واثقون من النصر .. بقلم الاعلامي فريد ميليش
من ينظر الى الأحداث في المنطقة عموماً وفي سورية خصوصاً لا يستهجن محاولات الدول الغربية مدعومة بالكيان الصهيوني تدمير سورية وإضعافها فهذا يشغل بال هذه الدول منذ
عقود طويلة لأسباب استعمارية محضة, ولكن يستغرب موقف بعض الأنظمة العربية التي انسلخت عن جلدتها وتخلت عن هويتها العربية الأصيلة حتى أنها تفوقت على الغرب بعدائها للشعب السوري, لأنه كشف عوراتها وعمالتها, فبات بقاؤها في الحكم مرتبط بإزاحة دور سورية المحوري, وإطفاء جذوة المقاومة لدى شعبها, ولذلك نجد مشيخة قطر ومملكة آل سعود تتسابقان في تقديم المال والسلاح وإثارة الفوضى والعنف, وأجيرهما مرسي يحرض على القتال في سورية, ويقطع كل العلاقات معها بأوامر مباشرة من أوباما وتنسيق كامل مع بيريز, الذي غدت سفارة كيانه في القاهرة بمنزلة غرفة عمليات تدير مخططات التقسيم المعدة للمنطقة.
بعض العرب من داعمي الإرهاب أسكرهم تصريح واحد من واشنطن كشفت فيه أنها ستسلح "الإرهاب" في سورية فطاش حجرهم وباتوا مجموعة من الدونكيشوتات الفارغة فتاهوا بين ملك يقطع نقاهته التي لم يعلنها أصلاً بحجة التطورات في المنطقة وآخر مل من ابتلاع لسانه فاغتنم الفرصة ليتكلم ويقول إنه قادر على حماية المحمية البريطانية شرقي فلسطين ليبقى الأظرف بينهم ذلك الدعي الذي أراد الحج والناس راجعة فقرر قطع علاقاته بدمشق وإغلاق سفارة العروبة لديه.
السوريون الذين يخوضون معركة مفتوحة على جبهات عدة يجهد فيها معسكر الشر باختراع الحيل لكسر صمودهم واثقون من انتصارهم وها هم يحطمون أحلام الأعداء ويقسمون العالم في معركتهم لمنع تقسيم سورية وقد ان الأوان لأوباما وأتباعه بأن يعوا حقيقة استحالة إسقاط سورية, لأنها تملك من القدرة والمقومات الوطنية مايجعلها قادرة على صد أي عدوان, فهي صاحبة حضارة عريقة تمتد جذورها عبر التاريخ, وهي اليوم قادرة على حل مشكلاتها بوعي شعبها صاحب الحق الوحيد بتقرير مصيره واختيار مستقبله دون أي إملاءات خارجية.