه سعى لتخفيف التفاؤل الشديد بشأن زعامته بالحديث عن الواقع، وأشار أوباما الى أسوأ أوضاع اقتصادية تشهدها الولايات المتحدة منذ 70 عاما ومشاركة الولايات المتحدة في الحربين بالعراق وأفغانستان وقال انها وضعت البلاد "في خضم أزمة"، مشيراً ان الازمة الاقتصادية نتيجة "للجشع وانعدام المسؤولية" من جانب البعض وتعهد بأن من يديرون نقود الامريكيين " سيتحملون المسؤولية"، وتعهد أيضا "بعين يقظة" لضمان عدم خروج الاسواق المالية عن السيطرة وأثقل الركود كاهل البلاد بعجز بلغ تريليون دولار ورفع عدد العاطلين الى 11 مليون. وأصبحت تلك المخاوف الاقتصادية محط الاهتمام الرئيسي للامريكيين وساعدت أوباما في هزيمة المرشح الجمهوري جون مكين في الانتخابات التي جرت في نوفمبر تشرين الثاني.وقال "نتجمع في هذا اليوم لاننا اخترنا الامل على الخوف.. وحدة الهدف على الصراع والنزاع"، متعهداً بتحرك جريء وسريع بخصوص الاقتصادي الامريكي "شديد الضعف" وجعل ذلك اولوية قصوى في حين يعمل مع الكونجرس الامريكي بشأن حزمة تحفيز اقتصادي تقدر بنحو 850 مليار دولار تهدف لاعادة الحياة الى الاقتصاد.
أوباما وجه في خطابه "عبارات تصالحية"، كما وصفها مراقبون، تجاه المجتمع الاسلامي، محذراً في الوقت نفسه ممن ينوون شن أعمال ارهابية، وفي رسالة الى العالم الاسلامي قال أوباما انه سيسعى "لنهج جديد للمضي قدما" يقوم على المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل، واضاف "لن نعتذر عن طريقتنا في الحياة.. ولن نتردد في الدفاع عنها .. ولاولئك الذين يسعون لتحقيق أهدافهم من خلال اثارة الارهاب وقتل أبرياء.. نقول لكم الان ان عزيمتنا اقوى ولا يمكن كسرها .. لا يمكنكم أن تفوقونا صمودا.. وسنهزمكم."
يذكر أن أوباما (47 عاما) وهو ابن لاب كيني أسود وأم بيضاء من كنساس، سيجتمع يوم الأربعاء مع قادة الجيش لمناقشة احتمال تسريع انسحاب القوات الامريكية من العراق من أجل الوفاء بوعد قطعه خلال حملته الانتخابية بسحب جميع القوات خلال 16 شهرا، ويتوقع أيضا أن يناقش الحاجة لمزيد من القوات في أفغانستان بالبيت الابيض مع وفد من وزارة الدفاع الامريكية يقوده وزير الدفاع روبرت جيتس والاميرال مايك مولين رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة، وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن أوباما يعتزم ضمن أول أعماله كرئيس تعيين السناتور السابق جورج ميتشيل مبعوثا له الى الشرق الاوسط.