بوتين: آمل ألا يحضر مؤتمر جنيف 2 معارضون يأكلون اعضاء اعدائهم
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن أية محاولات للتدخل الخارجي في سورية محكوم عليها بالفشل، مؤكدا في الوقت نفسه أن عقود توريد صواريخ “اس-300” الى سورية لم تنفذ بعد.
وشدد الرئيس الروسي في مؤتمر صحفي عقب قمة روسيا – الاتحاد الأوروبي في مدينة يكاترينبورغ الروسية الثلاثاء 4 يونيو/ حزيران، شدد على أن كافة العقود الموقعة مع سورية تتفق مع القانون الدولي. وقال بوتين: "فيما يخص صواريخ "إس-300" فإنها من أفضل المنظومات المضادة للجو في العالم. إنها سلاح متطور. نحن لا نريد الاخلال بميزان القوى في المنطقة. لقد تم التوقيع على العقد (بشأن توريد "إس-300") منذ عدة سنوات ولكنه لم ينفذ بعد". وأعاد الرئيس الروسي الى الأذهان أن "توريدات الأسلحة الروسية الى سورية تجري وفق عقود شفافة معترف بها دوليا، ولا تنتهك أية قواعد دولية". وقال بوتين انه أكد لشركائه الأوروبيين خلال المحادثات أن أية محاولات للتأثير في الوضع بالقوة وعبر التدخل العسكري المباشر محكوم عليها بالفشل، وهي تؤدي حتما الى عواقب إنسانية وخيمة.
وبشأن قرار الاتحاد الأوروبي برفع حظر توريد الأسلحة الى المعارضة السورية، قال بوتين إنه يبعث على الخيبة. وأعاد الى الأذهان أن أعضاء الأمم المتحدة اتفقوا مؤخرا على مشروع بريطاني لاتفاقية دولية تنص على حظر توريد الأسلحة الى ميليشيات غير حكومة عبر العالم. وتابع قائلا: "نحن ننطلق من أن جميع أعضاء الأمم المتحدة سينضمون الى هذه الاتفاقية، وسيبدأون منذ اليوم الالتزام بالقواعد والمبادئ التي اقترحها زملاؤنا البريطانيون". وأعاد الى الأذهان أن الاتحاد الأوروبي أيضا سبق وأن اتفق على وثيقة تمنع توريد الأسلحة الى مناطق النزاعات في العالم. بدوره قال رئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبوي إن عددا كبيرا من الدول الأوروبية قررت الامتناع عن توريد الأسلحة الى سورية، كي تمنح عملية التفاوض فرصة حقيقية للنجاح. وتابع: "نحن لم نمدد الحظر الجماعي على توريدات الأسلحة، وهذا يعني أن كل بلد يتخذ القرار بشأن توريد أو عدم توريد أسلحة بنفسه". وأكد رومبوي على الموقف الأوروبي الثابت القائل بأنه لا بديل عن الحل السياسي للأزمة السورية. وشدد على عزم الاتحاد الأوروبي مواصلة التعاون مع روسيا بشأن التسوية في سورية، مجددا دعم القيادة الأوروبية لعقد مؤتمر "جنيف-2". هذا وقال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو إنه من الضروري ضمان الوصول، غير المشروط ودون عوائق، للمساعدات الإنسانية الى المتضررين من النزاع السوري، مضيفا أنه يجب إرسال إشارة واضحة بهذا الشأن للحكومة ومختلف أطياف المعارضة على حد سواء. وتابع باروزو قائلا ان ما يحدث في سورية يعد كارثة إنسانية حقيقية، معربا عن أمله في أن تؤدي الجولة الثانية من المشاورات الدولية التي ستجري في جنيف، الى تطورات ملموسة في هذا المجال. بوتين: غياب الإرادة الحرة للمعارضة السورية يعرقل عقد مؤتمر "جنيف-2" وأعرب الرئيس بوتين عن أمله في أن تحل مسألة مشاركة المعارضة السورية المسلحة في مؤتمر "جنيف-2" الدولي في أسرع وقت ممكن. وتابع قائلا : "ان غياب الإرادة الحرة للمعارضة السورية وعدم وجود قاعدة موحدة لها وعدم امكانية تحديد ممثلي المعارضة المسلحة في المؤتمر" كل هذا يعرقل عقد المؤتمر الدولي الخاص بسورية في الوقت الراهن. وأشار الرئيس الروسي الى تطابق المواقف الروسية والأوروبية بشأن ضرورة عقد مؤتمر "جنيف-2". وقال بوتين إن بلاده التزمت بإقناع القيادة السورية في المشاركة بالمؤتمر، مشددا على ان دمشق أعلنت رسميا عن موافقتها على حضوره. بوتين: آمل ألا يحضر المؤتمر معارضون يأكلون اعضاء اعدائهم وفي الوقت نفسه، أعرب الرئيس عن أمله في ألا يحضر المؤتمر معارضون "يأكلون أعضاء من أجساد أعدائهم" في إشارة الى عدة شرائط فيديو مروعة نشرت على موقع "يوتيوب" مؤخرا. معللا ذلك بأن " وصول مثل هذه العناصر الى جنيف، سيصعب عليه ضمان أمن الوفد الروسي المشارك". وكانت أعمال القمة الروسية – الاوروبية قد انطلقت مساء الاثنين، حيث بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مأدبة عشاء غير رسمية جمعته برئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو، بحث الوضع الاقتصادي في روسيا، إضافة إلى ملف الأزمة السورية. أما المناقشات الأساسية في إطار القمة، فتجري اليوم الثلاثاء في إطار اجتماع موسع تشارك فيه الوفود الرسمية التي تضم وزراء ومسؤولين من مختلف المستويات وخبراء. وسيوقع الطرفان في إطار أعمال القمة اتفاقية بشأن الحد من التجارة بالمواد التي تدخل بانتاج المخدرات. هذا واعتبر المحلل السياسي ملاذ مقداد في حديث لقناة "روسيا اليوم" من دمشق ان "توريد كافة صنوف الاسلحة الروسية الى سورية مسألة تاريخية"، مشيرا الى ان دمشق لم تؤكد ولم تنفي امر توريد صواريخ "اس 300" وهذا من حقها. وقال ان "هذه الاسلحة دفاعية للدفاع عن سورية بوجه المعتدين وخصوصا الكيان الصهيوني".