الحلبيون يحولون حدائقهم إلى مشاتل
أوجد الحلبيون مع دخول أزمة حصار الأحياء الغربية من المسلحين أسبوعها الثاني بدائل للتخفيف من معاناتهم وأزمتهم الإنسانية جراء شح وارتفاع أسعار المواد الغذائية
فحولوا حدائق بيوتهم إلى مشاتل لزراعة الخضراوات والحشائش وآثروا تناول «الكرواسان» عوضاً عن الخبز الذي تفوق عليه بالسعر وبلغ ثمن ربطته في السوق السوداء 300 ليرة سورية!.
وعمد الكثير من سكان الطوابق الأرضية إلى طمر بلاطها الفاخر بالتراب وزراعتها بأصناف الحشائش المختلفة والخضراوات مثل البندورة والخيار والكوسا والباذنجان والبامياء التي جاوز سعر كيلو غرام أي منها 200 ليرة. بل تجاوز بعض السكان القوانين واستثمر جزءا من سطح الأبنية كمشاتل صالحة للزراعة!.
أصحاب السيارات بمن فيهم ميسورو الحال ركنوا سياراتهم وآثروا ممارسة رياضة المشي لقضاء حاجاتهم والتنقل بين الأحياء التي كادت شوارعها تخلو من السيارات مع تجاوز سعر ليتر البنزين ألف ليرة أما السرافيس وباصات نقل شركات القطاع الخاص العاملة على المازوت فغدت الوسيلة الوحيدة المتاحة للركوب على الرغم من مضاعفة تسعيرتها بعد تخطي سعر ليتر المازوت حاجز 300 ليرة.
المولدات الكهربائية التي راج سوقها وعدت كدليل على الوجاهة خبا ضجيجها وفقدت عزها إلا في حال مشاركة الجيران على مصروفها من البنزين لتشغيل المضخات لإيصال مياه الشرب، الشحيحة هي الأخرى، إلى الطوابق العلوية.
أغلبية الحلبيين من قاطني الأحياء الغربية عاجزون عن تأمين متطلبات عيشهم مع قدوم الشهر الفضيل لارتفاع الأسعار خمسة أضعاف خلال أسبوع واحد جراء الحصار مقارنة بنظيرتها في الأحياء الشرقية مناطق نفوذ المسلحين. ويظل أبو أحمد صاحب قطيع الماعز في حي السريان القديمة وحده الرافض رفع سعر حليبه مقارنة بباقي السلع والمواد الغذائية لكن يستوجب على الشاري انتظار 15 يوماً على الأقل لحجز دور في قائمة الزبائن الطويلة.