الصرافون يستعدون لبيع المواطنين و التجار الدولار بشرط واحد ..
بدأت مكاتب وشركات الصرافة تقديم طلبات الحصول على مبالغ من الدولار من “مصرف سورية المركزي”، لتقوم ببيعهم للتجار والمواطنين بمبلغ 250 ليرة، ما أدى إلى انخفاض سعر دولار السوق السوداء نحو 10 ليرات بين الأمس واليوم.
وقال أحد مكاتب الصرافة ممن حضروا الاجتماع مع حاكم "مصرف سورية المركزي" لموقع "الاقتصادي" إنه: "من المقرر أن يحصل كل مكتب صرافة على مبلغ 100 ألف دولار من المصرف المركزي، بينما تحصل كل شركة الصرافة على مبلغ 250 ألف دولار من المصرف بسعر 245.5 ليرة سورية للدولار الواحد، وتقوم الشركة ببيع الدولار للتجار والمواطنين بمبلغ 250 ليرة سورية".
وأفاد أحد مدراء شركات الصرافة أن "البيع سيكون لأي مواطن بشرط واحد ألا يكون ما يأخذه سنويا من شركات الصرافة 10 آلاف دولار أو ما يعادلها من اليورو، وبالنسبة للتاجر عليه أن يقدم فواتير وإجازات استيراد للسلع المطلوب تمويلها".
وبحسب تحليله فإن "السعر الذي ستبيع به مكاتب وشركات الصرافة وهو 250 ليرة، هو مبدئي لمراعاة الحالة النفسية للمواطنين الذين اشتروا الدولار بسعر 280-300 ليرة لأن نزول سعر صرف الدولار مرة واحدة 100 ليرة سيؤدي إلى الصدمة لدى هؤلاء المواطنين".
وتوقع مدير الشركة إن: "الطرح الأولي لشركات ومكاتب الصرافة للدولار سيكون 250 ليرة ومن ثم 240 ليرة نزولا"، مشيرا إلى أن "طرح المركزي للدولار سيتزامن مع حالة بيع للمواطنين للدولار قبل نزوله مايؤدي إلى وفرة الدولار في السوق بكثرة".
ومن خلال جولة لـ"الاقتصادي" على بعض تجار السوق السوداء في ساحة المرجة، بدأوا صباح اليوم بتحديد سعر الدولار شراء من المواطنين بسعر 260 ليرة وسرعان ماخفضوه إلى سعر 240 ليرة للشراء بعد الساعة 12 ظهرا، مع توقف المبيع بانتظار أن يجمعوا أكبر كمية من حالات الشراء ليتم تحديد سعر المبيع لاحقا.
وأكد أن "طرح المركزي بيع الدولار لشركات الصرافة جاء بناء على طلب الشركات التي قالت إنها لم تعد ترغب باليورو لأن المواطنين يرغبون بشراء الدولار"، مشيرا إلى أن "عندما طرح المركزي بيع دولار بسعر 247.5 ليرة لم يتشجع الكثير من شركات الصرافة على الشراء بهذا السعر لأن المركزي قيدهم بهامش أرباح 2.5 ليرة وهم يرغبون بإبقاء السوق تحت آلية العرض والطلب وبالتالي فتح هوامش الأرباح".
وهذا الأمر أدى إلى انخفاض سعر الدولار في السوق السوداء بنحو 10 ليرات سورية، حيث حقق اليوم سعر 260 ليرة للشراء وبين 275 إلى 280 ليرة للمبيع، بعد أن كان حقق سعر 290 ليرة للمبيع وسعر 280 للشراء أمس الأربعاء.
وأقرت اللجنة الاقتصادية المصغرة برئاسة رئيس الحكومة وائل الحلقي في وقت سابق، على مشروع قانون تشريعي يقضي بتجريم كل من يتعامل بغير الليرة السورية عبر فرض غرامات مالية وعقوبة بالسجن تتراوح بين 3 الى 10 سنوات، وذلك بهدف ردع المتلاعبين بالأسعار في السوق واستغلال حاجة المواطنين على أن يتم عرضه على الجهات المعنية ليتم إصداره أصولا.
كما أقر نتائج اجتماع حاكم "مصرف سورية المركزي" مع شركات الصرافة بضخ حاجة السوق من الدولار مرتين أسبوعيا وبسعر بيع للتجار والمواطنين 250 ل.س للدولار.
وكان الدولار في السوق السوداء ارتفع مؤخرا إلى سعر قياسي لم يتحقق في تاريخ سورية، حيث وصل في بعض الحالات إلى 300 ليرة للمبيع، ما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار المنتجات والمواد في الأسواق، وشعور المواطنين السوريين بالضيق من هذا الارتفاع الكبير خاصة مع بدء شهر رمضان.
وجاء هذا الارتفاع بعدما قفز سعر الدولار 18 الشهر الماضي إلى سعر 205 ليرات للمبيع و200 ليرة للشراء، ومالبث أن انخفض 15 ليرة خلال يومين ثم عاد للارتفاع تدريجيا حتى وصل لهذا السعر.